حديث: حُكِّي دم الحيض بضلع واغسليه بماء وسدر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كيفية غسل دم الحيض من الثوب

عن أم قيس بنت محصن تقول: سألت النبي ﷺ عن دم الحيض يكون في الثوب قال: «حُكِّيه بضِلَع واغسِليه بماء وسِدرٍ».

صحيح: رواه أبو داود (٣٦٣) والنسائي (٢٩٢) وابن ماجه (٦٢٨) كلهم من طريق سفيان، عن ثابت بن هرمز أبي المِقدام، عن عدي بن دينار، عن أم قيس، فذكرت الحديث.

عن أم قيس بنت محصن تقول: سألت النبي ﷺ عن دم الحيض يكون في الثوب قال: «حُكِّيه بضِلَع واغسِليه بماء وسِدرٍ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أم قيس بنت محصن -رضي الله عنها- أنها قالت: سألت النبي ﷺ عن دم الحيض يكون في الثوب، فقال: «حُكِّيه بِضِلَعٍ، واغسليه بماءٍ وسِدْرٍ».

1. شرح المفردات:


● حُكِّيه: أي افركي موضع النجاسة وأزيلي أثرها بالحك.
● بِضِلَعٍ: أي بعظم، وقيل بعود أو عظمة لها طرف حاد، وكانت تستعمل قديمًا للحك والتنظيف.
● واغسليه: أي اشطفي الثوب بعد إزالة عين النجاسة.
● بماءٍ وسِدْرٍ: السدر هو ورق شجرة النبق، وكان معروفًا عند العرب يستعمل في الغسل لتنظيف الثياب وتطييبها، لما فيه من خاصية إزالة الدهون والأوساخ.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


أن الصحابية الجليلة أم قيس بنت محصن -رضي الله عنها- سألت النبي ﷺ عن كيفية تطهير الثوب إذا أصابه دم الحيض، فأرشدها النبي ﷺ إلى طريقة عملية للتطهير، وهي:
- أولاً: إزالة عين النجاسة (أي الدم نفسه) بحكها بعظم أو عود (أداة صلبة) لإزالة المادة الملتصقة.
- ثانيًا: غسل مكان النجاسة بعد ذلك بالماء والسدر (أي الماء المضاف إليه ورق السدر) ليكتمل التطهير ويزول الأثر.

3. الدروس المستفادة منه:


1- التيسير في أمور الطهارة: يظهر الحديث يسر الشريعة الإسلامية ومراعاتها للواقع، حيث لم يطلب النبي ﷺ غسل الثوب كله أو التكلف في التنظيف، بل أرشد إلى طريقة عملية بسيطة.
2- اهتمام الإسلام بالنظافة: الحديث يدل على حرص الإسلام على طهارة البدن والثوب، خاصة فيما يتعلق بالنجاسات كدم الحيض.
3- استعمال الوسائل المتاحة: أرشد النبي ﷺ إلى استعمال أدوات بسيطة متوفرة (كالعظم أو العود) لإزالة النجاسة قبل الغسل، مما يدل على مراعاة الظروف المعيشية.
4- جواز سؤال المرأة عن أمور دينها: الحديث يدل على حرص النساء الصحابيات على التعلم، وجواز سؤال المرأة عن أمور الطهارة وغيرها، وأنه لا حياء في الدين.
5- فقه الطهارة: يستفاد من الحديث أن النجاسة إذا كانت عينية (لها جرم) يشرع إزالتها أولاً بالحك أو المسح، ثم يغسل الموضع بعد ذلك.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أبو داود في سننه، والإمام الدارقطني، وصححه عدد من العلماء.
- السدر (ورق النبق) معروف بفوائده في التنظيف والتطهير، وكان يستعمل قديمًا كمنظف طبيعي، وقد أقر النبي ﷺ استعماله.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث أن النجاسة إذا كانت لها عين (كدم الحيض) فيجب إزالتها أولاً قبل الغسل، أما إذا كانت غير مرئية فيكفي غسلها بالماء.
- الحديث يدل على أن دم الحيض من النجاسات التي يجب تطهير الثوب منها، وهو إجماع بين العلماء.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في الدين، والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٣) والنسائي (٢٩٢) وابن ماجه (٦٢٨) كلهم من طريق سفيان، عن ثابت بن هرمز أبي المِقدام، عن عدي بن دينار، عن أم قيس، فذكرت الحديث.
وإسناده صحيح. وثابت بن هرمز وثقه أحمد وابن معين. وعدي بن دينار وثقه النسائي، وهو مولى أم قيس بنت محصِن.
وصحّحه أيضًا ابن خزيمة (٢٧٧) وابن حبان (١٣٩٥) كلاهما من هذا الوجهِ. وقال ابن القطان
في بيان الوهم الإيهام ٥/ ٢٨١: «هذا غاية في الصحة ... ولا أعلم لهذا الإسناد علة».
والحكّ: هو الحتُّ في حديث أسماء السابق ذكره عند البخاري في الرواية الثانية، والمراد به: إزالة العين.
وأمَّا إذا غسلتِ المرأةُ الدم فلم يذهب فلتُغيره بصفرة ورسٍ، أو زعفران. كما قالت عائشةُ، وهو صحيح من قولها رواه الدارمي (١٠١٤) عن أبي النعمان، ثنا ثابت بن يزيد، ثنا عاصم، عن معاذة العدوية، عن عائشة فذكرته. وإسناده صحيح، وثابت هو الأحول من رجال الجماعة.
رواه أيضًا من طريق شعبة، عن يزيد الرِّشك قال: سمعتُ معاذة العدوية، عن عائشة قالت لها امرأة: الدمُ يكون في الثوب، فأغسله فلا يذهب فأقطعه؟ قالت: الماء طهور. وإسناده صحيح.
وأمَّا ما رواه أبو داود (٣٥٧) من طريق أم الحسن - يعني جدة أبي بكر العدوي، عن معاذة قالت: سألتُ عائشة عن الحائض يُصيب ثوبها الدم قالت: تغسله، فإنَّ لم يذهب أثره فلتغيره بشيء من صفرة، قالت: ولقد كنت أحيض عند رسول الله ﷺ ثلاث حيض جميعًا لا أغسل لي ثوبًا. ففيه أم الحسن لا تُعرف، كذا قال الذهبي والحافظ ابن حجر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: حُكِّي دم الحيض بضلع واغسليه بماء وسدر

  • 📜 حديث: حُكِّي دم الحيض بضلع واغسليه بماء وسدر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حُكِّي دم الحيض بضلع واغسليه بماء وسدر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حُكِّي دم الحيض بضلع واغسليه بماء وسدر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حُكِّي دم الحيض بضلع واغسليه بماء وسدر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب