حديث: ترخيه شبرًا، فذراعًا لا تزيد عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في النهي عن إسبال المرأة ثوبها أكثر من ذراع

عن أم سلمة زوج النبي ﷺ أنها قالت حين ذكر الإزار: فالمرأة يا رسول اللَّه؟ قال: «ترخيه شبرا»، قالت أم سلمة: إذا ينكشف عنها. قال: «فذراعًا لا تزيد عليه».

حسن: رواه مالك في اللباس (١٣) عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه نافع مولى ابن عمر، عن صفية بنت أبي عبيد أنها أخبرته عن أم سلمة، فذكرته.

عن أم سلمة زوج النبي ﷺ أنها قالت حين ذكر الإزار: فالمرأة يا رسول اللَّه؟ قال: «ترخيه شبرا»، قالت أم سلمة: إذا ينكشف عنها. قال: «فذراعًا لا تزيد عليه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها:

نص الحديث:


عن أم سلمة زوج النبي ﷺ أنها قالت حين ذكر الإزار: فالمرأة يا رسول اللَّه؟ قال: «ترخيه شبرا»، قالت أم سلمة: إذا ينكشف عنها. قال: «فذراعًا لا تزيد عليه».
(رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


● الإزار: ثوب يلف على نصف الجسم الأسفل، وهو ما يُعرف اليوم بـ "الإزار" أو "الملحفة" أو "الرداء" الذي تستر به المرأة جسمها.
● ترخيه: تتركه متدليًا ومرسلًا إلى الأسفل.
● شبرًا: مقدار الشبر، وهو المسافة بين طرف الإبهام وطرف الخنصر عند بسط الكف.
● ينكشف عنها: يظهر شيء من جسدها الذي يجب ستره.
● ذراعًا: مقدار الذراع، وهو من أطراف الأصابع إلى المرفق.


2. شرح الحديث:


● السياق: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر كيفية لبس الإزار للرجال، وهو أن لا يسدلوه خيلاء ولا يجرونه تكبرًا، بل يكون فوق الكعبين. فسألت أم سلمة رضي الله عنها عن حكم إزار المرأة، لأنه يشملها أيضًا.
● السؤال والجواب: سألت أم سلمة: "فالمرأة يا رسول الله؟" أي: ما حكم إزار المرأة؟ فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم أولاً: «ترخيه شبرًا»، أي أن تزيد في طوله حتى يكون متدليًا بمقدار شبر تحت قدميها. لكن أم سلمة – بحكمتها وفقهها – لاحظت أن هذا القدر قد لا يكفي لستر جسم المرأة تمامًا، خاصة عند المشي، فقالت: "إذا ينكشف عنها"، أي أن الريح أو الحركة قد ترفع الإزار فتنكشف ساقاها أو قدمها. فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم لملاحظتها وأذن لها أن تزيد في الطول إلى ذراع، أي حوالي 50 سم، وقال: «فذراعًا لا تزيد عليه».


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب ستر المرأة جسمها كاملاً: الحديث يدل على وجوب ستر المرأة جميع بدنها، حتى قدميها، وأنه لا يجوز لها إظهار شيء منه.
2- مراعاة الفروق بين الرجل والمرأة في اللباس: حيث خفف الشرع في مقدار الإسدال للرجل، ولكنه أمر المرأة بالإطالة لتحقيق الستر الكامل.
3- حكمة الصحابة وفقههم: حيث كانت أم سلمة رضي الله عنها فقيهة، ونبهت على أمر قد يخفى، وهو أن الإسدال القليل قد لا يكفي لستر المرأة.
4- جواز زيادة الستر للمرأة: حيث أذن النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة أن تزيد في طول ثوبها إلى ذراع لتحقيق الستر الكامل.
5- النهي عن الإسراف: حيث قال النبي: «لا تزيد عليه»، أي لا تزيد على الذراع، لأن الزيادة قد تؤدي إلى التباهي أو الإسراف أو التعرض للأذى كالوقوع مثلاً.
6- مشروعية سؤال المرأة عن أمور دينها: وهذا من أدب أم سلمة وحبها للعلم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الحياء والستر" وآداب اللباس.
- يستفاد منه أن لباس المرأة يجب أن يكون فضفاضًا غير ضيق، وطويلاً غير قصير.
- بعض العلماء استدل به على وجوب ستر القدمين للمرأة، وهو مذهب الجمهور.
- الحديث يظهر أيضًا تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وحسن استماعه لملاحظات أصحابه، حتى لو كانت من المرأة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في اللباس (١٣) عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه نافع مولى ابن عمر، عن صفية بنت أبي عبيد أنها أخبرته عن أم سلمة، فذكرته.
ومن هذا الطريق رواه أبو داود (٤١١٧)، وصحّحه ابن حبان (٥٤٥١).
وهذا الحديث له طرق كثيرة، والصواب كما رواه مالك.
وإسناده حسن من أجل أبي بكر بن نافع وثّقه أبو داود، واختلف فيه قول ابن معين، قال الدوري عن ابن معين: ليس به بأس، وقال مرة: ليس بشيء. وقال ابن عدي: لولا أنه لا بأس به لما روى عنه مالك؛ لأن مالكا لا يروي إلا عن ثقة، وقد روى غير مالك عن أبي بكر بن نافع أشياء غير محفوظة، وأرجو أنه صدوق لا بأس به. وقال أبو أحمد الحاكم: لم أقف على اسمه، ويقال: هو ثقة وقد توبع.
رواه أحمد (٢٦٥٣٢) من حديث محمد بن إسحاق، والنسائي (٥٣٣٨) من حديث أيوب بن موسى كلاهما عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، عن أم سلمة، فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 263 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ترخيه شبرًا، فذراعًا لا تزيد عليه

  • 📜 حديث: ترخيه شبرًا، فذراعًا لا تزيد عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ترخيه شبرًا، فذراعًا لا تزيد عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ترخيه شبرًا، فذراعًا لا تزيد عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ترخيه شبرًا، فذراعًا لا تزيد عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب