حديث: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عرض الجنة والنار على النبي ﷺ ورؤيته ما فيها من الخير والشر

عن أنس بن مالك، أن النبي ﷺ خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما
سلّم، قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أمورا عظاما، ثم قال: «من أحبَّ أن يسأل عن شيء فليسأل عنه، فواللَّه! لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا»
قال أنس: فأكثر الناس البكاء، وأكثر رسول اللَّه ﷺ أن يقول: «سلوني» فقال أنس: فقام إليه رجل: فقال: أين مدخلي يا رسول اللَّه؟ قال: النار، فقام عبد اللَّه بن حذافة، فقال: من أبي يا رسول اللَّه؟ قال: «أبوك حذافة»، قال: ثم أكثر أن يقول: «سلوني سلوني»، فبرك عمر على ركبتيه، فقال: رضينا باللَّه ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد ﷺ رسولا، قال: فسكت رسول اللَّه ﷺ حين قال عمر ذلك، ثم قال رسول اللَّه ﷺ: «والذي نفسي بيده! لقد عُرضتْ علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في الخير والشر»

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٩٤) واللفظ له، ومسلم في الفضائل (٢٣٩٥: ١٣٦) كلاهما من طريق الزهري، عن أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس بن مالك، أن النبي ﷺ خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما
سلّم، قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أمورا عظاما، ثم قال: «من أحبَّ أن يسأل عن شيء فليسأل عنه، فواللَّه! لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا»
قال أنس: فأكثر الناس البكاء، وأكثر رسول اللَّه ﷺ أن يقول: «سلوني» فقال أنس: فقام إليه رجل: فقال: أين مدخلي يا رسول اللَّه؟ قال: النار، فقام عبد اللَّه بن حذافة، فقال: من أبي يا رسول اللَّه؟ قال: «أبوك حذافة»، قال: ثم أكثر أن يقول: «سلوني سلوني»، فبرك عمر على ركبتيه، فقال: رضينا باللَّه ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد ﷺ رسولا، قال: فسكت رسول اللَّه ﷺ حين قال عمر ذلك، ثم قال رسول اللَّه ﷺ: «والذي نفسي بيده! لقد عُرضتْ علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في الخير والشر»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أنس بن مالك، أن النبي ﷺ خرج حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم، قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن بين يديها أمورا عظاما، ثم قال: «من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه، فوالله! لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا». قال أنس: فأكثر الناس البكاء، وأكثر رسول الله ﷺ أن يقول: «سلوني». فقال أنس: فقام إليه رجل: فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ قال: النار. فقام عبد الله بن حذافة، فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: «أبوك حذافة». قال: ثم أكثر أن يقول: «سلوني سلوني». فبرك عمر على ركبتيه، فقال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد ﷺ رسولا. قال: فسكت رسول الله ﷺ حين قال عمر ذلك. ثم قال رسول الله ﷺ: «والذي نفسي بيده! لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في الخير والشر».


1. شرح المفردات:


● زاغت الشمس: أي مالت عن وسط السماء إلى جهة الغرب، وهو وقت صلاة الظهر.
● قام على المنبر: صعد النبي ﷺ على المنبر ليكلم الناس.
● ذكر الساعة: تحدث عن يوم القيامة وأهوالها.
● بين يديها أمور عظام: أي أحداث جسيمة وعلامات كبرى تسبق قيام الساعة.
● برك عمر على ركبتيه: جثا عمر رضي الله عنه على ركبتيه تواضعًا وتحذيرًا من الإكثار من السؤال.
● عرضت علي الجنة والنار: شاهد النبي ﷺ صورة الجنة والنار بشكل واضح أثناء صلاته.


2. شرح الحديث:


يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ خرج بعد صلاة الظهر (حين مالت الشمس) وصعد المنبر، فخطب في الناس عن يوم القيامة وما يصاحبها من أحداث عظيمة مخيفة. ثم أعطاهم فرصة نادرة ليسألوه عن أي شيء يريدون معرفته، وأقسم بالله أنه سيجيبهم عن كل شيء طالما هو واقف في مكانه ذلك.
وهنا نلاحظ:
- شدة اهتمام النبي ﷺ بتوعية الناس وتحذيرهم من أهوال الآخرة.
- كثرة بكاء الناس بسبب الخوف من ذكر الساعة وعظم المسؤولية.
- إصرار النبي ﷺ على قوله "سلوني" ليختبر صدق إيمانهم ويجيب على تساؤلاتهم.
ثم قام رجل وسأل: "أين مدخلي؟" يعني: ما مصيري في الآخرة؟ فأجابه النبي ﷺ بصراحة: "النار". وهذا يدل على أن الرجل كان من المنافقين أو من أهل المعاصي الذين لم يتوبوا، وعلم النبي ﷺ ذلك بوحي من الله.
وبعد ذلك قام عبد الله بن حذافة وسأل: "من أبي؟" وكانت أمه قد تزوجت بعد أبيه، فأخبره النبي ﷺ أن أباه هو حذافة، وذلك ليطمئن على نسبه.
واستمر النبي ﷺ يحثهم على السؤال، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وكان حكيمًا – وجثا على ركبتيه وقال: "رضينا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا". وهذا تصرف حكيم من عمر؛ لأنه فهم أن كثرة السؤال قد تؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها، أو أن الله قد يزيدهم اختبارًا بصعوبة الأسئلة، فآثر الرضا والتسليم.
فسكت النبي ﷺ عندما سمع كلام عمر، ثم أخبرهم أنه رأى الجنة والنار أثناء الصلاة رؤية واضحة، ولم ير في حياته يومًا يجتمع فيه الخير والشر كما رأى في ذلك اليوم.


3. الدروس المستفادة من الحديث:


● وجوب الاستعداد ليوم القيامة: الحديث يحذر من أهوال القيامة ويحث على العمل الصالح.
● الصدق في الإجابة: النبي ﷺ لم يخفِ الحقيقة حتى لو كانت قاسية، بل أجاب بصراحة.
● الحكمة في السؤال: ليس كل سؤال مفيد، بل يجب أن يكون السؤال في ما ينفع.
● الرضا بقضاء الله وقدره: كما فعل عمر رضي الله عنه عندما قال: "رضينا بالله ربًا"، وهو توحيد خالص وتسليم كامل لله.
● رؤية النبي ﷺ للغيب: من معجزاته أنه يرى الجنة والنار في الدنيا، وهذا خاص به ﷺ.
● كمال نبوته ﷺ: حيث أجاب على الأسئلة بكل دقة، سواء كانت عن المستقبل أو عن الغيب.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- قول عمر رضي الله عنه: "رضينا بالله ربًا..." أصبح من الأذكار المشهورة، وهو إعلان للتوحيد والرضا بالإيمان.
- الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان يرى الغيب أثناء الصلاة، مما يدل على علو مقامه عند الله.
- ينبه الحديث إلى خطر كثرة الأسئلة غير المفيدة، كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ [المائدة: 101].

أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الرضا بقضائه، والاستعداد ليوم القيامة. وصلى
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٩٤) واللفظ له، ومسلم في الفضائل (٢٣٩٥: ١٣٦) كلاهما من طريق الزهري، عن أنس بن مالك، فذكره.
ولم يُعرف اسم الرجل الذي سأله أين مدخله فقال ﷺ: «النار» إما أن يكون هذا الرجل منافقا، أو فيه إشارة إلى سوء خاتمته، وإلا فالصحابة كلهم في الجنة لقوله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [الحديد: ١٠]
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ [الأنبياء: ١٠١]

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 263 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه

  • 📜 حديث: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب