شغلونا عن الصلاة الوسطى

حديث: شغلونا عن الصلاة الوسطى

عن علي بن أبي طالب، قال: لَمَّا كان يومُ الأَحْزاب قال رسول الله ﷺ: «مَلأَ الله بُيوتَهم وقُبورَهم نارًا شَغَلُونا عن الصلاة الوُسْطى حينَ غابتِ الشمسُ».

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٣١) وفي المغازي (٤١١١) وفي التفسير (٤٥٣٣) وفي الدعوات (٦٣٩٦)، ومسلم في المساجد (٦٢٧) كلاهما من طرق عن هشام، عن محمد، عن عَبِيدة، عن علي بن أبي طالب فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يتعلق بحادثة عظيمة من أحداث غزوة الأحزاب، وسأشرحه لكم على النحو التالي:

1. شرح المفردات:

● يوم الأحزاب: أي يوم غزوة الخندق، حيث تحزب المشركون واليهود على المسلمين لمحاربتهم.
● مَلأَ الله بُيوتَهم وقُبورَهم نارًا: دعاء عليهم بأن يملأ الله بيوتهم في الدنيا وقبورهم في الآخرة نارًا وعذابًا.
● الصلاة الوُسْطى: هي صلاة العصر، كما هو الراجح عند جمهور العلماء.
● حينَ غابتِ الشمسُ: أي وقت غروب الشمس، وهو وقت صلاة العصر.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم غزوة الأحزاب، حين شُغل المسلمون عن أداء صلاة العصر في وقتها بسبب شدة القتال والمشاغل الحربية، دعا على الأعداء المشركين بأن يملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا؛ لأنهم شغلوا المسلمين عن الصلاة الوسطى (صلاة العصر) حتى خرج وقتها بغروب الشمس.

3. الدروس المستفادة منه:

● عظم شأن صلاة العصر: حيث أن غاية ما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم على الأعداء كان بسبب تشغيلهم للمسلمين عنها.
● وجوب المحافظة على الصلوات في أوقاتها: حتى في أحوال الحرب والقتال والشدة.
● مشروعية الدعاء على الكفار المحاربين: الذين يعادون الله ورسوله ويصدون عن سبيل الله.
● بيان أهمية الصلاة: وأنها من أعظم الأمور حتى في خضم المعارك والحروب.
● تحذير من تضييع الصلاة: فإن النبي صلى الله عليه وسلم غضب لذلك الموقف غضبًا شديدًا.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى التي ذكرها الله تعالى في قوله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238].
- كان هذا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم في سياق الحرب والجهاد، وهو من باب الدعاء على الأعداء المحاربين، فلا يُتخذ ذريعة للدعاء على المسلمين أو المعاهدين.
- في هذا الحديث بيان لعظم منزلة الصلاة في الإسلام، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل التشاغل عنها من أعظم الجرائم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٣١) وفي المغازي (٤١١١) وفي التفسير (٤٥٣٣) وفي الدعوات (٦٣٩٦)، ومسلم في المساجد (٦٢٧) كلاهما من طرق عن هشام، عن محمد، عن عَبِيدة، عن علي بن أبي طالب فذكر الحديث.
هشام هو: ابن أبي عبد الله سَنْبَر الدستوائي، ويجوز أن يكون ابن حسان القُردُوسي فإنه من أثبت الناس في محمد بن سيرين.
ومحمد هو: ابن سيرين. وعبيدة: بفتح العين، هو ابن عمرو السّلماني المرادي.
ولمسلم عن شُتَيْر بن شَكَل، عن عليٍّ قال: «شَغلونا عن الصلاةِ الوُسْطى صلاة العَصْرِ ...» ثم صلَّاها بين العشاءَين بين المغرب والعِشاء.
ورواه أيضًا من طرق عن شعبة قال: سمعتُ قتادة، يحدثُ عن أبي حسان، عن عبيدة، عن عليَّ «شَغَلُونا عن صلاة الوُسْطى حتى آبَتِ الشمسُ، ملأَ الله قبورهم نارًا أو بيوتهم أو بطونهم». شك شعبة في البيوت والبطون.
وروى ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة بهذا الإسناد وقال: «بيونهم وقبورهم» ولم يشك.
وقوله: آبَتِ الشمس - أي غربتْ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 78 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شغلونا عن الصلاة الوسطى

📜 حديث: شغلونا عن الصلاة الوسطى

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: شغلونا عن الصلاة الوسطى

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: شغلونا عن الصلاة الوسطى

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: شغلونا عن الصلاة الوسطى

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية