حديث: غسل النبي من الجنابة ورفضه المنديل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صفةِ الغُسْلِ من الجنابة

عن ابن عباس عن خالته ميمونة قالت: أدْنَيتُ لرسول الله غُسلَه من الجنابة، فغسل كَفَّيه مرتين أو ثلاثًا، ثم أدْخَلَ يده في الإِناء، ثم أفْرَغَ به على فَرجِه وغَسله بشماله، ثم ضرب بشِماله الأرضّ، فَدَلكها دلكًا شديدًا، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفْرَغ على رأسِه ثلاثَ حفناتٍ مِلْءَ كفِّه، ثم غسل سائر جسده، ثم تَنَحَّى عن مقامِه ذلك، فغَسَلَ رجليه، ثم أتيتُه بالمنديل، فردَّه.
وفي رواية: أنَّ النَّبِيّ ﷺ أُتِيَ بمنديل فلم يمسَّه، وجعل يقول بالماء هكذا، يعني ينْفُضُه.
وفي رواية: فأتيته بخِرقة فلم يُرِدْها، فجعل يَنْفُض بيده.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الغسل (٢٥٧، ٢٥٩) ومسلم في الحيض (٣١٧) واللّفظ له، كلاهما من طريق الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، عن خالته ميمونة فذكرت الحديثَ.

عن ابن عباس عن خالته ميمونة قالت: أدْنَيتُ لرسول الله غُسلَه من الجنابة، فغسل كَفَّيه مرتين أو ثلاثًا، ثم أدْخَلَ يده في الإِناء، ثم أفْرَغَ به على فَرجِه وغَسله بشماله، ثم ضرب بشِماله الأرضّ، فَدَلكها دلكًا شديدًا، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفْرَغ على رأسِه ثلاثَ حفناتٍ مِلْءَ كفِّه، ثم غسل سائر جسده، ثم تَنَحَّى عن مقامِه ذلك، فغَسَلَ رجليه، ثم أتيتُه بالمنديل، فردَّه.
وفي رواية: أنَّ النَّبِيّ ﷺ أُتِيَ بمنديل فلم يمسَّه، وجعل يقول بالماء هكذا، يعني ينْفُضُه.
وفي رواية: فأتيته بخِرقة فلم يُرِدْها، فجعل يَنْفُض بيده.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس عن خالته أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنهما، مع بيان فوائده ودروسه:

1. شرح المفردات:


● أدْنَيتُ: قرَّبتُ وأحضرتُ.
● غُسلَه من الجنابة: الماء الذي يغتسل به من الجنابة.
● أفْرَغَ به: صبَّ الماء.
● فَرْجَه: العورة.
● ضرب بشماله الأرض: وضع يده اليسرى على الأرض أو حجر لتنظيفها.
● دَلَكها دلكًا شديدًا: فركها بقوة لإزالة الأذى.
● حَفَنات: ملء الكف من الماء.
● تَنَحَّى: ابتعد وتحول عن مكانه.
● المنديل: ثوب أو خرقة للتجفيف.
● يَنْفُضُه: يهزُّ يديه لتساقط الماء.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف الحديث كيف اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة، مبتدئًا بغسل كفيه، ثم تنظيف فرجه بيده اليسرى مع فركها بالأرض لإزالة الأذى، ثم توضأ وضوءًا كاملًا كوضوء الصلاة، ثم صب الماء على رأسه وجسده، ثم غسل رجليه بعد الابتعاد عن مكان الغسل، ورفض استخدام المنديل للتجفيف preferring shaking off water.

3. الدروس المستفادة والفقهية:


● غسل الكفين أولًا: يستحب غسل اليدين ثلاثًا قبل إدخالهما في الإناء، لدفع الوسواس أو النجاسة المحتملة.
● تنظيف الفرج باليد اليسرى: يستخدم اليسرى لإزالة الأذى، واليمنى للأطهار، مما يدل على التفريق بينهما في الاستعمال.
● فرك اليد بعد غسل الفرج: يدلكها بالأرض أو حجر لإزالة الأثر، حفظًا للنظافة.
● الوضوء الكامل قبل الغسل: يشرع الوضوء ضمن الغسل من الجنابة، كما في الصلاة، لقوله: "ثم توضأ وضوءه للصلاة".
● صب الماء على الرأس ثلاثًا: تأكيد على إيصال الماء إلى أصول الشعر.
● غسل الرجلين بعد التحرك: قد يؤخر غسلهما حتى لا يتنجس الماء الواقع عليهما، أو لعدم وجود حاجة لغسلهما مع الجسم إن كان المكان نظيفًا.
● عدم استخدام المنديل: يكره التجفيف بثوب إذا لم يكن هناك حاجة (كبرد أو مرض)، ويفضل نفض الماء باليد، لئلا يعلق بالثوب شيء من البلل الذي قد يكون عليه أذى، أو لأنه أبلغ في النظافة، أو تواضعًا واقتصادًا.
● التدبير في الماء: عدم الإسراف في استعماله، حيث استعمل النبي الماء باعتدال.

4. فوائد إضافية:


● اهتمام النبي بالنظافة: في كل خطوات الغسل، مما يدل على أهمية الطهارة الحسية والمعنوية.
● التيسير وعدم التعمق: لم يبالغ في غسل الأعضاء إلا بقدر الحاجة، دلالة على سماحة الإسلام.
● تعليم الأمّة: بيان كيفية الغسل العملي لأمته، ليكون قدوة.
● استحباب الاغتسال كما جاء في الحديث: وهو سنة مؤكدة، والأفضل أن يكون على الصفة الواردة.
فهذا الحديث من أصول باب الغسل، وفيه دليل على كيفية الاغتسال الكامل من الجنابة، مع التأدب بآداب النظافة والاقتصاد، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الغسل (٢٥٧، ٢٥٩) ومسلم في الحيض (٣١٧) واللّفظ له، كلاهما من طريق الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، عن خالته ميمونة فذكرت الحديثَ.
ورواه النسائيّ (٢٥٣) على وجهين: مرة عن ابن عباس، عن ميمونة خالته كما رواه الشيخان، وأخرى رواه عن ابن عباس نفسه، وجعله من مسنده (رقم ٢٥٤)، وذكره مختصرًا ولفظه: أنَّ النَّبِيّ ﷺ اغتسل فأُتِي بمنديلٍ فلم يمسه، وجعل يقول بالماء هكذا. انتهى.
وقوله: «جعل يقول بالماء هكذا» يعني يمسحه عن البدن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 56 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غسل النبي من الجنابة ورفضه المنديل

  • 📜 حديث: غسل النبي من الجنابة ورفضه المنديل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غسل النبي من الجنابة ورفضه المنديل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غسل النبي من الجنابة ورفضه المنديل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غسل النبي من الجنابة ورفضه المنديل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب