حديث: أقيموا النساء ولا تزدن على شبر أو شبرين في الأذيال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في النهي عن إسبال المرأة ثوبها أكثر من ذراع

عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ أقام بعض نسائه، وشَبَّر من ذيلها شبرًا أو شبرين وقال: «لا تزدن على هذا».

حسن: رواه أبو يعلى (٣٧٩٦) عن سويد بن سعيد، حدّثنا معتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس، فذكره.

عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ أقام بعض نسائه، وشَبَّر من ذيلها شبرًا أو شبرين وقال: «لا تزدن على هذا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه:
الحديث:
عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ أقام بعض نسائه، وشَبَّر من ذيلها شبرًا أو شبرين وقال: «لا تزدن على هذا».


1. شرح المفردات:


● أقام بعض نسائه: أي وقف إحدى زوجاته لتعديل ملابسها أو ليرى طول ثوبها.
● شَبَّر: قاس بالشبر، والشبر هو المسافة بين طرف الإبهام وطرف الخنصر عندما تمد الأصابع.
● من ذيلها: الذيل هنا هو طرف الثوب الأسفل الذي يلامس الأرض.
● شبرًا أو شبرين: أي ما يقارب 20 إلى 40 سم تقريبًا (حسب تقدير الشبر).


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ بين لأزواجه -وهن أمهات المؤمنين- مقدار الطول المسموح به لإسدال الثوب، حيث قام بقياس ذيل ثوب إحداهن بشبر أو شبرين، وأمر بعدم الزيادة على هذا الطول. والمقصود هنا أن لا يزيد الثوب عن الأرض بهذا المقدار؛ لئلا يمس الأرض ويُتَلَوَّث أو يُسحب ويسبب تبذيرًا أو كبرًا.


3. الدروس المستفادة منه:


● الاعتدال في اللباس: الإسلام يدعو إلى الاعتدال في الملبس وغيره، وعدم الإسراف أو التبذير.
● تجنب الإطالة المفرطة: إطالة الثوب أكثر من اللازم قد يؤدي إلى الاتساخ أو التعثر، أو يكون دليلاً على الكبر والخيلاء.
● اهتمام النبي ﷺ بتوجيه النساء: النبي ﷺ كان يهتم بتعليم النساء وتوجيههن في أمور الدين والدنيا، بما في ذلك اللباس الشرعي.
● التقيد بالهدي النبوي: ينبغي للمسلمين والمسلمات الاقتداء بهدي النبي ﷺ في اللباس وغيره.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: "حديث حسن".
- الفقهاء استدلوا به على كراهة إطالة الثوب أكثر من شبر أو شبرين، إلا لحاجة.
- بعض العلماء فهم من الحديث أن الإطالة المسموح بها هي ما لا يزيد عن الكعبين، لأن الزيادة على ذلك قد تكون من باب الإسراف أو الكبر.
- الحديث يعلمنا أيضًا أدب الاستشارة والتوجيه بين الزوجين، حيث كان النبي ﷺ يوجه أزواجه بلطف وحكمة.

الخلاصة:
الحديث يدل على وجوب الاعتدال في إطالة الثوب وعدم تجاوز الحد المشروع، وهو من هدي النبي ﷺ في اللباس الذي يجمع بين الوقار والاقتصاد، ويبتعد عن الإسراف والكبر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى (٣٧٩٦) عن سويد بن سعيد، حدّثنا معتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سويد بن سعيد الهروي الأصل كان صدوقا في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، ومتابعة ضرار بن صرد يؤكد أنه لم يخطئ في هذا.
وهو ما رواه الطبراني في الأوسط - مجمع البحرين (٤٢٥٠) عن محمد بن محمد التمار، حدثني ضرار بن صرد أبو نعيم، ثنا معتمر بن سليمان بإسناده ولفظه: أن رسول اللَّه ﷺ شبّر لفاطمة من عقبها شبرا وقال: «هذا ذيل المرأة».
وضرار بن صرد أبو نعيم الطحان ضعيف ضعّفه الدارقطني وغيره، وفي التقريب: «صدوق له أوهام» ومتابعة بعضهما البعض تدل على أنهما لم يخطئا فيه، إلا أن بعض العلماء تكلموا في
ضرار بن صرد بكلام شديد لو تفرد لَعُدَّ من الضعفاء.
وفي معناه ما روي أيضًا عن أم سلمة أن النبي ﷺ شبر لفاطمة شبرًا من نطاقها.
رواه الترمذيّ (١٧٣٢)، وأحمد (٢٦٥٥٤) كلاهما من حديث عفان، حدّثنا حماد بن سلمة قال: حدّثنا علي بن زيد، عن أم الحسن أن أم سلمة حدثتهم، فذكرت الحديث.
قال الترمذيّ: «وروى بعضهم عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة».
وعلي بن زيد بن جُدعان ضعيف، والحسن هو الإمام البصري مدلس.
وفي معناه ما روي أيضًا عن ابن عمر قال: رخص رسول اللَّه ﷺ لأمهات المؤمنين في الذيل شبرًا، ثم استزدنه، فزادهن شبرًا، فكن يرسلن إلينا فنذرع لهن ذراعا.
رواه أبو داود (٤١١٩)، وابن ماجه (٢٥٨١)، وأحمد (٤٦٨٣) كلهم من حديث سفيان الثوري، حدثني زيد العمي، عن أبي الصديق، عن ابن عمر، فذكره.
وزيد العمي هو زيد بن الحواري أبو الحواري البصري ضعيف باتفاق أهل العلم إلا أن الدارقطني كان حسن الرأي فيه.
وأبو الصديق هو: بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس الناجي -بالنون والجيم- بصري من رجال الجماعة.
وفي معناه أيضًا ما روي عن أبي هريرة أن النبي ﷺ أمر فاطمة أو أم سلمة أن تجر الذيل ذراعا.
رواه ابن ماجه (٣٥٨٢)، وأحمد (٧٥٧٣) كلاهما من حديث حماد بن سلمة، عن أبي المهزّم، عن أبي هريرة، فذكره.
وأبو المهزّم -بتشديد الزاي- التميمي البصري اسمه يزيد وقيل: عبد الرحمن بن سفيان وهو ضعيف باتفاق أهل العلم، وقد قال النسائي: متروك الحديث.
ورواه أيضًا أحمد (٢٤٤٦٩)، وابن ماجه (٣٥٨٣) من وجه آخر عن أبي المهزم، عن أبي هريرة، عن عائشة، عن رسول اللَّه ﷺ في ذيول النساء قال: «شبرًا» قالت: قلت: إذن تخرج سوقهن قال: «فذراع».
فقه الحديث:
لقد أجمع العلماء على جواز جر الثوب للنساء، ولكنهم كرهوا زيادة على شبرين أو ذراع لما فيه إضاعة للأموال، وتفاخر بين النساء، وتشبه بالكافرات الأعجمية التي ترخي خمسة أذرع أو أكثر، والنساء يحملن من ورائهن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 264 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أقيموا النساء ولا تزدن على شبر أو شبرين في الأذيال

  • 📜 حديث: أقيموا النساء ولا تزدن على شبر أو شبرين في الأذيال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أقيموا النساء ولا تزدن على شبر أو شبرين في الأذيال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أقيموا النساء ولا تزدن على شبر أو شبرين في الأذيال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أقيموا النساء ولا تزدن على شبر أو شبرين في الأذيال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب