حديث: يغتسل النبي ﷺ بالصاع ويتوضأ بالمد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القدر المستحب من الماء للغسل والوضوء

عن أنس قال: كان النَّبِيّ ﷺ يَغْتَسِلُ بالصاع إلى خمسةِ أمدادٍ، ويتوضأ بالمدّ. وفي لفظ: كان يغتسل بخَمْسِ مَكاكِيك، ويتوضأُ بمكّوكٍ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الوضوء (٢٠١) ومسلم في الحيض (٣٢٥) كلاهما من طريق مِسْعر، حَدَّثَنِي عبد الله بن عبد الله بن جَبْرٍ قال: سمعت أنسًا، فذكره.

عن أنس قال: كان النَّبِيّ ﷺ يَغْتَسِلُ بالصاع إلى خمسةِ أمدادٍ، ويتوضأ بالمدّ. وفي لفظ: كان يغتسل بخَمْسِ مَكاكِيك، ويتوضأُ بمكّوكٍ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ، وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ". وفي رواية أخرى: "كَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيكَ، وَيَتَوَضَّأُ بِمَكُّوكٍ".
هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.


1. شرح المفردات:


● يَغْتَسِلُ: أي يأخذ غسلاً كاملاً للبدن، وهو الغسل من الجنابة.
● الصَّاع: مكيال معروف في زمن النبي ﷺ. والصاع يساوي أربعة أمداد.
● المُدُّ: مكيال، وهو ربع الصاع.
● إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ: أي أن مقدار الماء الذي كان يكفيه للغسل يتراوح بين صاع (أي 4 أمداد) وزيادة قليلة حتى يصل إلى 5 أمداد.
● مَكَاكِيك (جمع مكوك) ومَكُّوك: هما بمعنى الصاع والمد، فـ"المكوك" هو المد، و"خمس مكاكيك" هي خمسة أمداد.


2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه، الذي كان يخدم النبي ﷺ ويعرف أحواله، أن النبي ﷺ كان يعتدل ويتوسط في استعمال الماء في طهارته، فلم يكن يَسرف فيه ويستهلك كميات كبيرة، ولم يكن يبخل به فينقص عن حاجة الطهارة.
- فكان مقدار الماء الذي يتوضأ به (لوضوء الصلاة) هو مد واحد من الماء.
- وكان مقدار الماء الذي يغتسل به (للجنابة) يتراوح بين صاع (4 أمداد) إلى خمسة أمداد، أي زيادة قليلة على الصاع.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الاعتدال وعدم الإسراف في الماء: هذا الحديث أصل عظيم في النهي عن الإسراف، حتى في عبادة الطهارة. فالنبي ﷺ وهو سيد الخلق وأحبهم إلى الله، كان يقتصد في الماء. قال الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]. والإسراف في الماء منهي عنه حتى لو كان الإنسان على نهر جار.
2- التيسير ورفع الحرج في الشريعة: لم يحدد الشرع مقداراً معيناً لا يجوز الزيادة عليه للوضوء أو الغسل، بل بين لنا النبي ﷺ بمقدار كان يكفيه هو، ليكون قدوة لنا في الاقتصاد. فمن احتاج إلى ماء أكثر بسبب كثرة شعر أو غير ذلك، فلا حرج عليه.
3- كمال طهارة النبي ﷺ: مع أن النبي ﷺ كان يقتصد في الماء، إلا أن طهارته كانت كاملة تامة، مما يدل على أن الإسراف لا علاقة له بنظافة البدن أو كمال الطهارة.
4- التعليم العملي: لم يكن النبي ﷺ يكتفي بالأقوال لتعليم أصحابه، بل كان يراهم أفعاله ليتأسوا بها، كما هو حال أنس رضي الله عنه الذي رأى هذا بنفسه.
5- حسن التوثيق والنقل: دقة الصحابة رضي الله عنهم في نقل صفات وأحوال النبي ﷺ، حتى في كميات الماء التي كان يستخدمها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● التقدير الحديث للمد والصاع: اختلف العلماء في التقدير الحديث للصاع والمد بالكيلوغرامات أو اللترات، ولكن أشهر الأقوال أن:
● المُدُّ يساوي تقريباً (0.75 لتر).
● الصاع (وهو 4 أمداد) يساوي تقريباً (3 لترات).
- وبالتالي، كان وضوء النبي ﷺ يكون بحوالي 0.75 لتر من الماء.
- وكان غسله يتراوح بين 3 لترات إلى 3.75 لتر تقريباً.
● هل هذا القدر ملزم لنا؟
الجواب: لا، هذا ليس حداً لا يجوز تجاوزه، بل هو بيان للاعتدال والقدوة. فمن احتاج إلى أكثر بسبب سبب شرعي (ككثرة الشعر، أو وسخ يحتاج لماء أكثر) فلا حرج، ولكن ينبغي أن لا يسرف. والأمر يعود إلى العرف والحاجة.
● الحديث في عصرنا: هذا الحديث تذكرة عظيمة لنا في زمن أصبح الإسراف في الماء عادة عند الكثيرين، في الوضوء والاستحمام وغسل السيارات وسقي الحدائق. فيجب أن نقتدي بنبينا ﷺ ونحافظ على نعمة الماء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الوضوء (٢٠١) ومسلم في الحيض (٣٢٥) كلاهما من طريق مِسْعر، حَدَّثَنِي عبد الله بن عبد الله بن جَبْرٍ قال: سمعت أنسًا، فذكره.
والرّواية الثانية أخرجها مسلم من طريق شعبة، عن ابن جَبْر.
ومكاكيك: جمع مكوك، كتنور، وهو مكيال. قال النوويّ: ولعل المراد بالمكُّوك هنا المُدّ كما قال في رواية أخرى: يتوضأ بالمدّ، ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد» اهـ.
وفي السنن: «يتوضأ بإناء يسع رطلين، ويغتسل بالصاع».
قال أبو داود في سننه (٩٥): سمعت أحمد بن حنبل يقول: الصاع خمسة أرطال، وهو صاع ابن أبي ذئب، وهو صاع النَّبِيّ ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 56 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يغتسل النبي ﷺ بالصاع ويتوضأ بالمد

  • 📜 حديث: يغتسل النبي ﷺ بالصاع ويتوضأ بالمد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يغتسل النبي ﷺ بالصاع ويتوضأ بالمد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يغتسل النبي ﷺ بالصاع ويتوضأ بالمد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يغتسل النبي ﷺ بالصاع ويتوضأ بالمد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب