حديث: الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في سقوط الصلاة عن الحائض والنُّفساء، وتوقيت أربعين يومًا للنُّفَساء

عن معاذة قالت: سألتُ عائشةَ فقلت: ما بالُ الحائض تقضي الصومَ ولا تقضي الصلاةَ؟ فقالت: أحرورية أنتِ؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل، قالت: كان يصيبنا ذلك فنُؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة.

متَّفقٌ عليه: رواه البخاري في الحيض (٣٢١) عن همام، عن قتادة قال: حدثتني معاذة أن امرأةٌ قالت لعائشة: أتجزي إحدانا صلاتَها إذا طهرت؟ فقالت: أحرورية أنتِ؟ كنَّا نحيضُ مع النبي ﷺ فلا يأمرنا به.

عن معاذة قالت: سألتُ عائشةَ فقلت: ما بالُ الحائض تقضي الصومَ ولا تقضي الصلاةَ؟ فقالت: أحرورية أنتِ؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل، قالت: كان يصيبنا ذلك فنُؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً، معتمداً على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن معاذة قالت: سألتُ عائشةَ فقلت: ما بالُ الحائض تقضي الصومَ ولا تقضي الصلاةَ؟ فقالت: أحرورية أنتِ؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل، قالت: كان يصيبنا ذلك فنُؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة.


1. شرح المفردات:


* الحائض: المرأة التي نزل عليها دم الحيض.
* تقضي الصوم: ت补صوم الأيام التي أفطرتها بسبب الحيض بعد أن تطهر وتستطيع الصيام.
* تقضي الصلاة: ت补صلاة الصلوات التي تركتها أثناء فترة الحيض.
* أحرورية أنتِ؟: الحرورية هم فرقة من الخوارج، كانوا ينكرون كثيراً من أحكام الشرع ويستنكرونها، وكان من بدعهم القول بأن على الحائض قضاء الصلاة. فسؤال عائشة فيه تعجب من هذا السؤال لأنه يشبه قول هذه الفرقة الضالة.
* كان يصيبنا ذلك: أي كان يحدث لنا الحيض.
* نؤمر بقضاء الصوم: يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء الصوم.
* ولا نؤمر بقضاء الصلاة: لا يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء الصلاة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


أن الصحابية الجليلة معاذة العدوية سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما سؤالاً استنكارياً عن الحكمة من وجوب قضاء الصيام على الحائض دون وجوب قضاء الصلاة عليها.
فاستغربت عائشة رضي الله عنها من هذا السؤال لأنه يشبه رأي فرقة الضالة (الخوارج)، فأجابتها معاذة أنها ليست منهم، وإنما تسأل لتفهم الحكمة.
فأخبرتها عائشة رضي الله عنها بالجواب العملي والحكمي، وهو أن هذا ليس رأياً لها، بل هو تشريع من النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كنَّ نساء الصحابة يحضن في عهده، فيأمرهن صلى الله عليه وسلم بقضاء الصوم ولا يأمرهن بقضاء الصلاة. فالحكم ثابت بالسنة النبوية العملية.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب قضاء الصوم على الحائض: يجب على المرأة إذا أفطرت في رمضان بسبب الحيض أن تقضي تلك الأيام بعد طهرها وقبل مجيء رمضان التالي.
2- عدم وجوب قضاء الصلاة على الحائض: الصلاة تسقط عن الحائض ولا تقضيها، وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده.
3- الفارق بين الصوم والصلاة في القضاء: ويرجع العلماء هذا الفرق إلى عدة حكم:
* التكليف: الصلاة كثيرة التكرار (خمس مرات في اليوم) فلو وجب قضاؤها لشكل ذلك مشقة عظيمة على المرأة. أما الصوم فمرة واحدة في السنة، فالقضاء فيه يسير.
* طبيعة العبادة: الصلاة مرتبطة بوقت معين، فإذا فات وقتها لا يمكن تداركها بنفس الكيفية. أما الصوم فهو عبادة موسعة الوقت (من الفجر إلى المغرب)، وقضاؤه يكون بنفس الكيفية.
4- حكمة التشريع: الحديث يدل على أن الأحكام الشرعية توقيفية، يأخذها المسلمون عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس للعقل فيها مجال إلا الفهم والاستنباط، وليس إنكار الحكم لعدم إدراك حكمته.
5- أدب السؤال والاستفهام: حيث قالت معاذة: "لست بحرورية، ولكني أسأل"، وهذا أدب في طلب العلم والسؤال عن الحكمة.
6- الرد على أهل البدع: حيث بينت عائشة رضي الله عنها بطلان قول الخوارج في وجوب قضاء الصلاة على الحائض، وذلك بالرجوع إلى السنة العملية للنبي صلى الله عليه وسلم.
7- جواز تعلم المرأة وطلبها للعلم: فقد سألت معاذة وهي من العابدات الفقيهات، وأجابتها عائشة وهي أعلم الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
* أجمع أهل العلم على أن الحائض لا تصلي ولا تصوم، وأن عليها قضاء الصوم دون الصلاة.
* من ترك قضاء صوم أيام الحيض حتى دخل رمضان التالي، فعليها مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم إذا كان ذلك بسبب تفريطها وتهاونها، أما إذا كان لعذر شرعي فلا إطعام عليها، وعليها القضاء فقط.
* يستفاد من الحديث أن الأصل في العبادات التوقيف، فلا يعبد الله إلا بما شرع، والله أعلم بحكمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحيض (٣٢١) عن همام، عن قتادة قال: حدثتني معاذة أن امرأةٌ قالت لعائشة: أتجزي إحدانا صلاتَها إذا طهرت؟ فقالت: أحرورية أنتِ؟ كنَّا نحيضُ مع النبي ﷺ فلا يأمرنا به. أو قالت: فلا نفعله. ورواه مسلم في الحيض (٣٣٥) عن حماد، عن يزيد الرِّشك عن معاذة: أن امرأة سألت عائشة، فذكرت الحديث، وفيه: «قد كانت إحدانا تحيض على عهدِ رسول الله ﷺ ثم لا تُؤمر بقضاء». وروى شعبة عن يزيد أن معاذة هي السائلة نفسها، وكذا رواه عاصم عن معاذة أنها هي السائلة، وكلها في صحيح مسلم.
وقولها: «أحرورية أنت؟» الحرورية: طائفة من الخوارج نزلوا قرية تسمى (حروراء) كان أول اجتماعهم وتعاهدهم فيها، وكانت عائشة قصدت من قولها: «أحرورية أنت؟» أي: أنت من طائفة الخوارج الذين يوجبون قضاء الصلاة على الحائض؟ فقالت: «لا، ولكني أسأل» أي: سؤالا مجردًا لطلب العلم لا للتعنت، كما لست أنا من الخوارج. فلما فهمتُ عائشةُ منها الرغبة في طلب العلم أجابت، واقتصرت في الجواب على الدليل دون التعليل.
وأمَّا توقيتُ أربعين يومًا للنُّفَساءِ؛ فلم يثبُت فيه حديثٌ يُعتمد عليهِ، وأحسنُ شيءٌ رُوِيَ في هذا البابِ هو حديثٌ أمِّ سلمةَ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة

  • 📜 حديث: الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب