حديث: إن صلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء إذا صلّى الإمام جالسًا صلّوا جلوسًا

عن جابر قال: اشتكى رسول الله ﷺ فصلَّينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يُسمع الناسَ تكبيرَه. فالتفت إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقَعدْنا، فصلَّينا بصلاته قعودًا، فلَمَّا سلَّم قال: «إن كدتم آنفًا لتفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعودٌ فلا تفعلوا، انتموا بأئمتِكم، إن صلَّى قائمًا فصلوا قيامًا، وإن صَلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا».

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤١٣) من طريق الليث، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.

عن جابر قال: اشتكى رسول الله ﷺ فصلَّينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يُسمع الناسَ تكبيرَه. فالتفت إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقَعدْنا، فصلَّينا بصلاته قعودًا، فلَمَّا سلَّم قال: «إن كدتم آنفًا لتفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعودٌ فلا تفعلوا، انتموا بأئمتِكم، إن صلَّى قائمًا فصلوا قيامًا، وإن صَلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شروح الحديث المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن جابر قال: اشتكى رسول الله ﷺ فصلَّينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يُسمع الناسَ تكبيرَه. فالتفت إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقَعدْنا، فصلَّينا بصلاته قعودًا، فلَمَّا سلَّم قال: «إن كدتم آنفًا لتفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعودٌ فلا تفعلوا، انتموا بأئمتِكم، إن صلَّى قائمًا فصلوا قيامًا، وإن صَلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا».
رواه مسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● اشتكى: مرض وأصابه ألم.
● يُسمع الناس تكبيره: يجهر بالتكبير حتى يسمعه المأمومون خلفه فيقتدون به.
● آنفًا: قبل قليل، أي في الحال التي كانت قبل الإشارة.
● فعل فارس والروم: يشير إلى عادة المجوس والنصارى في وقوف رعاياهم أمام ملوكهم الجالسين تعظيمًا لهم.
● انتموا بأئمتكم: اقتدوا بإمامكم وافعلوا مثل فعله (من الانتماء بمعنى الاقتداء والمشابهة).


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف لنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه موقفًا حصل في آخر حياة النبي ﷺ، عندما اشتكى وعجز عن القيام في الصلاة، فصلى جالسًا وأمّ المصلين أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الذي كان يقف وراء النبي ويجهر بالتكبير ليسمعه المأمومون.
ولما التفت النبي ﷺ ورأى الصحابة واقفين في صلاتهم خلفه، أشار إليهم بالجلوس فجلسوا وصَلّوا خلفه جلوسًا. بعد انتهاء الصلاة، بيّن لهم ﷺ أن وقوفهم وهو جالس يشبه فعل غير المسلمين الذين يقفون أمام ملوكهم الجالسين، وأمرهم بأن يقتدوا بإمامهم في هيئة الصلاة، فإن صلى قائمًا صلوا قيامًا، وإن صلى جالسًا صلوا جلوسًا.


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- وجوب متابعة الإمام في القيام والقعود: هذا الحديث أصل عظيم في باب صلاة المأموم خلف الإمام، وهو يدل على وجوب متابعة الإمام في هيئته الأساسية في الصلاة. فالحكم الشرعي أن صلاة المأموم مرتبطة بصلاة إمامه.
2- تحريم التشبه بأهل الكفر: نهى النبي ﷺ عن التشبه بفعل فارس والروم في وقوف الرعية على قادةهم وهم جلوس، لأنه من أفعال الجاهلية والتعظيم غير المشروع. وهذا أصل في اجتناب تقليد الكفار في عاداتهم وخصائصهم.
3- شرعية الإمامة بالضعيف والمرضى: يجوز أن يكون الإمام جالسًا في الصلاة لعذر، ويصلي خلفه القوم قيامًا، ولكن الأفضل والأكمل أن يتابعوه في الجلوس إذا أمكن، كما في فعل الصحابة بعد إشارة النبي.
4- مكانة أبي بكر الصديق رضي الله عنه: في الحديث دلالة على فضل أبي بكر ومكانته، حيث كان هو الذي يسمع الناس التكبير نيابة عن النبي ﷺ في حال ضعفه.
5- التيسير على المرضى والضعفاء: الشرع الحنيف يراعي أحوال الناس، فإذا عجز الإمام عن القيام جاز له الجلوس، ويجب على المأمومين متابعته.
6- الأدب مع الإمام وعدم تقديم فعل عليه: حتى لو ظن المأموم أن الأفضل القيام، فإن متابعة الإمام أولى، لأن في مخالفته إشكالًا وتشبهًا بأهل الجاهلية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها على وجوب متابعة الإمام، وهو مذهب الجمهور من أهل العلم.
- بعض العلماء يرى أن المتابعة واجبة في الأفعال الظاهرة كالقيام والقعود، أما إذا صلى الإمام جالسًا لعذر والمأموم قادر على القيام، فالأفضل أن يصلي قائمًا لكن مع متابعة الإمام في الركوع والسجود.
- الحديث يدل على أن الإمام يحمل عن المأموم التكبير والتسميع إذا لم يسمعوا صوت الإمام، كما فعل أبو بكر رضي الله عنه.


الخلاصة:


حديث جابر رضي الله عنه يوضح لنا أهمية متابعة الإمام في الصلاة واجتناب التشبه بالكفار، ويبرز سماحة الإسلام ومرونته في العبادات بما يتناسب مع أحوال المصلين. وهو درس في الأدب مع الإمام والاقتداء بالنبي ﷺ في كل كبيرة وصغيرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصلاة (٤١٣) من طريق الليث، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وفي سنن أبي داود (٦٠٢) عن أبي سفيان، عن جابر قال: ركب رسول الله ﷺ فرسًا بالمدينة فصرعه في جِذْمِ نخلةٍ، فانفكَّتْ قدمه، فأتيناه نعوده، فوجدناه في مشربة لعائشة يُسَبِّح جالسًا، فقمنا خلفه. فذكر الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 525 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن صلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا

  • 📜 حديث: إن صلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن صلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن صلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن صلَّى قاعدًا فصلوا قعودًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب