لتأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فلتطهر

حديث: لتأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فلتطهر

عن عائشة قالت: ذكرت نساء الأنصار، فأثنت عليهن، وقالت لهن معروفا، وقالت: لما نزلت سورة النور، عمدن إلى حجز -أو حجوز- مناطقهن، فشققنه، ثم اتخذن منه خمرًا، وأنها دخلت امرأة منهن على رسول اللَّه ﷺ، فقالت: يا رسول اللَّه أخبرني عن الطهور من المحيض؟ فقال: «نعم لتأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فلتطهر، ثم لتحسن الطهور، ثم تصب على رأسها، ثم لتلزق بشؤون رأسها، ثم تدلكه، فإن ذلك طهور، ثم تصب عليها من الماء، ثم تأخذ فرصة ممسكة، فلتطهر بها». قالت: يا رسول اللَّه، كيف أتطهر بها؟ فكان رسول اللَّه ﷺ يكني عن ذلك، فقالت عائشة: تتبع بها أثر الدم.

صحيح: رواه أحمد (٢٥٥٥١) عن عبد الرحمن وعفان قالا: حدّثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه الكريم.

الحديث الشريف:

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ذُكِرَتْ نِسَاءُ الأَنْصَارِ، فَأَثْنَتْ عَلَيْهِنَّ، وَقَالَتْ لَهُنَّ مَعْرُوفًا، وَقَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ النُّورِ، عَمِدْنَ إِلَى حُجُزٍ -أَوْ حُجُزٍ- مِنْ مَطَاقِهِنَّ، فَشَقَقْنَهُ، ثُمَّ اتَّخَذْنَ مِنْهُ خُمُرًا، وَأَنَّهَا دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنِ الطُّهُورِ مِنَ الْمَحِيضِ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ لِتَأْخُذْ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا فَلْتَطَهَّرْ، ثُمَّ لَتُحْسِنِ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا، ثُمَّ لَتَلْزَقْ بِشُؤُونِ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَدْلُكُهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ طَهُورٌ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ تَأْخُذُ فُرْصَةً مُمَسَّكَةً، فَلْتَطَهَّرْ بِهَا». قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا؟ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُكْنِي عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: تَتَّبِعُ بِهَا أَثَرَ الدَّمِ.

1. شرح المفردات:

● حُجُز: جمع "حِجَاز"، وهو ما يُشد به الوسط، أي أحزمتهن وأزرارهن.
● مَطَاقِهِنَّ: المِطْوَق، وهو ما يُلف على الوسط، أي أحزمتهن ومناطقهن.
● خُمُرًا: جمع "خِمَار"، وهو غطاء الرأس للمرأة.
● الطُّهُور مِنَ الْمَحِيض: الغُسل الذي يجب على المرأة بعد انقطاع حيضها وطهرها.
● مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا: الماء الذي ستغتسل به، والسدر (شجر النبق) الذي يُسحق ويوضع في الماء للتنظيف والتطييب.
● لَتُحْسِنِ الطُّهُورَ: أي لتُجيد وتُتقن الغسل.
● شُؤُونِ رَأْسِهَا: أصول شعر رأسها وجذوره.
● فُرْصَةً مُمَسَّكَةً: قُطعة من قُطن أو صوف مُمَسَّكة أي مُشبعة بالمسك أو الطيب لتزيل أثر الدم والرائحة.
● يُكْنِي: يتكلم بكناية ويُعرب عن الشيء من غير تصريح باسمه حياءً.

2. شرح الحديث:

يقع هذا الحديث في سياقين:
السياق الأول: استجابة نساء الأنصار الفورية لأمر الله.
تحدثت السيدة عائشة رضي الله عنها عن نساء الأنصار بخير، وذكرت موقفاً عظيماً يدل على سرعة استجابتهن وتنفيذهن لأوامر الله ورسوله. فحين نزلت آيات الحجاب في سورة النور، والتي منها قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، لم ينتظرن أو يتكاسلن، بل بادرن فوراً. ولم يكن لديهن من القماش ما يكفي لصنع الخمار (غطاء الرأس الذي يستر الصدر أيضاً)، فشقَّقن أحزمتهن (وهي من أثمن ما يملكن من ملابس وزينة) وصنعن منها خمراً يسترن بها، طاعة لله ورسوله.
السياق الثاني: بيان كيفية الغسل من الحيض.
ثم تحكي السيدة عائشة أن إحدى هؤلاء النساء الفضليات دخلت على النبي ﷺ لتسأله عن كيفية الاغتسال من الحيض، وهو غسل شرعي واجب. فأجابها النبي ﷺ بتفصيل دقيق لخطوات الغسل الكامل:
1- التجهيز: أن تأخذ المرأة الماء والسدر (لتنظيف البدن وإزالة الأوساع).
2- إحسان الطهور: أن تغسل يديها وتتخلص من النجاسة الحسية أولاً، ثم تتوضأ وضوءاً كاملاً للصلاة.
3- غسل الرأس: أن تصب الماء على رأسها وتدلك أصول شعرها (شؤون رأسها) بعناية لتضمن وصول الماء إلى البشرة.
4- غسل سائر الجسد: ثم تصب الماء على بقية جسدها.
5- التنظيف النهائي: ثم تأخذ قطعة من القطن أو القماش (فرصة) مشبعة بالطيب (مسك) لتمسح بها مكان الدم وتتأكد من طهارته ونظافته وزوال الرائحة.
ولما سألت المرأة: "كيف أتطهر بها؟" استحى النبي ﷺ من التصريح – وذلك من كمال خلقه وأدبه ﷺ – فكان يكتني في كلامه، أي يشير إلى المع

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٥٥٥١) عن عبد الرحمن وعفان قالا: حدّثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، فذكرته.
ورواه أبو داود (٤١٠٠) عن أبي عوانة بإسناده عن عائشة أنها ذكرت نساء الأنصار، فأثنت عليهن، وقالت لهن معروفا، وقالت: لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجور -أو حجوز، شك أبو كامل (شيخ أبي داود) - فشققنهن فاتخذنه خمرًا.
وفي إسناده إبراهيم بن مهاجر تكلم فيه من قبل حفظه، وقد رواه مسلم في الحيض (٣٣٢: ٦١) جزءًا من القصة من طريقه، وتابعه منصور بن صفية، عن أمه، عن عائشة.
قوله: «حجور» بالراء قال الخطابي: لا معنى ههنا، وإنما هو بالزاي معجمة. هكذا حدثني عبد اللَّه بن أحمد المكي قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن أبي عوانة. وذكر الحديث. فقال: «عمدن إلى حجز أو حجوز مناطقهن فشققنهن».
والحجز جمع الحجزة، وأصل الحجزة: موضع ملاث الإزار ثم قيل للإزار: الحجزة. وأما الحجوز فهو جمع الحجز يقال: احتجز الرجل بالإزار إذا شده على وسطه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 247 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لتأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فلتطهر

📜 حديث: لتأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فلتطهر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لتأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فلتطهر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لتأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فلتطهر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لتأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فلتطهر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية