حديث: ما بال دعوى الجاهلية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ذم العصبية

عن جابر بن عبد اللَّه قال: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول اللَّه ﷺ فقال: «ما بال دعوى الجاهلية» قالوا: يا رسول اللَّه! كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: «دعوها فإنها منتنة» فسمع بذلك عبد اللَّه بن أبي، فقال: فعلوها، أما واللَّه! لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ النبي ﷺ فقام عمر فقال: يا رسول اللَّه! دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي ﷺ: «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه» وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة، ثم إن المهاجرين كثروا بعد.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٠٩٥، ٤٩٠٧)، ومسلم في البر والصلة (٢٥٨٤: ٦٣) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول اللَّه ﷺ فقال: «ما بال دعوى الجاهلية» قالوا: يا رسول اللَّه! كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: «دعوها فإنها منتنة» فسمع بذلك عبد اللَّه بن أبي، فقال: فعلوها، أما واللَّه! لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ النبي ﷺ فقام عمر فقال: يا رسول اللَّه! دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي ﷺ: «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه» وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة، ثم إن المهاجرين كثروا بعد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن جابر بن عبد الله قال: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله ﷺ فقال: «ما بال دعوى الجاهلية» قالوا: يا رسول الله! كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: «دعوها فإنها منتنة» فسمع بذلك عبد الله بن أبي، فقال: فعلوها، أما والله! لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ النبي ﷺ فقام عمر فقال: يا رسول الله! دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي ﷺ: «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه» وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة، ثم إن المهاجرين كثروا بعد.

شرح المفردات:


● كسع: الضرب بالرجل أو الركل، وهو نوع من الإيذاء.
● دعوى الجاهلية: المناداة بالعصبية القبلية والتفاخر بالأنساب كما كان في الجاهلية.
● منتنة: كريهة رديئة، ذات رائحة خبيثة.
● عبد الله بن أبي: رأس المنافقين في المدينة.
● الأعز منها الأذل: يقصد أن الأنصار (الذين يعتبرهم أعزاء) سيخرجون المهاجرين (الذين يعتبرهم أذلاء).

شرح الحديث:


1- وقوع الخلاف: حدث شجار بين رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار أثناء غزوة، فانطلق كل منهما ينادي قومه للانتصار له بعصبية جاهلية.
2- رد فعل النبي ﷺ: عندما سمع النبي هذه الدعوات، استنكرها بقوله: "ما بال دعوى الجاهلية"، معبرًا عن رفضه التام لهذه العصبية التي تفرق بين المسلمين.
3- حكمة النبي ﷺ: أمرهم بترك هذه الدعوات ووصفها بأنها "منتنة"، أي خبيثة ومفسدة للأخوة الإيمانية.
4- موقف المنافق: استغل عبد الله بن أبي ابن سلول (رأس المنافقين) هذا الحادث ليبث الفرقة والفتنة، متوعدًا بإخراج المهاجرين من المدينة.
5- غيرة عمر رضي الله عنه: عندما بلغ النبي كلام ابن أبي، هم عمر رضي الله عنه بقتله غيرة على الإسلام، لكن النبي منعه حكمةً ورفقًا.
6- الحكمة من المنع: بين النبي ﷺ أن قتل هذا المنافق قد يؤدي إلى سوء فهم among الناس، فيظنوا أن النبي يقتل أصحابه، مما قد يفتح بابًا للافتراء على الإسلام.

الدروس المستفادة:


1- تحريم العصبية القبلية: الإسلام يرفض كل forms of التعصب للقبيلة أو العرق أو الجنس، ويؤسس للولاء على أساس الإيمان والتقوى.
2- خطورة كلمات المنافقين: كلمات أهل الفتنة قد تؤدي إلى شر مستطير، لذا يجب الحذر منها وعدم الاستجابة لها.
3- الحكمة في معالجة الأمور: النبي ﷺ علمنا كيف نتعامل بحكمة مع الأحداث، حتى مع وجود غيرة شرعية كما عند عمر رضي الله عنه.
4- الرفق في الدعوة: مراعاة نظرة الناس للإسلام، وعدم إعطاء الفرصة لأعداء الإسلام لتشويه صورته.
5- قوة الأخوة الإيمانية: يجب أن تكون الرابطة الإيمانية هي الأساس في العلاقات بين المسلمين، لا الروابط القبلية أو الإقليمية.

معلومات إضافية:


- هذه الواقعة حدثت في غزوة بني المصطلق سنة 5 أو 6 هـ.
- الحديث يبين سمو الأخلاق النبوية في التعامل حتى مع المنافقين.
- يعتبر هذا الحديث من الأحاديث التي تؤسس لمجتمع إسلامي متجانس خال من العصبيات الجاهلية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٠٩٥، ٤٩٠٧)، ومسلم في البر والصلة (٢٥٨٤: ٦٣) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه، فذكره. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1070 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما بال دعوى الجاهلية

  • 📜 حديث: ما بال دعوى الجاهلية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما بال دعوى الجاهلية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما بال دعوى الجاهلية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما بال دعوى الجاهلية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب