حديث: إذا كان دم الحيضة أسود يعرف فأمسكي عن الصلاة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن المستحاضة تتوضأ لكل صلاة

عن فاطمة بنت أبي حُبَيش أنها كانت تُستحاض، فقال لها النبي ﷺ: «إذا كان دمُ الحيضة - فإنه دم أسود يُعرف - فإذا كان ذلك فأمْسكي عن الصلاة، فإذا كان الآخر فتوضّئِي وصَلِّي؛ فإنما هو عرق».

حسن: رواه أبو داود (٢٨٦) قال: حدَّثنا محمد بن المثنى، حدَّثنا محمد بن أبي عدي، عن محمد - يعني ابن عمرو - قال: حدثني ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن فاطمة بنت أبي حُبَيش، فذكرت الحديث.

عن فاطمة بنت أبي حُبَيش أنها كانت تُستحاض، فقال لها النبي ﷺ: «إذا كان دمُ الحيضة - فإنه دم أسود يُعرف - فإذا كان ذلك فأمْسكي عن الصلاة، فإذا كان الآخر فتوضّئِي وصَلِّي؛ فإنما هو عرق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه فاطمة بنت أبي حُبَيش رضي الله عنها:

نص الحديث:


عن فاطمة بنت أبي حُبَيش أنها كانت تُستحاض، فقال لها النبي ﷺ: «إذا كان دمُ الحيضة - فإنه دم أسود يُعرف - فإذا كان ذلك فأمْسكي عن الصلاة، فإذا كان الآخر فتوضّئِي وصَلِّي؛ فإنما هو عرق».


1. شرح المفردات:


● تُستحاض: أي تصيبها الاستحاضة، وهي دمٌ يَسِيل من فرج المرأة في غير أوقات الحيض المعتادة، بسبب علة أو مرض.
● دمُ الحيضة: هو الدم الطبيعي للحيض المعروف بصفاته.
● دم أسود يُعرف: أي له لون أسود مائل إلى الغُمقة، وله رائحة مميزة تعرفه النساء.
● فأمْسكي عن الصلاة: أي توقفي عن الصلاة والصوم وغيرها من العبادات التي تمنعها الحائض.
● الآخر: أي الدم الآخر الذي ليس بحيض، وهو دم الاستحاضة.
● فإنما هو عرق: أي أن دم الاستحاضة ناتج عن انفجار عرق وليس دم حيض.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


كانت فاطمة بنت أبي حُبَيش رضي الله عنها تعاني من نزول دم خارج أوقات الحيض (استحاضة)، فشكت ذلك إلى النبي ﷺ، فأرشدها إلى التمييز بين دم الحيض ودم الاستحاضة، فقال:
- إذا كان الدم أسود اللون معروفًا عند النساء بأنه دم حيض، فتعتبر حائضًا وتمتنع عن الصلاة والصوم.
- وإذا كان الدم الآخر (دم الاستحاضة) وهو الدم الأحمر العادي الذي لا صفات للحيض فيه، فتتوضأ لكل صلاة وتصلي؛ لأنه دم علة وليس دم حيض.


3. الدروس المستفادة منه:


1- التفريق بين دم الحيض ودم الاستحاضة: دم الحيض له أوصاف معروفة (أسود اللون، له رائحة، غليظ)، أما الاستحاضة فهو دم عادي أحمر رقيق.
2- وجوب التمييز بين الأحكام: الحائض تحرم عليها الصلاة والصوم والطواف ومس المصحف وغيرها، أما المستحاضة فتصلي وتصوم وتتوضأ لكل صلاة.
3- التيسير على النساء في العبادات: الحديث يدل على رفع الحرج عن المرأة المستحاضة، حيث أمرها النبي ﷺ بالوضوء لكل صلاة والصلاة كالمعتاد.
4- الأخذ بالعلامات الظاهرة: الاعتماد على الصفات المميزة للدم في التفرقة بين الحيض والاستحاضة.
5- مشروعية سؤال أهل العلم: كما فعلت فاطمة رضي الله عنها عندما استفتت النبي ﷺ في أمر دينها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- دم الاستحاضة لا يمنع المرأة من الصلاة ولا الصوم ولا يفسد الطهارة، لكنها تتوضأ لكل صلاة كالمحدث حدثًا أصغر.
- المستحاضة تغسل أثر الدم وتضع قطنة أو ما يشبهها لمنع خروجه، ثم تتوضأ وتصلي.
- إذا التبس عليها الدم ولم تستطع التمييز، فإنها تعتمد على العادة السابقة (أي عدد أيام حيضها المعتاد)، وتعتبر ما زاد على ذلك استحاضة.
- هذا الحديث أصل من أصول أحكام الحيض والاستحاضة، وقد اعتمده الفقهاء في كتبهم.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إليه ردًا جميلًا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨٦) قال: حدَّثنا محمد بن المثنى، حدَّثنا محمد بن أبي عدي، عن محمد - يعني ابن عمرو - قال: حدثني ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن فاطمة بنت أبي حُبَيش، فذكرت الحديث.
قال أبو داود: وقال ابن المثنى: حدَّثنا به ابن أبي عدي من كتابه هكذا، ثم حدَّثنا به بعدُ حفظًا، قال: حدَّثنا محمد بن عمرو، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن فاطمة كانت تُستحاض، فذكر معناه. فرجع الحديث إلى مسند عائشةَ.
ورجاله ثقات غير محمد بن عمرو بن علقمة؛ فإنه حسن الحديث إذا لم يخطئ.
وأمَّا حديث عدي بن ثابت عن أبيه، عن جده عن النبي ﷺ: «تدعُ الصلاةَ أيام أقْرائِها التي كانت تحيض فيها، ثم تغتسل وتتوضَّأ عند كل صلاة، وتصوم وتصلي» فهو ضعيف. رواه أبو داود (٢٩٧) والترمذي (١٢٦) وابن ماجه (٦٢٥) كلهم من طريق شريك، عن أبي اليقظان، عن عدي بن ثابت.
قال الترمذي: هذا حديث قد تفرد به شريك، عن أبي اليقظان. وسألت محمدًا عن هذا الحديث فقلت: علي بن ثابت، عن أبيه، عن جده؛ جدّ عدي ما اسمه؟ فلم يعرف محمد اسمه، وذكرت لمحمد قول يحيى بن معين: إن اسمه (دينار) فلم يعبأ به.
وقال أبو داود: حديث عدي بن ثابت والأعمش، عن حبيب وأيوب أبي العلاء كلها ضعيفة لا تصح. انتهى.
قال الأعظمي: علته شريك، وهو ابن عبد الله النخعي الكوفي القاضي، قال ابن معين: ثقة يغلط. وقال يعقوب بن سفيان: ثقة سيئ الحفظ. والخلاصة كما قال الحافظ: صدوق يخطئ كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلًا فاضلًا عابدًا شديدًا على أهل البدعة.
وأبو اليقظان هو عثمان بن عُمير - بالتصغير - الكوفي الأعمى: ضعيف اختلط، وكان يدلس ويغلو في التشيع» التقريب.
انظر للمزيد: «المنة الكبرى (١/ ٢٢٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: إذا كان دم الحيضة أسود يعرف فأمسكي عن الصلاة

  • 📜 حديث: إذا كان دم الحيضة أسود يعرف فأمسكي عن الصلاة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا كان دم الحيضة أسود يعرف فأمسكي عن الصلاة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا كان دم الحيضة أسود يعرف فأمسكي عن الصلاة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا كان دم الحيضة أسود يعرف فأمسكي عن الصلاة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب