حديث: كنّا لا نَعُدّ الكدرة والصفرةَ شيئًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المرأة ترى الكُدرةَ والصُفرةَ بعد الطهر

عن أم عطية قالت: كنّا لا نَعُدّ الكدرة والصفرةَ شيئًا.

صحيح: رواه البخاري في الحيض (٣٢٦) عن قتيبة: ثنا إسماعيل، عن أيوب، عن محمد، عن أمِّ عطيَّة .

عن أم عطية قالت: كنّا لا نَعُدّ الكدرة والصفرةَ شيئًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما من دواوين السنة المعتمدة، وفيه توجيه نبوي مهم يتعلق بفقه النساء، وتحديداً في أحكام الحيض والاستحاضة. وإليك الشرح المفصل للحديث:

نص الحديث:


عن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت: "كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرَةَ والصُّفْرَةَ شَيْئًا".

1. شرح المفردات:


● الكُدْرَة: هي الماء أو الإفراز الذي يكون لونه مُعْتَكِرًا، بين البياض والسواد، يشبه الماء الكدر.
● الصُّفْرَة: هي الإفراز الذي يكون لونه أصفر، وقد يكون سائلاً أو يشبه الصديد.
● لا نَعُدُّهُ شَيْئًا: أي لا نعتبره حيضاً، فلا تترتب عليه أحكام الحيض من منع الصلاة والصيام وغيرها.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر هذا الحديث أن النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كن لا يعتبرن الإفرازات الصفراء أو الكدرة التي تظهر بعد انقطاع دم الحيض حيضاً، بل يعتبرنها من الاستحاضة (أي الدم الخارج بسبب مرض أو علة)، وبالتالي لا تمنع المرأة من الصلاة أو الصيام أو غيرها من العبادات.

3. الدروس المستفادة والفقهية:


● تمييز الحيض من الاستحاضة: الحيض هو الدم الطبيعي المعروف بلونه الأسود أو الأحمر، الذي تَعْرِفُه المرأة وتعتاده، أما الكدرة والصفرة بعد الطهر فلا تعتبر حيضاً.
● الاستمرار في العبادة: إذا انقطع دم الحيض المعتاد، وظهرت إفرازات صفراء أو كدرة، فإن المرأة تغتسل وتصلي وتصوم، ولا تلتفت إلى هذه الإفرازات.
● التيسير على النساء: هذا الحديث يدل على يسر الشريعة ورفع الحرج عن النساء، حيث لم توجب عليهن اعتبار هذه الإفرازات مانعة من العبادة.
● العمل بعرف النساء: استند هذا الحكم إلى عرف النساء وتجاربهن، مما يدل على اعتبار العرف في بعض الأحكام الشرعية.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول فقه الحيض والاستحاضة، وقد عمل به جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة.
- إذا كانت الصفرة أو الكدرة أثناء أيام الحيض المعتادة، فإنها تعد من الحيض، أما إذا كانت بعد الانقطاع والطهر فلا تعد شيئاً.
- يستحب للمرأة أن تتوضأ لكل صلاة عند وجود هذه الإفرازات، كحكم المستحاضة، وذلك لاستمرار خروجها.
نسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا في الشرع، إنه سميع مجيب.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحيض (٣٢٦) عن قتيبة: ثنا إسماعيل، عن أيوب، عن محمد، عن أمِّ عطيَّة .. فذكرته.
وفي سنن أبي داود (٣٠٧): كنا لا نعد الكُدرةَ والصفرةَ بعد الطهر شيئًا. وكانت أم عطية بايعت النبي ﷺ.
وبه بوّب البخاري قائلًا: باب الصفرةِ والكُدرةِ في غير أيام الحيض.
ويعني بذلك أن الكدرة والصفرة في أيام الحيضٌ حيضٌ جمعًا بينه وبين قول عائشة: لا تَعجلنَ حتَّى ترين القَصَّةَ البيضاء. فإنَّ النساء كن يبعثن إلى عائشة بالدُّرجة فيها الكرسف، فيه الصفرةُ من
دمِ الحيضة، يسألنها عن الصلاة، فتقول لهن: «لا تعجلنَ حتَّى ترينَ القَصَّة البيضاء» تريد بذلك الطهر من الحيضة. رواه مالك في الطهارة (٩٧) عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه مولاة عائشة، عنها. وأورده البخاري في كتاب الحيض، باب إقبال المحيض وإدباره. وفي سنده والدة علقمة، واسمها مرجانة، وهي «مقبولة».
والقَصَّة البيضاء - بفتح القاف وتشديد المهملة - هي: النورة، أي: تخرج القطنة بيضاء نقية لا يخالطها صفرةٌ. وفيه دلالة على أن الصفرة والكدرة في أيام الحيضِ حَيضٌ وفي أيام الطُّهرِ طهرٌ.
وقولها: «لا نعُدّ» أي: في زمن النبي ﷺ؛ فيكون له حكم الرفع، وعلى هذا مشى البخاري، وإن لم يصرّح الصحابي بذكر زمن النبي ﷺ، وخالفه البعض؛ فلم يجعل له حكمَ الرفع، كالخطيب.
وقولها: «الكدرة والصفرة» أي: الماء الذي تراه المرأة كالصديد يعلوه اصفرار.
وأم عطية: هي نُسيبة بنت كعب، وقيل: بنت الحارث الأنصارية، بايعت النبي ﷺ، وكانت تغسل الميتات، وهي التي غسلت بنت رسول الله ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: كنّا لا نَعُدّ الكدرة والصفرةَ شيئًا

  • 📜 حديث: كنّا لا نَعُدّ الكدرة والصفرةَ شيئًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كنّا لا نَعُدّ الكدرة والصفرةَ شيئًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كنّا لا نَعُدّ الكدرة والصفرةَ شيئًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كنّا لا نَعُدّ الكدرة والصفرةَ شيئًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب