حديث: كل أهل النار يرى منزله من الجنة فيقول لو أن الله هداني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أهل الجنة يرون مقاعدهم من النار لو أساؤوا، وأهل النار يرون مقاعدهم من الجنة لو أحسنوا

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «كل أهل النار يرى منزله من الجنة، فيكون له حسرة فيقول: ﴿لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [الزمر: ٥٧] وكل أهل الجنة يرى منزله من النار فيقول: ﴿وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ [الأعراف: ٤٣]
فيكون له شكرًا». قال: وقال رسول اللَّه ﷺ: «ما من أحد إلا وله منزل في الجنة، ومنزل في النار، فالكافر يرث المؤمن منزله من النار، والمؤمن يرث الكافر منزله من الجنة، وذلك قوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الزخرف: ٧٢]».

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير (٧/ ٢٤٠) عن الفضل بن شاذان المقري، حدّثنا يوسف بن يعقوب يعني الصفار، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «كل أهل النار يرى منزله من الجنة، فيكون له حسرة فيقول: ﴿لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [الزمر: ٥٧] وكل أهل الجنة يرى منزله من النار فيقول: ﴿وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾ [الأعراف: ٤٣]
فيكون له شكرًا». قال: وقال رسول اللَّه ﷺ: «ما من أحد إلا وله منزل في الجنة، ومنزل في النار، فالكافر يرث المؤمن منزله من النار، والمؤمن يرث الكافر منزله من الجنة، وذلك قوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الزخرف: ٧٢]».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث اليوم الآخر، يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسأقوم بشرحه وبيان معانيه وفقًا لمنهج أهل السنة والجماعة، معتمدًا على كبار الشروح المعتمدة.

أولاً. شرح المفردات:


● منزله: مكانه ومستقره الذي أعد له.
● حسرة: ندم شديد وأسف عظيم.
● يرث: يحوز ويأخذ ميراثًا.
● شكرًا: اعترافًا بنعمة الله وفضله.

ثانيًا. شرح الحديث:


ينقسم الحديث إلى قسمين:
القسم الأول: وصف حال أهل النار وأهل الجنة عند رؤية منازلهم:
● أهل النار: يرى كل كافر أو عاصٍ مكانه في الجنة الذي كان يمكن أن يكون له لو آمن وأطاع، فيندم ندماً شديداً ويقول مقرًا بتقصيره: {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، أي لو أن الله منَّ عليَّ بالهداية لكنت من المتقين الذين نجوا من النار.
● أهل الجنة: يرى كل مؤمن مكانه في النار الذي كان يمكن أن يصيره إليه لو لم يمن الله عليه بالهداية والتوفيق، فيقول معترفًا بفضل الله: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، أي أن الهداية فضل محض من الله، وليست بكسبهم، فيشكرون الله على هذه النعمة.
القسم الثاني: بيان أن لكل إنسان منزلين:
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لكل إنسان منزلين: واحد في الجنة وآخر في النار.
● الكافر: يستحق منزله في النار بكسره، ويسقط عنه حقه في الجنة، فيرث المؤمن منزله في النار (أي يضاف إليه ويكون زيادة في ثوابه وسعته).
● المؤمن: يستحق منزله في الجنة بإيمانه وتقواه، ويسقط عنه منزله في النار، فيرث الكافر منزله في الجنة (أي يضاف إليه ويكون زيادة في درجاته وفضله).
وهذا المعنى هو تفسير لقوله تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، فالمؤمنون يرثون جنات الله بما عملوا من صالح الأعمال، ويرثون أيضًا ما أعد للكافرين الذين حُرموها بكفرهم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان عدل الله تعالى: فكل إنسان قد أعد له مكان في الجنة ومكان في النار، والموفق من يسلك طريق الجنة.
2- التذكير بنعمة الهداية: فهداية الإنسان للإيمان هي فضل من الله، يجب شكره عليها.
3- الحث على العمل الصالح: فالمؤمن يرتقي في الجنة ويزاد في ثوابه بحسب عمله، وربما يرث منازل الكفار.
4- التحذير من الكفر والمعاصي: التي تؤدي إلى النار والندم الأبدي.
5- إثبات رؤية أهل الجنة للنار وأهل النار للجنة: وذلك زيادة في فرح المؤمنين وحسرة الكافرين.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني.
- الشكر الذي يقع من أهل الجنة هو شكر قلبي ولساني، يعترفون به بفضل الله عليهم.
- مفهوم "الإرث" هنا هو مجازي، بمعنى أن المؤمن يأخذ نصيب الكافر من الجنة الذي حُرم منه، والكافر يُزاد في عذابه بنصيب المؤمن من النار الذي نجا منه.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، ويجنبنا معصيته، ويرزقنا الفردوس الأعلى من الجنة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير (٧/ ٢٤٠) عن الفضل بن شاذان المقري، حدّثنا يوسف بن يعقوب يعني الصفار، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه أحمد (١٠٦٥٢)، والنسائي في الكبرى (١١٣٩٠)، والحاكم (٢/ ٤٣٥، ٤٣٦) من وجوه أخرى عن أبي بكر بن عياش به نحوه مقتصرا على الشطر الأول.
وإسناده حسن من أجل أبي بكر بن عياش فإنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 260 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل أهل النار يرى منزله من الجنة فيقول لو أن الله هداني

  • 📜 حديث: كل أهل النار يرى منزله من الجنة فيقول لو أن الله هداني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كل أهل النار يرى منزله من الجنة فيقول لو أن الله هداني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كل أهل النار يرى منزله من الجنة فيقول لو أن الله هداني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كل أهل النار يرى منزله من الجنة فيقول لو أن الله هداني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب