حديث: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن التزوير في اللباس وغيره والمتشبع بما لم يعط

عن عائشة أن امرأة قالت: يا رسول اللَّه، أقول: إن زوجي أعطاني ما لم يعطني؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور».

صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (٢١٢٩) عن محمد بن عبد اللَّه بن نمير، ثنا وكيع وعبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة أن امرأة قالت: يا رسول اللَّه، أقول: إن زوجي أعطاني ما لم يعطني؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يحذر من خلق ذميم وهو الادعاء بما ليس للإنسان، وقد رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

أولاً. شرح المفردات:


● أقول: إن زوجي أعطاني ما لم يعطني؟: أي هل يجوز لي أن أتحدث وأخبر الناس أن زوجي أعطاني هدية أو مالاً وهو في الحقيقة لم يفعل ذلك، لأسباب قد تكون مثل المفاخرة أو إظهار الغنى أو حب الظهور.
● المتشبع: المتشبع هو الذي يظهر الشبع والامتلاء، وهو هنا كناية عن الذي يدعي الشيء ويفتخر به وهو ليس له.
● ما لم يعط: أي ما لم يُعطَه في الحقيقة، فهو كاذب في دعواه.
● كلابس ثوبي زور: شبه النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعط بلابس ثوبي زور. و"ثوبا زور" يعني لباساً من الكذب والزيف، كأن يلبس شخص ثوباً ليس له ليدعي أنه غني أو ذو منصب.

ثانياً. شرح الحديث:


في هذا الحديث، أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم أن تدعي أن زوجها أعطاها شيئاً وهو لم يفعل، ربما لتباهي به بين الناس أو لترفع من شأنها، فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم بأن الذي يدعي ما لم يُعطَ فهو مثل الذي يلبس ثوبي كذب وزور.
والحديث يشير إلى أن الادعاء الكاذب - حتى لو كان في أمور مباحة - هو من الخداع والزيف الذي يذمه الشرع، لأنه نوع من الكذب والرياء، وقد يؤدي إلى مفاسد أخرى كالحسد أو السخرية أو فقدان الثقة بين الناس.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الكذب والادعاء: الحديث يدل على تحريم الادعاء بما ليس للإنسان، سواء كان في الأمور المادية أو المعنوية، لأنه نوع من الكذب والزور.
2- التحذير من الرياء والخداع: النبي صلى الله عليه وسلم شبه هذا الفعل بلباس الزور، مما يدل على قبحه وأنه خداع للناس وتظاهر بما ليس في الواقع.
3- الأمانة في القول والعمل: المسلم مأمور بأن يكون صادقاً في كل أحواله، فلا يدعي ما ليس له ولا يتكلم إلا بما هو حق وواقع.
4- الحفاظ على الثقة بين الناس: مثل هذه الأفعال تؤدي إلى فقدان الثقة بين الأفراد والمجتمع، فإذا ادعى شخص ما ليس له، فإن الناس قد يصدقونه أولاً، ثم إذا اكتشفوا كذبه فقدوا الثقة فيه.
5- التواضع وعدم المفاخرة: الحديث يحث على التواضع وعدم التباهي بما ليس للإنسان، فالمفاخرة بالباطل من صفات المنافقين.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي يعتمد عليها العلماء في ذم الكذب والرياء، وهو يدخل في باب "التشبع بالعطايا" وأيضاً في باب "الزور والكذب".
- ينطبق هذا الحديث على الكثير من المواقف في عصرنا، مثل التباهي بالمظاهر الكاذبة في وسائل التواصل الاجتماعي، أو ادعاء العلم أو الفضل دون وجه حق.
- من تطبيقات الحديث: أن الإنسان لا يجوز له أن يدعي أنه فعل شيئاً من الطاعات وهو لم يفعلها، أو أنه أعطي شيئاً من المال أو الجاه وهو لم يُعطَ، كل ذلك داخل في الحديث.
نسأل الله أن يجعلنا من الصادقين، ويبعدنا عن الكذب والزور، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في اللباس والزينة (٢١٢٩) عن محمد بن عبد اللَّه بن نمير، ثنا وكيع وعبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ومعنى الحديث كما قال النووي: «قال العلماء: معناه المتكثر بما ليس عنده بأن يُظهر أن عنده ما ليس عنده، يتكثر بذلك عند الناس ويتزين بالباطل فهو مذموم، كما يذم من لبس ثوبي زور. قال أبو عبيد وآخرون: هو الذي يلبس ثياب أهل الزهد والعبادة والورع، ومقصوده أن يظهر للناس أنه متصف بتلك الصفة، ويظهر من التخشع والزهد أكثر مما في قلبه، فهذه ثياب زور ورياء. وقيل: هو كمن لبس ثوبين لغيره وأوهم أنهما له. وقيل: هو من يلبس قميصًا واحدًا ويصل بكميه كمين آخرين، فيظهر أن عليه قميصين. وحكى الخطابي قولا آخر أن المراد هنا بالثوب الحالة والمذهب، والعرب تكني بالثوب عن حال لابسه، ومعناه أنه كالكاذب القائل ما لم يكن، وقولا آخر أن المراد الرجل الذي تطلب منه شهادة زور فيلبس ثوبين يتجمل بهما فلا ترد شهادته لحسن هيئته. واللَّه أعلم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 266 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور

  • 📜 حديث: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب