حديث: ما لك لم تلبس القبطية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يحرم من الثياب على النساء

عن أسامة بن زيد قال: كساني رسولُ اللَّه ﷺ قبطية كثيفة كانت مما أهداها دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «ما لك لم تلبس القبطية؟» قلت: يا رسول اللَّه، كسوتها امرأتي، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «مُرْها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها».

حسن: رواه أحمد (٢١٧٨٦) عن أبي عامر، حدّثنا زهير يعني ابن محمد، عن عبد اللَّه يعني ابن محمد بن عقيل، عن ابن أسامة بن زيد، أن أباه أسامة قال: فذكره.

عن أسامة بن زيد قال: كساني رسولُ اللَّه ﷺ قبطية كثيفة كانت مما أهداها دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «ما لك لم تلبس القبطية؟» قلت: يا رسول اللَّه، كسوتها امرأتي، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «مُرْها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: كساني رسولُ اللَّه ﷺ قبطية كثيفة كانت مما أهداها دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «ما لك لم تلبس القبطية؟» قلت: يا رسول اللَّه، كسوتها امرأتي، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «مُرْها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها».

1. شرح المفردات:


● قبطية: ثوب رقيق كان يصنع في مصر، وقد يكون من الكتان أو القطن.
● كثيفة: ثخينة سميكة، ليست رقيقة.
● دحية الكلبي: صحابي جليل كان جميل الصورة، ويقال إن جبريل عليه السلام كان يأتي إلى النبي ﷺ على صورته.
● غلالة: ثوب رقيق داخلي تلبسه المرأة تحت الثوب الخارجي لتمنع ظهور تفاصيل الجسم.

2. شرح الحديث:


كان لرسول الله ﷺ ثوب (قبطية) أهداه إياه دحية الكلبي، فأعطاه النبي ﷺ لأسامة بن زيد رضي الله عنه، فبدوره أعطاه لزوجته لترتديه. فلما رآه النبي ﷺ ولم يره على أسامة، سأله عن سبب عدم لبسه إياه، فأخبره أنه كساها لزوجته. هنا نبهه النبي ﷺ إلى أمر مهم، وهو أن هذه القبطية وإن كانت كثيفة (سميكة) إلا أنها قد تصف حجم عظام المرأة وتظهر تقاطيع جسمها، فأمره أن يأمر زوجتها أن تلبس تحتها ثوبًا داخليًا (غلالة) يمنع ظهور تفاصيل جسمها.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحرص على ستر المرأة: الحديث يدل على حرص الإسلام على ستر المرأة ومنع ظهور مفاتنها حتى بالملابس السميكة إذا كانت قد تصف الجسم.
● الرفق في النصح: النبي ﷺ لم يعنف أسامة بل نصحه برفق وأرشده إلى الحل.
● الحماية من الفتنة: الأمر بتجنب ما يصف حجم الجسم حتى لو لم يكن الثوب شفافًا يدل على الاحتياط في منع الفتنة.
● اهتمام النبي ﷺ بأمور أمته: حتى في التفاصيل الدقيقة مثل نوع الملابس، كان ﷺ يوجه وينصح.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- يستدل به العلماء على وجوب ستر المرأة جسمها بالكامل وأن لا تظهر شيئًا من مفاتنها.
- القبطية في الحديث كانت كثيفة، ومع ذلك خاف النبي ﷺ أن تصف العظام، فكيف بالملابس الرقيقة أو الضيقة في زماننا؟!
- الغلالة المأمور بها هي ما يسمى اليوم بالملابس الداخلية أو ما تحت الملابس الخارجية لضمان عدم ظهور تفاصيل الجسم.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٧٨٦) عن أبي عامر، حدّثنا زهير يعني ابن محمد، عن عبد اللَّه يعني ابن محمد بن عقيل، عن ابن أسامة بن زيد، أن أباه أسامة قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يكن في حديثه ما ينكر عليه.
ورواه مسدد كما في المطالب (٢٢٢٥) عن بشر بن المفضل، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر قال: أتت النبي ﷺ حلة وثوب شامي، فكساني الحلة، وكسى أسامة الثوب، فرحت في حلتي، وقال ﷺ لأسامة: «ما صنعت بثوبك؟» قال: كسوته امرأتي. قال ﷺ: «فمرها تلبس تحته ثوبا شفيفا لا يصف حجم عظامها للرجال».
والصحيح أن الحديث حديث أسامة، وزهير بن محمد ثقة ثبت في أهل الحجاز، وقد تابعه عددٌ من الرواة، ولم يتابع أحد بشر بن المفضل وهو ثقة أيضًا.
وقوله: «قبطية» نسبة إلى قبط مصر، وهي ثياب من كتان رقيق كانت أقباط مصر يعملونها.
وقوله: «كثيفة» أي غليظة لكن لنعومتها ورقتها تصف حجم ما تحتها.
وفي معناه ما روي عن دحية بن خليفة الكلبي نفسه أنه قال: أتي رسول اللَّه ﷺ بقباطي، فأعطاني منها قبطية، فقال: «اصدعها صدعين، فاقطع أحدهما قميصا، وأعط الآخر امرأتك تختمر به»، فلما أدبر، قال: «وأمر امرأتك أن تجعل تحته ثوبا لا يصفها».
رواه أبو داود (٤١١٦) من طريقين عن ابن وهب، أخبرنا ابن لهيعة، عن موسى بن جبير، أن عبيد اللَّه بن عباس، حدثه عن خالد بن يزيد بن معاوية، عن دحية بن خليفة الكلبي
قال أبو داود: «رواه يحيى بن أيوب، فقال: عباس بن عبيد اللَّه بن عباس».
قال الأعظمي: ورواه الحاكم (٤/ ١٨٧) من طريق يحيى بن أيوب قال: حدثني موسى بن جبير أن عباس ابن عبيد اللَّه بن عباس بن عبد المطلب، حدثه عن خالد بن يزيد، به مثله.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد»، وتعقبه الذهبي فقال: «فيه انقطاع» يعني خالد بن يزيد بن معاوية لم يلق دحية بن خليفة الكلبي، فالصحيح أنه حديث أسامة بن زيد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 269 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما لك لم تلبس القبطية

  • 📜 حديث: ما لك لم تلبس القبطية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما لك لم تلبس القبطية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما لك لم تلبس القبطية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما لك لم تلبس القبطية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب