حديث: الكُرْسُف يُذْهِب الدم في الاستحاضة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في المستحاضة تجمع بين الصلاتين بغُسلٍ واحدٍ

عن حَمْنة بنت جَحْش قالت: كنتُ أُستحاضُ حيضةً كثيرة شديدةً، فأتيتُ
رسولَ الله ﷺ أستفتيه وأُخْبره، فوجدته في بيت أختي زينبَ بنتِ جَحْشٍ، فقلت: يا رسول الله! إنِّي امرأة أُستحاضُ حيضة كثيرة شديدة، فما ترى فيها؟ قد منعتني الصلاة والصوم! فقال: «أنْعَتُ لكِ الكُرْسُفَ؛ فإنه يُذْهِبُ الدمَ». قالت: هو أكثر من ذلك! قال: «اتّخذِي ثوبًا» قالت: هو أكثر من ذلك! إنَّما أثجُّ ثجًّا. قال رسول الله ﷺ: «سآمرك بأمرين أيَّهما فعلتِ أجزأ عنك من الآخر، وإن قويتِ عليهما فأنت أعلم»، قال لها: «إنَّما هذه رَكْضةٌ من رَكضاتِ الشيطان، فتحيَّضي سِتّة أيام أو سبعة في علم الله، ثم اغْتَسِلي، حتَّى إذا رأيت أنك قد طهُرتِ واستنقأتِ فصَلِّي ثلاثًا وعشرين ليلة، أو أربعًا وعشرين ليلة وأيامَها، وصُومي؛ فإنَّ ذلك يُجزيك، وكذلك فافعلِي في كل شهر كما تحيض النساءُ، وكما يَطْهُرنَ ميقات حَيضهن وطُهْرِهن، وإن قويت على أن تُؤَخِّري الظهرَ وتُعَجِّلي العصرَ فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهرَ والعصرَ، وتُؤخِّرين المغربَ وتُعَجِّلين العشاء، ثم تَغْتَسِلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي، وتَغْتَسِلين مع الفجر فافعلي، وصُومي إن قدرتِ على ذلك». قال رسول الله ﷺ: «وهذا أعجبُ الأمرين إليّ».

حسن: رواه أبو داود (٢٨٧) والترمذي (١٢٨) وابن ماجه (٦٢٢، ٦٢٧) كلهم من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عَمِّه عمران بن طلحة، عن أمه حَمْنة بنت جَحْش فذكرته، واللفظ لأبي داود.

عن حَمْنة بنت جَحْش قالت: كنتُ أُستحاضُ حيضةً كثيرة شديدةً، فأتيتُ
رسولَ الله ﷺ أستفتيه وأُخْبره، فوجدته في بيت أختي زينبَ بنتِ جَحْشٍ، فقلت: يا رسول الله! إنِّي امرأة أُستحاضُ حيضة كثيرة شديدة، فما ترى فيها؟ قد منعتني الصلاة والصوم! فقال: «أنْعَتُ لكِ الكُرْسُفَ؛ فإنه يُذْهِبُ الدمَ». قالت: هو أكثر من ذلك! قال: «اتّخذِي ثوبًا» قالت: هو أكثر من ذلك! إنَّما أثجُّ ثجًّا. قال رسول الله ﷺ: «سآمرك بأمرين أيَّهما فعلتِ أجزأ عنك من الآخر، وإن قويتِ عليهما فأنت أعلم»، قال لها: «إنَّما هذه رَكْضةٌ من رَكضاتِ الشيطان، فتحيَّضي سِتّة أيام أو سبعة في علم الله، ثم اغْتَسِلي، حتَّى إذا رأيت أنك قد طهُرتِ واستنقأتِ فصَلِّي ثلاثًا وعشرين ليلة، أو أربعًا وعشرين ليلة وأيامَها، وصُومي؛ فإنَّ ذلك يُجزيك، وكذلك فافعلِي في كل شهر كما تحيض النساءُ، وكما يَطْهُرنَ ميقات حَيضهن وطُهْرِهن، وإن قويت على أن تُؤَخِّري الظهرَ وتُعَجِّلي العصرَ فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهرَ والعصرَ، وتُؤخِّرين المغربَ وتُعَجِّلين العشاء، ثم تَغْتَسِلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي، وتَغْتَسِلين مع الفجر فافعلي، وصُومي إن قدرتِ على ذلك». قال رسول الله ﷺ: «وهذا أعجبُ الأمرين إليّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن حَمْنة بنت جَحْش رضي الله عنها قالت: كنتُ أُستحاضُ حيضةً كثيرة شديدةً، فأتيتُ رسولَ الله ﷺ أستفتيه وأُخْبره، فوجدته في بيت أختي زينبَ بنتِ جَحْشٍ، فقلت: يا رسول الله! إنِّي امرأة أُستحاضُ حيضة كثيرة شديدة، فما ترى فيها؟ قد منعتني الصلاة والصوم! فقال: «أنْعَتُ لكِ الكُرْسُفَ؛ فإنه يُذْهِبُ الدمَ». قالت: هو أكثر من ذلك! قال: «اتّخذِي ثوبًا» قالت: هو أكثر من ذلك! إنَّما أثجُّ ثجًّا. قال رسول الله ﷺ: «سآمرك بأمرين أيَّهما فعلتِ أجزأ عنك من الآخر، وإن قويتِ عليهما فأنت أعلم»، قال لها: «إنَّما هذه رَكْضةٌ من رَكضاتِ الشيطان، فتحيَّضي سِتّة أيام أو سبعة في علم الله، ثم اغْتَسِلي، حتَّى إذا رأيت أنك قد طهُرتِ واستنقأتِ فصَلِّي ثلاثًا وعشرين ليلة، أو أربعًا وعشرين ليلة وأيامَها، وصُومي؛ فإنَّ ذلك يُجزيك، وكذلك فافعلِي في كل شهر كما تحيض النساءُ، وكما يَطْهُرنَ ميقات حَيضهن وطُهْرِهن، وإن قويت على أن تُؤَخِّري الظهرَ وتُعَجِّلي العصرَ فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهرَ والعصرَ، وتُؤخِّرين المغربَ وتُعَجِّلين العشاء، ثم تَغْتَسِلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي، وتَغْتَسِلين مع الفجر فافعلي، وصُومي إن قدرتِ على ذلك». قال رسول الله ﷺ: «وهذا أعجبُ الأمرين إليّ».

1. شرح المفردات:


● أستحاض: أي أصبت بالاستحاضة، وهي دم يخرج من فرج المرأة في غير أوقات الحيض والنفاس.
● حيضة كثيرة شديدة: دم حيض غزير جدًا.
● أنعت لك الكرسف: الكرسف هو القطن. والمعنى: أصف لك أن تضعي قطنًا في موضع الدم ليمتصه ويمنع خروجه.
● اتخذي ثوبًا: أي اجعلي لنفسك خرقة أو قطعة قماش تلجمين بها الدم.
● أثج ثجًا: الثج هو صب الماء صبًا متتابعًا، فشبهت جريان الدم بصب الماء لشدته.
● ركضة من ركضات الشيطان: الركضة هي النزعة أو الدفع. والمعنى أن هذا الدم الزائد ناتج عن خلل وعِرْق يزعجه الشيطان، وليس دم حيض حقيقي.
● ستة أيام أو سبعة في علم الله: أي المدة المعتادة للحيض التي قدرها الله للمرأة.
● استنقأت: أي صفت وطهرت تمامًا من الدم.
● تجمعين بين الصلاتين: أي تصلي الظهر والعصر معًا في وقت إحداهما، وكذلك المغرب والعشاء.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


تخبرنا الصحابية الجليلة حمنة بنت جحش رضي الله عنها أنها كانت تعاني من نزيف دم شديد (استحاضة) مستمر، مما منعها من الصلاة والصيام لأنها ظنت أنه حيض. فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستفتيه في حكم هذا الدم. فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بنصحها بحلول عملية لوقف النزيف (القطن والخرقة)، ولكن عندما أخبرته أن النزيف أشد من ذلك، بين لها أن هذا الدم الزائد ليس حيضًا بل هو استحاضة (دم مرض). ثم أعطاها حلين شرعيين للتيسير عليها في عبادة الصلاة والصوم.

3. الدروس المستفادة منه:


● التيسير ورفع الحرج: الحديث من أعظم الأدلة على يسر الشريعة الإسلامية ورفعها للحرج عن المكلفين، خاصة في حالات المرض والعجز.
● الفرق بين الحيض والاستحاضة: دم الاستحاضة (النزيف المرضي) لا يعتبر دم حيض، فلا تترك بسببه الصلاة ولا الصوم، بل عليها أن تتطهر وتصلي.
● التدرج في إعطاء الحلول: النبي صلى الله عليه وسلم قدم الحل العملي أولاً (استعمال القطن والخرقة)، ثم عندما لم ينفع، انتقل إلى الحل الشرعي.
● التخيير بين الرخصة والعزيمة: خيرها النبي بين أمرين: التمييز بين الدماء (إن استطاعت)، أو الجمع بين الصلوات مع الاغتسال لكل صلاتين. وهذا من رحمة الله بعباده.
● التكيف مع العادة الشهرية: أمرها أن تحسب مدة حيضها المعتادة (6 أو 7 أيام) ثم تغتسل بعدها وتصلي، وإن استمر الدم فهو استحاضة لا تؤثر.
● جواز الجمع بين الصلوات للمستحاضة: من رخص الشرع للمستحاضة أن تجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، لتخفيف المشقة عليها من كثرة الاغتسال.
● أهمية طلب العلم والفتوى: حرص الصحابية على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عندما أشكل عليها أمر دينها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● حمنة بنت جحش هي أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش، وهي من الصحابيات الفاضلات.
● الاستحاضة في الاصطلاح الفقهي
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨٧) والترمذي (١٢٨) وابن ماجه (٦٢٢، ٦٢٧) كلهم من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عَمِّه عمران بن طلحة، عن أمه حَمْنة بنت جَحْش فذكرته، واللفظ لأبي داود.
واختصره غيره، وجعله ابن ماجه عن أم حبيبة بنت جحش، ولفظه: قالت: كنتُ أستحاض حيضة كثيرة طويلة، قالت: فجئت إلى النبي ﷺ أستفتيه وأخبره، قالت: فوجدته عند أختي زينب، قالت: قلت: يا رسول الله! إن لي إليك حاجةً، قال: «وما هي؟ أي هَنَتَاه»، قلت: إنِّي أُستحاضُ حيضةً طويلةً كبيرةً، وقد منعتني الصلاةَ والصوم؛ فما تأمرني فيها؟ قال: «أنْعتُ لكِ الكُرْسُفَ؛ فإنه يُذهِب الدمَ» قلت: هو أكثر. فذكر نحو حديث شريك. انتهى.
قال الأعظمي: حديث شريك الذي أحال إليه ابن ماجه رواه هو (برقم ٦٢٥) قال: حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسماعيل بن موسى، قالا: حدَّثنا شريك، عن أبي اليقظان، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ قال: «المستحاضة تَدَعُ الصلاة أيام أقْرائها، ثم تَغْتسِلُ وتوضأ لكل صلاة، وتصومُ وتُصلِّي». وإسناده ضعيف لضعف شريك وشيخه أبي اليقظان.
وسيأتي ذكره في آخر باب في كتاب الحيض.
و«هنتاه»: قال الجوهري: هذه اللفظة تختص بالنداء.
والكُرسُف: القطن.
قال الترمذي عن حديث حَمنة: حسن صحيح.
قال الأعظمي: الصواب أنه حسن فقط، فقد اختلف في عبد الله بن محمد بن عقيل؛ فضعفه يحيى بن معين. ووثّقه العجلي فقال: مدني تابعي جائز الحديث. وجعله الحافظ في مرتبة «صدوق في حديثه لين، ويقال: تغير بآخره».
ولما قال ابن منده: «حديث منة لا يصح عندهم من وجه من الوجوه؛ لأنه من رواية ابن عقيل، وقد أجمعوا على ترك حديثه» ردّ عليه ابن التركماني قائلًا: «واعلم أن هذا من ابن منده عجيب؛ فإنَّ أحمد وإسحاق والحميدي كانوا يحتجون بحديثه، وحسن البخاري حديثه، وصحّحه ابن حنبل والترمذي كما تقدم، وقد ذكرنا فيما مضى أن الترمذي صحّح في أبواب الفرائض حديثًا آخر وحسنه، وفي سنده ابن عقيل». «الجوهر النقي» (١/ ٣٣٩).
ولكن شكّ البخاري في سماع ابن عقيل من إبراهيم؛ فأجاب ابن التركماني: بأن ابن عقيل سمع من ابن عمر وجابر وأنس وغيرهم، وهم نظراء شيوخ إبراهيم، فكيف يُنكر سماعه منه. انتهى. انظر للمزيد: «المنة الكبرى» (١/ ٢٢٧ - ٢٢٩).
وقوله: «ركضة من ركضات الشيطان» قال الخطابي: «أصل الركض الضرب بالرِّجل، والإصابة بها، يريد به الإضرار والإفساد، كما تركض الدابة وتصيب برجلها. ومعناه - والله أعلم -: أن الشيطان قد وجد بذلك طريقًا إلى التلبيس عليها في أمر دينها ووقت طهرها وصلاتها حتَّى أنساها ذلك؛ فصار في التقدير كأنه ركضة نالتها من ركضاته. وإضافة النسيان في هذا إلى فعل الشيطان كما هو في قوله تعالى: ﴿فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ﴾ [سورة يوسف: ٤٢] وكقول النبي ﷺ: «إن أنساني الشيطانُ شيئًا من صلاتي فسَبِّحوا«أو كما قال، أي: إن لبَّس عليَّ». (معالم السنن: ١/ ٨٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: الكُرْسُف يُذْهِب الدم في الاستحاضة

  • 📜 حديث: الكُرْسُف يُذْهِب الدم في الاستحاضة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الكُرْسُف يُذْهِب الدم في الاستحاضة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الكُرْسُف يُذْهِب الدم في الاستحاضة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الكُرْسُف يُذْهِب الدم في الاستحاضة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب