من طاعة الله طاعة الرسول ومن طاعته طاعة الأئمة

حديث: من طاعة الله طاعة الرسول ومن طاعته طاعة الأئمة

عن ابن عمر أنه كان يومًا من الأيام عند رسول الله ﷺ وفي نفر من أصحابه فمما قال لهم: «فإن من طاعة الله أن تُطِيعوني، وإن من طاعتي أن تُطِيعوا أئمتكم، فإن صلوا قعودًا فصلّوا قعودًا أجمعين».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٥٦٧٩)، وأبو يعلى (٥٤٥٠)، والطبراني في الكبير (١٣٢٧٨) كلهم من طريق عقبة بن أبي الصهباء، حدّثنا سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر حدَّثه فذكر الحديث، وإسناده صحيح.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● نفر: جماعة من الناس.
● أئمتكم: جمع إمام، والمراد بهم هنا: الأئمة الذين يؤمون الناس في الصلاة، ويطلق أيضًا على ولاة الأمر.
● أجمعين: جميعًا، أي كل المأمومين.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث سلسلة الطاعة في الدين، فيقرر أن طاعته من طاعة الله تعالى، وأن طاعة الأئمة (وهم هنا أئمة الصلاة) من طاعته. ثم يضرب مثالًا تطبيقيًا على ذلك في الصلاة، حيث يأمر المأمومين بمتابعة إمامهم في كيفية الصلاة (قيامًا أو قعودًا)؛ تأكيدًا على وجوب متابعة الإمام وترك المخالفة.

3. الدروس المستفادة والفقه فيه:

● وجوب طاعة الله ورسوله: فطاعة الرسول ﷺ جزء من طاعة الله تعالى، كما قال الله: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80].
● وجوب متابعة إمام الصلاة: يجب على المأموم أن يتابع إمامه في أفعال الصلاة، فلا يخالفه في القيام أو القعود أو غيرهما من الأركان؛ لأن في متابعته طاعة للرسول ﷺ.
● الحكمة من متابعة الإمام: تحقيق الوحدة والائتلاف في الصلاة، واجتناب الفوضى والاختلاف، وإظهار الجماعة بمظهر واحد متحد.
● حكم صلاة المأموم خلف الإمام القاعد: إذا صلى الإمام قاعدًا لعذر (كمرض)، فإن المأمومين يصلون قعودًا جميعًا خلف him، حتى لو كانوا قادرين على القيام. وهذا من تمام متابعتهم له.
● القياس على ذلك: يدل الحديث على وجوب متابعة الإمام في سائر أفعال الصلاة، كالركوع والسجود والقراءة، وليس في القعود فقط.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل في باب "صفة صلاة الإمام والمأموم"، وهو متفق على معناه، وإن كان بعض أهل العلم يختلف في تصحيح بعض ألفاظه.
- يستدل به العلماء على أن المأموم لا يجوز له أن يقف إذا صلى الإمام قاعدًا، بل يجب عليه القعود تبعًا لإمامه.
- الحديث يدل أيضًا على أن طاعة ولاة الأمر في المعروف من طاعة الله ورسوله، كما هو مقرر في عقيدة أهل السنة والجماعة، لكن السياق هنا في أئمة الصلاة.

الخلاصة:

الحديث الشريف يربط بين طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ، ثم طاعة الأئمة (في الصلاة)، ويؤكد على وجوب متابعة الإمام في الصلاة وعدم مخالفته، تأسيسًا لمبدأ الوحدة والائتلاف، وامتثالًا لأمر النبي ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٥٦٧٩)، وأبو يعلى (٥٤٥٠)، والطبراني في الكبير (١٣٢٧٨) كلهم من طريق عقبة بن أبي الصهباء، حدّثنا سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر حدَّثه فذكر الحديث، وإسناده صحيح.
وعقبة بن أبي الصهباء من رجال التعجيل»، وثَّقه ابن معين وغيره، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج الحديث في صحيحه (٢١٠٩) ونقل توثيق عقبة بن أبي الصهباء من ابن معين.
قال الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٢٣٤٢): «رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 526 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من طاعة الله طاعة الرسول ومن طاعته طاعة الأئمة

📜 حديث: من طاعة الله طاعة الرسول ومن طاعته طاعة الأئمة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من طاعة الله طاعة الرسول ومن طاعته طاعة الأئمة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من طاعة الله طاعة الرسول ومن طاعته طاعة الأئمة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من طاعة الله طاعة الرسول ومن طاعته طاعة الأئمة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية