حديث: إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صفةِ الغُسْلِ من الجنابة

عن عائشة قالت: كان رسولُ الله ﷺ إذا أراد أن يَغْتسِلَ من الجنابة بدأ بكفَّيه فغَسَلَهما، ثم غَسَلَ مرافِغَه، وأفاض عليه الماء، فإذا أنقاهما أهوى بهما إلى حائط، ثم يستقبلُ الوضوءَ، ويفيض الماء على رأسه.

صحيح: رواه أبو داود (٢٤٣) عن عمرو بن عليّ الباهليّ، حَدَّثَنَا محمد بن أبي عديّ، حَدَّثَنِي سعيد، عن أبي مَعْشَرٍ، عن النَّخْعيّ، عن الأسْود، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: كان رسولُ الله ﷺ إذا أراد أن يَغْتسِلَ من الجنابة بدأ بكفَّيه فغَسَلَهما، ثم غَسَلَ مرافِغَه، وأفاض عليه الماء، فإذا أنقاهما أهوى بهما إلى حائط، ثم يستقبلُ الوضوءَ، ويفيض الماء على رأسه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والذي يصف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاغتسال من الجنابة، معتمداً على كبار شروح الحديث المعتمدة عند أهل السنة والجماعة مثل "فتح الباري" للحافظ ابن حجر العسقلاني، و"شرح النووي على صحيح مسلم".

نص الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسولُ الله ﷺ إذا أراد أن يَغْتسِلَ من الجنابة بدأ بكفَّيه فغَسَلَهما، ثم غَسَلَ مرافِغَه، وأفاض عليه الماء، فإذا أنقاهما أهوى بهما إلى حائط، ثم يستقبلُ الوضوءَ، ويفيض الماء على رأسه».


1. شرح المفردات:


● بكفيه: أي براحتيه (راحتي اليد).
● مرافغه: جمع مرفق، وهو المفصل بين العضد والساعد.
● أفاض عليه الماء: أي صب الماء على جسده.
● أنقاهما: أي طهرهما ونظفهما من الأذى.
● أهوى بهما إلى حائط: أي وضع يديه على حائط (جدار) أو مكان نظيف ليمسحهما به.
● يستقبل الوضوء: أي يبدأ بوضوء كامل كما يتوضأ للصلاة.
● يفيض الماء على رأسه: أي يصب الماء على رأسه ثلاث مرات حتى يرويه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف هذا الحديث الهيئة الكاملة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتبعها عند الاغتسال من الجنابة، وهي تبدأ بغسل الكفين أولاً، ثم غسل مكان الجنابة (الفرج) وتنظيفه، ثم وضع اليدين على جدار أو مكان نظيف لتنظيفهما من الأذى، ثم يتوضأ وضوءاً كاملاً للصلاة، ثم يفيض الماء على رأسه وجسده.


3. الدروس المستفادة والفقهية:


1- البداءة بغسل الكفين: وهذا من السنن المؤكدة في الاغتسال، وذلك لإزالة ما قد يكون عليهما من أذى قبل غسل سائر الجسد.
2- غسل مكان الجنابة (الفرج) أولاً: وذلك للتطهير من أثر الجنابة مباشرة قبل الشروع في غسل سائر البدن.
3- تنظيف اليدين بعد غسل الفرج: وذلك بوضعهما على حائط أو شيء نظيف؛ لئلا يعود الأذى إليهما مرة أخرى.
4- الوضوء الكامل ضمن الاغتسال: فيتوضأ كما يتوضأ للصلاة، وهذا يدل على أن الوضوء داخل في الاغتسال، وهو سنة مؤكدة.
5- إفاضة الماء على الرأس: وذلك بتخليل الشعر حتى يبلغ الماء أصوله، وهو من تمام الطهارة.
6- التدرج والنظام في العبادة: فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يهمل الترتيب في الطهارة، بل كان حريصاً على أن يأتي بها على أكمل وجه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على سنية الترتيب في غسل الجنابة، وإن كان الاغتسال صحيحاً بغسل جميع البدن دون ترتيب، لكن الأكمل هو اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
- فيه دليل على استحباب التنظيف قبل الشروع في العبادة، وهو تطبيق لقوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4].
- يرى جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) أن الوضوء داخل في الاغتسال سنة، وليس شرطاً، فلو اغتسل بدون ترتيب الوضوء صح اغتساله، لكنه خلاف الأفضل.


الخلاصة:


هذا الحديث يمثل المنهج النبوي في الطهارة الكاملة، وهو يجمع بين النظافة الحسية والمعنوية، ويظهر حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته أدق细节 الطهارة، مما يجعل المسلم يشعر بكمال الإسلام وشموليته، حتى في أدق أمور حياته اليومية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٤٣) عن عمرو بن عليّ الباهليّ، حَدَّثَنَا محمد بن أبي عديّ، حَدَّثَنِي سعيد، عن أبي مَعْشَرٍ، عن النَّخْعيّ، عن الأسْود، عن عائشة، فذكرته.
ورجاله ثقات وإسناده صحيح. وأبو معشر هو زياد بن كُلَيب الحنظلي الكوفيّ، ثقة؛ وثَّقه النسائيّ والعجلي.
وقوله: «مَرافِغِه» - بفتح الميم وكسر الفاء وبعدها الغين - جمع (رُفغ) بضم الراء، وهي: مغابن البدن، وما يجتمع فيه الأوساخ، كالإبطين وأصول الفخذين.
وبيان هذا الحديث أنَّه: إذا أراد أن يغتسل من الجنابة، بدأ بكفيه فغسلهما، ثم غسل مَرافِغَه، وأفاض الماء على فرجه، فإذا أنقاهما - أي المرافِغ والفرج - أهوى بهما - باليدين - إلى حائط؛ ليدلكهما بالتراب للتنظيف، ثم يستقبل الوضوء، ويفيض الماء على رأسه، ومن ثم على جسمه كله. وهذا مستخلصٌ من الأحاديث المذكورة في الباب.
وفي الباب أيضًا حديث أبي سعيد الخدريّ: أنَّ رجلًا سأله عن الغُسْل من الجنابة، فقال: ثلاثًا، فقال الرّجلُ: إنَّ شَعْري كثيرٌ! فقال: رسولُ الله ﷺ كان أكثرَ شعرًا منك وأطيب.
رواه ابن ماجة (٥٧٦) عن أبي بكر بن أبي شية وعلي بن محمد، قالا: حَدَّثَنَا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب، قال حَدَّثَنَا ابن فُضَيل، جميعا عن فُضَيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد، فذكر الحديث.
وفيه عَطية، وهو ابن سعد بن جُنادة العَوفيّ، قال أبو داود: ليس بالذي يعتمد عليه. وقال النسائيّ: ضعيف. وليّنه أبو زرعة. وقال أبو حاتم: ضعيف يكتب حديثه.
قال الأعظمي: القول فيه قول أبي حاتم؛ فإنه ليس بمطروح، ولحديثه شواهد كما تقدمت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 56 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفيه

  • 📜 حديث: إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب