كان رسولُ الله يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد

حديث: كان رسولُ الله يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد

عن جابر بن عبد الله قال: كان رسولُ الله ﷺ يَغْتَسِلُ بالصَّاعِ، ويتوضّأ بالمدّ.

حسن: رواه ابن ماجة (٢٦٩) عن هشام بن عمار، ثنا ربيع بن بدرٍ، عن أبي الزُّبير، عن جابر فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: كان رسولُ الله ﷺ يَغْتَسِلُ بالصَّاعِ، ويتوضّأ بالمدّ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
الحديث الشريف:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ".
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:

* يَغْتَسِلُ: الاغتسال، وهو تعميم الجسد بالماء لغسل الجنابة أو غيرها من موجبات الغسل.
* بِالصَّاعِ: الصاع مكيال معروف في زمن النبي ﷺ، وهو يساوي أربعة أمداد. وقدره الفقهاء بحوالي (2.176 كيلوغرام) من القمح، أو ما يعادل (3 لترات) تقريبًا من الماء، وقيل أكثر قليلاً (حوالي 4 لترات).
* يَتَوَضَّأُ: الوضوء المعروف للصلاة.
* بِالْمُدِّ: المد هو ربع الصاع، وقدره الفقهاء بحوالي (0.543 كيلوغرام) من القمح، أو ما يعادل (0.75 لتر) تقريبًا من الماء.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان يعتاد في طهارته أن يستخدم من الماء قدرًا معينًا لا يزيد عليه في العادة؛ فكان إذا أراد الاغتسال من الجنابة استخدم ماءً بقدر صاع واحد (حوالي 3 لترات)، وإذا أراد الوضوء للصلاة استخدم ماءً بقدر مد واحد (ربع الصاع، حوالي 0.75 لتر). وهذا يدل على الاقتصاد في استعمال الماء وعدم الإسراف فيه، حتى في العبادات.

# 3. الدروس المستفادة منه:

* ذم الإسراف والتبذير: الحديث أصل عظيم في النهي عن الإسراف في استعمال الماء، حتى في الطهارة والعبادة. فإذا كان الإسراف مذمومًا في عبادة مثل الطهارة، ففي الأمور الدنيوية من باب أولى.
* الاعتدال في كل شيء: منهج الإسلام هو الاعتدال والتوسط، فلا إفراط ولا تفريط. فالنبي ﷺ لم يقلل في الماء حتى لا يحصل المقصود من الطهارة، ولم يسرف فيه حتى يهدره.
* التيسير ورفع الحرج: بيان أن الطهارة لا تحتاج إلى كميات هائلة من الماء، بل يمكن أن تتحقق بالقدر المعقول، مما ييسر على الناس أداء العبادة في كل الظروف، حتى عند شح الماء.
* أن المقصود هو تحقق الطهارة الشرعية: لا ارتباط بين كثرة الماء وكمال الطهارة، بل الطهارة تتحقق بإسباغها كما شرع الله، ولو بماء قليل.
* قدوة النبي ﷺ العملية: لم يكتف النبي ﷺ بالأمر بالاقتصاد verbally، بل كان قدوة عملية يُحتذى بها في ذلك.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

* ليس المقصود من الحديث التحديد الدقيق الذي لا يمكن الزيادة عليه أبدًا، بل المقصود بيان قدر الكفاية وذم الإسراف. فلو زاد الشخص قليلاً لا حرج، ولكن المحذور هو الإسراف المتعمد وإهدار الماء.
* جاءت أحاديث أخرى تذم الإسراف في الماء حتى في الوضوء، منها قوله ﷺ: «إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ» (رواه أبو داود وأحمد)، والاعتداء هنا يشمل الإسراف في الماء.
* الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على قدر الماء الذي يباح للمسلم أخذه من موارد الماء العامة (كالنهر) للوضوء والغسل دون إسراف.
* هذا الحديث يربط المسلم بقضية بيئية معاصرة مهمة، وهي ترشيد استهلاك المياه والمحافظة على هذه النعمة العظيمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (٢٦٩) عن هشام بن عمار، ثنا ربيع بن بدرٍ، عن أبي الزُّبير، عن جابر فذكره.
وأبو الزُّبير المكي مدلِّس معروف، ولكن رواه أبو داود (٩٣) عن الإمام أحمد، وهو في مسنده (٣/ ٣٠٣)، وصحّحه ابن خزيمة (١١٧) كلهم من طريق سالم بن أبي الجعد، عن جابر.
وسالم بن أبي الجعد ثقة؛ وثَّقه ابن معين وأبو زرعة والنسائي. ولكن في الطريق إليه يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف، لكن قال ابن عديٍّ: «مع ضعَّفه يُكتب حديثه».
وفي بعض الروايات: قال رجل: لا يكفينا يا جابر! فقال: قد كفي من هو خيرٌ منك وأكثرُ شعرًا. (صحيح البخاريّ: ٢٥٢).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 28 من أصل 56 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسولُ الله يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد

📜 حديث: كان رسولُ الله يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان رسولُ الله يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان رسولُ الله يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان رسولُ الله يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية