حديث: عن خضاب الحناء: لا بأس به ولكن أكرهه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خضاب النساء

وفي خضاب النساء أحاديث، منها:
ما روي عن امرأة أتت عائشة، فسألتها عن خضاب الحناء، فقالت: لا بأس به، ولكن أكرهه، كان حبيبي رسول اللَّه ﷺ يكره ريحه. فهو ضعيف.

ضعيف: رواه أبو داود (٤١٦٤)، والنسائي (٥٠٩٠)، وأحمد (٢٥٧٦٠) كلهم من طريق علي بن المبارك، عن كريمة بنت همام قالت: إن امرأة قالت: فذكرته.

وفي خضاب النساء أحاديث، منها:
ما روي عن امرأة أتت عائشة، فسألتها عن خضاب الحناء، فقالت: لا بأس به، ولكن أكرهه، كان حبيبي رسول اللَّه ﷺ يكره ريحه. فهو ضعيف.

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الأثر الذي ذكر يتعلق بموضوع خضاب النساء بالحناء، وسأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● خِضَاب: هو الصبغ، أي تغيير لون الشعر أو البشرة بمادة ملونة.
● الحِنَّاء: نبات معروف، تُسحق أوراقه ويُصنع منها مسحوق يُستخدم للصباغة بلونه الأحمر المميز.
● لا بأس به: أي لا حرج ولا إثم في فعله، فهو جائز ومباح.
● أَكْرَهُهُ: الكراهية هنا كراهة تنزيه، أي أنه ليس حراماً ولكن تركه أولى وأفضل.
● رِيحَهُ: الرائحة التي تنبعث من الحناء بعد تطبيقه.
● فَهُوَ ضَعِيف: هذه العبارة هي حكم المحدثين على سند هذا الأثر، أي أن سلسلة الرواة الذين نقلوه فيها ضعف، فلا يُعتبر حديثاً صحيحاً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.


2. شرح الأثر ومصدره:


● مصدر الأثر: هذا الأثر ليس حديثاً نبوياً مباشراً، بل هو أثر من كلام السيدة عائشة رضي الله عنها وسلوكها. وقد رواه الإمام البيهقي في "سننه" وغيره.
● قصة الأثر: أن امرأة سألت السيدة عائشة رضي الله عنها عن حكم خضاب المرأة يديها بالحناء، فأجابتها بأنه جائز ولا إثم فيه، ولكنها شخصياً تكرَهه (أي تتركه وتتحرج منه)، والسبب في كراهتها له أنها تذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره رائحته.
● الفرق بين كراهة النبي وكراهة عائشة:
- كراهة النبي صلى الله عليه وسلم للرائحة: هذه كراهة تنزيه، أي أنه لم يحرمه ولكنه كان لا يحب رائحته، فكان يتركه تكرماً وتنزيهاً.
- كراهة السيدة عائشة: كانت متابعة منها لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وحباً في ما يحب، وكراهة لما يكره، فهي من أشد الناس تمسكاً بسنته.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز خضاب المرأة بالحناء: الأصل في التزين للمرأة بالحناء أنه جائز ومباح، بل هو من السنن والعادات الجميلة التي كانت تفعلها نساء الصحابة. وقد وردت أحاديث أخرى صحيحة في فضل الحناء واستعماله.
2- التأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أدب المؤمن أن يحب ما يحبه حبيبه صلى الله عليه وسلم، ويكره ما يكرهه، حتى في الأمور المباحة، طلباً للكمال والقرب منه. وهذا من علامات كمال الإيمان وحسن الاتباع.
3- الفقه في فهم الكراهة: يجب التفريق بين:
● الكراهة التحريمية: التي يقترن بها نهي صريح أو دليل على الإثم.
● الكراهة التنزيهية: وهي ترك الشيء المباح طلباً للأفضل والأكمل، واتباعاً لهدي النبي الكريم. والكراهة هنا من هذا النوع.
4- أهمية النظر في سند الأحاديث: قول الراوي في آخر الأثر "فهو ضعيف" يذكرنا بمنهج أهل السنة والجماعة في نقد الأحاديث وقبولها. فليس كل ما يُروى يصح، بل لا بد من التثبت والرجوع لأقوال العلماء في التصحيح والتضعيف.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● أحاديث صحيحة في الحناء: هناك أحاديث أخرى صحيحة تشير إلى استعمال الحناء واستحبابه، مثل حديث سلمى أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء". (رواه الترمذي وحسنه)
● الحكمة من كراهية الرائحة: قد تكون رائحة الحناء غير مستحبة لبعض الناس، وخصوصاً عند تطبيقه وهو أخضر، قبل أن يجف ويتحول لونه. وكان صلى الله عليه وسلم يحب الطيب والرائحة الطيبة.
● الخضاب للرجال: يُستحب للرجل أن يخضب لحيته وشعره بالحناء تغييراً للشيب، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا كراهة في رائحته للرجال على القول الصحيح.


الخلاصة:


الأثر المذكور ضعيف الإسناد، ولا يثبت عن السيدة عائشة بهذه الصيغة، ولكن معناه صحيح من حيث أن خضاب المرأة بالحناء جائز ومباح، وأن كراهة رائحته كراهة تنزيه لا تحريم.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤١٦٤)، والنسائي (٥٠٩٠)، وأحمد (٢٥٧٦٠) كلهم من طريق علي بن المبارك، عن كريمة بنت همام قالت: إن امرأة قالت: فذكرته.
قال أبو داود: «تعني خضاب شعر الرأس».
وكريمة بنت همام مجهولة لم يوثّقها أحد، وتفرّد بهذه الرواية.
✅ ورواه أحمد (٢٤٨٦١) من طريق محمد بن مهزم قال: حدثتني كريمة ابنة همام قالت: دخلت المسجد الحرام، فأخلوه لعائشة، فسألتها امرأة: ما تقولي يا أم المؤمنين في الحناء؟ فقالت: كان حبيبي ﷺ يعجبه لونه، ويكره ريحه، وليس بمحرم عليكن بين كل حيضتين، أو عند كل حيضة.
وكريمة مجهولة.
✅ وروي أيضًا عن عائشة أن هند بنت عتبة قالت: يا نبي اللَّه، بايعني، قال: «لا أبايعك حتى تغيري كفيك، كأنهما كفا سبع»
رواه أبو داود (٤١٦٥) عن مسلم بن إبراهيم، حدثتني غبطة بنت عمرو المجاشعية، قالت: حدثتني عمتي أم الحسن، عن جدتها، عن عائشة، فذكرته.
وفيه نساء مجهولات.
✅ وروي أيضًا عن عائشة قالت: أومأت امرأة من وراء ستر، بيدها كتاب، إلى رسول اللَّه ﷺ، فقبض النبي ﷺ يده، فقال: «ما أدري أيد رجل، أم يد امرأة؟» قالت: بل امرأة، قال: «لو كنت امرأة لغيرت أظفارك» يعني بالحناء
رواه أبو داود (٤١٦٦)، والنسائي (٥٠٨٩)، وأحمد (٢٦٢٥٨) كلهم من طريق مطيع بن ميمون العنبري يكنى أبا سعيد، قال: حدثتني صفية بنت عصمة، عن عائشة، فذكرته.
ومطيع بن ميمون لين الحديث، قال ابن عدي: «له حديثان غير محفوظين»، وقال ابن حجر: «أحدهما في اختضاب النساء بالحناء، والآخر في الترجل والزينة. قال: وذكر له ثالثا وقال: وهما جميعا غير محفوظ».
وضعفه الذهبي في الكاشف، وفيه أيضًا صفية بنت عصمة مجهولة.
✅ وروي عن امرأة كانت صلت القبلتين مع رسول اللَّه ﷺ قالت: دخل علي رسولُ اللَّه ﷺ فقال لي: «اختضبي، تترك إحداكن الخضاب حتى تكون يدها كيد الرجل». قالت: فما تركت الخضاب حتى لقيت اللَّه عز وجل، وإن كانت لتختضب وإنها لابنة ثمانين.
رواه أحمد (١٦٦٥٠، ٢٣٢٣٥) عن يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن ابن ضمرة بن سعيد، عن جدته، عن امرأة من نسائهم، فذكرته.
وفيه محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن.
وقوله: «عن جدته» وهي غير معروفة.
ولذا قال الهيثمي في المجمع (٥/ ١٧١): «رواه أحمد وفيه من لم أعرفهم، وابن إسحاق مدلس».
وأما ابن ضمرة بن سعيد فقال الحافظ ابن حجر في التعجيل (١٤٥٤): «كذا وقع في نسخته (أي نسخة الحسيني) وقال: وفي النسخ المعتمدة: محمد بن إسحاق، عن ضمرة بن سعيد، ليس فيه»ابن«وهو الصواب». انتهى قول الحافظ.
قال الأعظمي: لا يعرف ابن ضمرة بن سعيد، وأما ضمرة بن سعيد بن أبي حنة الأنصاري فثقة من رجال التهذيب.
فلعل الهيثمي يشير إليه في قوله: «فيه من لم أعرفهم» مع جدة ابن ضمرة.
وفي معناه أيضًا عن ابن عباس ومسلم بن عبد الرحمن والسوداء وغيرهم وفي كلها مقال، ذكرها الهيثمي في «المجمع» (٥/ ١٧١ - ١٧٢) وتكلم عليها.
✅ وبالجملة فهذه الأحاديث يُقوّي بعضُها بعضا، لذا استحب للمرأة أن تختضب يدها وأظافيرها، وشيئا من جسمها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 276 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن خضاب الحناء: لا بأس به ولكن أكرهه

  • 📜 حديث: عن خضاب الحناء: لا بأس به ولكن أكرهه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن خضاب الحناء: لا بأس به ولكن أكرهه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن خضاب الحناء: لا بأس به ولكن أكرهه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن خضاب الحناء: لا بأس به ولكن أكرهه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب