حديث: هذاك الأمل وهذاك الأجل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في طول أمل الإنسان

عن بريدة بن الحصيب قال: قال النبي ﷺ: «هل تدرون ما هذه وما هذه؟»، ورمى بحصاتين؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «هذاك الأمل وهذاك الأجل».

حسن: رواه الترمذيّ (٢٨٧٠) عن محمد بن إسماعيل، قال: حدّثنا خلاد بن يحيى، قال: حدّثنا بشير بن المهاجر، قال: أخبرنا عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، فذكره.

عن بريدة بن الحصيب قال: قال النبي ﷺ: «هل تدرون ما هذه وما هذه؟»، ورمى بحصاتين؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «هذاك الأمل وهذاك الأجل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن بريدة بن الحصيب قال: قال النبي ﷺ: «هل تدرون ما هذه وما هذه؟»، ورمى بحصاتين؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «هذاك الأمل وهذاك الأجل».

1. شرح المفردات:


● تدرون: تعلمون.
● رمى: ألقى.
● حصاتين: حجرين صغيرين.
● هذاك: ذلك (إشارة إلى البعيد).
● الأمل: الطمع في طول العمر والتمني للمستقبل.
● الأجل: مدة العمر المحددة التي ينتهي عندها أجل الإنسان.

2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ جالسًا مع أصحابه، فأخذ حجرين صغيرين وألقاهما أمامهم، ثم وجه إليهم سؤالًا تستنير به عقولهم وتتوجه به قلوبهم: «هل تدرون ما هذه وما هذه؟» فأجابوا بأدبهم المعروف: "الله ورسوله أعلم"، فبيّن لهم النبي ﷺ أن هذين الحجرين يرمزان إلى أمرين عظيمين:
● الأمل: وهو ما يطمع فيه الإنسان من طول العمر وتمني تحقيق الآمال المستقبلية.
● الأجل: وهو الأمد المحدد الذي لا يتجاوزه الإنسان، وهو موعد نهاية عمره.
فكأن النبي ﷺ يشير إلى أن الإنسان يعيش بين هذين الأمرين: بين الأمل الذي يمدّه في الطريق، والأجل الذي هو نهاية المطاف.

3. الدروس المستفادة منه:


● التذكير بحقيقة الدنيا: يذكرنا الحديث أن الدنيا دار فانية، وأن الإنسان فيها بين الأمل الذي يغريه بالتمادي، والأجل الذي ينتظره لا محالة.
● الاستعداد للآخرة: يحث الحديث على عدم الغفلة عن الآخرة والاستعداد لها، وعدم الانشغال بالأماني الكاذبة وطول الأمل.
● الحث على العمل الصالح: معرفة أن الأجل محدود يجب أن تبعث على المسارعة في العمل الصالح قبل فوات الأوان.
● أدب الصحابة: فيه بيان أدب الصحابة مع النبي ﷺ حيث قالوا: "الله ورسوله أعلم".

4. معلومات إضافية مفيدة:


● التحذير من طول الأمل: ذمّ الإسلام طول الأمل لأنه يصد عن ذكر الآخرة ويشغل بالدنيا. قال تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.
● ضرب الأمثال: من هدي النبي ﷺ ضرب الأمثال لتقريب المعاني وتثبيتها في الأذهان.
● الحديث يدعو إلى التوازن: لا يذم الأمل مطلقًا، بل يذم الإفراط فيه الذي ينسي الآخرة، فالأمل المعتدل المحفز على العمل مطلوب.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٨٧٠) عن محمد بن إسماعيل، قال: حدّثنا خلاد بن يحيى، قال: حدّثنا بشير بن المهاجر، قال: أخبرنا عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل بشير بن المهاجر فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف، ولم يأت بما ينكر عليه، ولحديثه أصول ثابتة.
وحسّنه أيضًا الترمذيّ فقال: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 154 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذاك الأمل وهذاك الأجل

  • 📜 حديث: هذاك الأمل وهذاك الأجل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذاك الأمل وهذاك الأجل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذاك الأمل وهذاك الأجل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذاك الأمل وهذاك الأجل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب