حديث: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله تعالى: ﴿أَوْ نِسَائِهِنَّ﴾

عن الحارث بن قيس قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة: أما بعد! فإنه بلغني أن نساء من نساء المسلمين يدخلن الحمامات مع نساء أهل الشرك فانْهَ من قبلك عن ذلك، فإنه لا يحل لامرأة تؤمن باللَّه واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل ملتها.

حسن: رواه البيهقي في الكبرى (٧/ ٩٥) عن أبي نصر، أنبأنا أبو منصور، ثنا أحمد (ابن نجدة)، حدّثنا سعيد (ابن منصور)، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن هشام بن الغاز، عن عبادة بن نُسي، عن أبيه، عن الحارث بن قيس، فذكره.

عن الحارث بن قيس قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة: أما بعد! فإنه بلغني أن نساء من نساء المسلمين يدخلن الحمامات مع نساء أهل الشرك فانْهَ من قبلك عن ذلك، فإنه لا يحل لامرأة تؤمن باللَّه واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل ملتها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديثٌ عظيمٌ من وصايا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يحمل في طياته حكماً شرعياً مهماً يتعلق بستر المرأة وعورتها، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● الحارث بن قيس: تابعي جليل، من رواة الحديث الثقات.
● كتب عمر: أي أرسل كتاباً أو رسالة.
● أبو عبيدة: هو أبو عبيدة بن الجراح، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان أميراً على الشام.
● الحمامات: هنا المقصود بها الحمامات العامة (أماكن الاستحمام).
● أهل الشرك: المقصود بهم غير المسلمين من الكفار.
● انْهَ: أي امنع وادرأ.
● أهل ملتها: أي من هم على دينها، أي المسلمون.

2. شرح الحديث:


يوجه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسالة إلى واليه على الشام، أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، يُعلمه فيها بأنه بلغه أن بعض النساء المسلمات يدخلن الحمامات العامة (أماكن الاستحمام) مع نساء غير مسلمات (كفار). فيأمره بمنع ذلك وتحذير النساء المسلمات من هذا الفعل.
ويستدل عمر رضي الله عنه على حرمة هذا الفعل بقاعدة شرعية عظيمة وهي: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل ملتها". أي أن المرأة المسلمة لا يجوز لها أن تظهر عورتها أو تسمح لأحد برؤيتها إلا لنساء مثلهن مسلمات. وأما الكافرات فليس من "أهل ملتها"، فلا يجوز لهن رؤية عورتها.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب ستر العورة: الحديث يؤكد على وجوب ستر المرأة لعورتها وصيانتها، وهو من مقاصد الشريعة في حفظ العرض والحياء.
● التحذير من الاختلاط المحرم: النهي عن الاختلاط بالكافرات في أماكن الخلوة والتجرد مثل الحمامات، حيث تكون العورة مكشوفة.
● الغيرة على محارم الله: يظهر من فعل عمر رضي الله عنه غيرته على حرمات الله وحرصه على تطبيق أحكام الشريعة، حتى في أبعد الأماكن.
● مسؤولية الولاة: على ولي الأمر أن ينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف، ويبادر إلى سد الذرائع المفضية إلى الفساد.
● الفصل بين المسلمات وغير المسلمات: لا يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر عورتها لغير المسلمة، لأن الكافرة ليست من "أهل الملة"، وقد لا تحفظ السر أو تغار على حرمات المسلمين.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم النظر إلى عورة المرأة: اتفق العلماء على أن عورة المرأة على المرأة هي مثل عورة الرجل على الرجل، أي من السرة إلى الركبة. ولكن يستثنى من ذلك الزوج والمحارم.
● المرأة الكافرة: ليست مثل المرأة المسلمة في الحكم، فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر عورتها لكافرة، لأن الكافرة لا تدين بدين يحرم النظر إلى عورات المسلمات، وقد تتحدث بها أو تسخر منها.
● الاستدلال بالحديث: يستدل به العلماء على تحريم خلوة المرأة المسلمة بالكافرة، أو كشف عورتها أمامها، كما في الحمامات أو غرف تغيير الملابس.
● منهج عمر رضي الله عنه: يظهر منهج عمر في سد الذرائع، حيث منع الدخول إلى الحمامات مع الكافرات خشية أن يؤدي ذلك إلى كشف العورة أو الوقوع في المحرم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقي في الكبرى (٧/ ٩٥) عن أبي نصر، أنبأنا أبو منصور، ثنا أحمد (ابن نجدة)، حدّثنا سعيد (ابن منصور)، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن هشام بن الغاز، عن عبادة بن نُسي، عن أبيه، عن الحارث بن قيس، فذكره.
وفيه نُسي -بالتصغير- الكندي الشامي، لم يرو عنه إلا ابنه عبادة، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وهو مجهول لأنه لم يوثقه غيره، إلا أن هذا هو التفسير المعتمد عند السلف أنهم منعوا نساء المسلمين من إبداء زينتهن لغير المسلمات من أهل الكتاب والشرك، وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره وسكت عنه.
وقوله: «إلى عورتها» يعني به العورة المخففة وهي -غير القبل والدبر-، كما رُوي عن بعض أهل العلم، وأما العورة المغلظة وهي: القبل والدبر، فلا يجوز النظر إليها؛ لأنه جاء النهي أن تنظر المرأة إلى عورة المرأة، وكذلك الرجل إلى عورة الرجل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 259 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل

  • 📜 حديث: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب