حديث: كان إذا أراد أن يغتسل قال: ولني فأوليه قفاي وأنشر الثوب فأستره به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الاسْتَتار في الغُسْلِ والبَول والبَرَازِ

عن أبي السمح قال: كنتُ أخدم النَّبِيَّ ﷺ، فكان إذا أراد أن يغتسلَ قال: «ولِّني». فأوَلِّيه قفايّ، وأنشر الثوبَ، فأستره به.

حسن: رواه أبو داود (٣٧٦) والنسائي (٢٢٤) وابن ماجة (٦١٣) واللّفظ له كلّهم من طريق عبد الرحمن بن مهديّ، حَدَّثَنِي يحيى بن وليد، حَدَّثَنِي مُحِلُّ بن خليفة، حَدَّثَنِي أبو السمح فذكر الحديث، ورواه أبو داود وغيره مع زيادة: «فأُتِيَ بِحَسَن أَوْ حُسَين ﵄ فبال على صدره؛ فجئت أغسله فقال: «يُغْسلُ من بولِ الجارية، ويُرشُّ من بول الغلام».

عن أبي السمح قال: كنتُ أخدم النَّبِيَّ ﷺ، فكان إذا أراد أن يغتسلَ قال: «ولِّني». فأوَلِّيه قفايّ، وأنشر الثوبَ، فأستره به.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً، معتمداً على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة:
الحديث:
عن أبي السمح قال: كنتُ أخدم النَّبِيَّ ﷺ، فكان إذا أراد أن يغتسلَ قال: «ولِّني». فأوَلِّيه قفايّ، وأنشر الثوبَ، فأستره به.


1. شرح المفردات:


● أَخْدُمُ: أَقُومُ بِخِدْمَتِهِ وَتَيْسِيرِ أُمُورِهِ.
● يَغْتَسِلُ: يَتَطَهَّرُ بِصَبِّ الْمَاءِ عَلَى جَسَدِهِ (غُسْلٌ مِنْ جَنَابَةٍ أَوْ غَيْرِهَا).
● وَلِّنِي: أَيْ: أَدِرْنِي وَاجْعَلْنِي مُسْتَدِيرًا حَتَّى أَكُونَ مُوَاجِهًا لِجِهَةٍ مُعَيَّنَةٍ، وَفِي السِّيَاقِ: لِكَيْ يَسْتَتِرَ عَنْ نَظَرِ الْخَادِمِ.
● قَفَايَ: مُؤَخَّرُ رَأْسِي وَظَهْرِي، أَيْ: أَسْتَدِيرُ حَتَّى يُصْبِحَ ظَهْرِي نَحْوَ النَّبِيِّ ﷺ.
● أَنْشُرُ الثَّوْبَ: أَبْسُطُهُ وَأَمُدُّهُ.
● أَسْتُرُهُ بِهِ: أَجْعَلُ الثَّوْبَ سِتارَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاظِرِينَ.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يُخبر الصحابي الجليل أبو السمح -رضي الله عنه- أنه كان يخدم النبي ﷺ ويقوم على شؤونه. وكان من هدي النبي ﷺ عندما يريد الاغتسال أن يطلب من خادمه أن يستدير ويوليه ظهره (أي يتجه بوجهه للجهة المعاكسة)، ثم ينشر أبو السمح ثوباً ويجعله كستارة يحجب بها النبي ﷺ أثناء اغتساله، حرصاً على صون العورة وعدم رؤيتها.


3. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- الاعتناء بسَتْر العورة والحياء: الحديث أصل عظيم في وجوب ستر العورة، حتى أمام الخدم والخاصة من الناس. فالنبي ﷺ وهو أسوتنا، مع علو منزلته، يحرص على هذا الأمر ويأمر به.
2- الحياء خلق إسلامي أصيل: الحياء لا ينافي القوة ولا يمنع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل هو زينة للأخلاق وتاج للمروءة. وقد كان النبي ﷺ «أشد حياء من العذراء في خدرها».
3- التيسير على الخدم ومعاملتهم بالإحسان: أمر النبي ﷺ خادمه بأن يستدير فقط ولم يطالبه بمغادرة المكان، مما يدل على التيسير ومراعاة الأحوال، مع تحقيق المقصود من السترة.
4- الاستتار عند الاغتسال والاستحمام: حتى لو كان الإنسان وحده، فسَتْر العورة أثناء الاغتسال من كمال الأدب مع الله تعالى.
5- جواز الاستعانة بالخدم في الأمور المباحة: مع ضرورة معاملتهم بالمعروف ومراعاة الآداب الشرعية.
6- بيان أدب الصحابة -رضوان الله عليهم- مع النبي ﷺ: حيث كان أبو السمح ينفذ أمر النبي بدقة وأدب، فيستدير فوراً وينشر الثوب لسترته.
7- استخدام الأسباب المتاحة للستر: لم يكن هناك حاجز ثابت، فاستخدم الثوب لتحقيق الغرض، وهذا من التفقه في الدين واستعمال الوسائل المشروعة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● أبو السمح: هو صحابي جليل، كان خادماً للنبي ﷺ.
● حكم ستر العورة: ستر العورة عن أعين الناس واجب، وعورَةُ الرَّجُلِ مِنَ السُّرَّةِ إِلَى الرُّكْبَةِ. وهذا الحديث من أدلة وجوب ذلك، حتى مع وجود الأسباب التي قد يظن البعض معها إباحة كشفها (كوجود الخادم).
● الفرق بين الحياء والخجل: الحياء المحمود هو الذي يمنع من القبائح، ولا يمنع من قول الحق أو طلب العلم. أما الخجل المذموم فهو الذي يؤدي إلى التفريط في الحقوق أو الواجبات.
● من كمال شريعة الإسلام: أنها جاءت بحفظ الأعراض وصيانة الحرمات، ومراعاة الآداب الرفيعة في جميع الأحوال، حتى في أبسط الأمور كالاغتسال.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٧٦) والنسائي (٢٢٤) وابن ماجة (٦١٣) واللّفظ له كلّهم من طريق عبد الرحمن بن مهديّ، حَدَّثَنِي يحيى بن وليد، حَدَّثَنِي مُحِلُّ بن خليفة، حَدَّثَنِي أبو السمح فذكر الحديث، ورواه أبو داود وغيره مع زيادة: «فأُتِيَ بِحَسَن أَوْ حُسَين ﵄ فبال على صدره؛ فجئت أغسله فقال: «يُغْسلُ من بولِ الجارية، ويُرشُّ من بول الغلام». انظر: كتاب الطهارة، باب بول الطفل الرضيع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 40 من أصل 56 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان إذا أراد أن يغتسل قال: ولني فأوليه قفاي وأنشر الثوب فأستره به

  • 📜 حديث: كان إذا أراد أن يغتسل قال: ولني فأوليه قفاي وأنشر الثوب فأستره به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان إذا أراد أن يغتسل قال: ولني فأوليه قفاي وأنشر الثوب فأستره به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان إذا أراد أن يغتسل قال: ولني فأوليه قفاي وأنشر الثوب فأستره به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان إذا أراد أن يغتسل قال: ولني فأوليه قفاي وأنشر الثوب فأستره به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب