حديث: الإمام جُعل ليؤتم به فإذا كبَّر فكبِّروا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء إذا صلّى الإمام جالسًا صلّوا جلوسًا

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إنما جُعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صَلَّى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعون».

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٧٣٤)، ومسلم في الصلاة (٤١٤) كلاهما عن طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكر مثله.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إنما جُعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صَلَّى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الأساسية التي تبين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة جماعة، وواجبات المأموم تجاه إمامه.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، أقسِّمه بحسب ما طلبت:

أولاً. شرح المفردات:


● جُعل الإمام: أي وُضِعَ الإمام واخْتُصَّ بهذا المنصب.
● لِيُؤْتَمَّ به: أي لِيُتَّبَع ويُقتدى به في أفعال الصلاة.
● فإذا كبَّر فكبِّروا: التكبير هنا هو قول "الله أكبر" عند افتتاح الصلاة وعند الانتقال بين أركانها.
● سمع الله لمن حمده: هذه الجملة يقولها الإمام عند الرفع من الركوع.
● ربنا ولك الحمد: هذا هو الرد الواجب على المأمومين بعد قول الإمام "سمع الله لمن حمده".
● صَلَّى جالسًا: أي صلى في حالة الجلوس لعذرٍ كمرضٍ مثلاً.
● أجمعون: كلمة تؤكِّد على أن كل المأمومين يجب أن يفعلوا ذلك.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيِّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الحكمة من وجود الإمام في الصلاة، وهي أن يكون قدوة يُقتدى به، ويُتابع في حركاته وأقواله. ثم يذكر صلى الله عليه وسلم تفصيلاً لهذه المتابعة، فيأمر المأمومين بأن يتابعوا الإمام في التكبير والركوع والسجود، وفي الرد على قوله بعد الركوع. وينهى الحديث بأمر المأمومين بمتابعة الإمام إذا صلى جالساً لعذر، فيصلون جلوساً جميعاً تبعاً له.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب متابعة الإمام في الصلاة: هذا هو الأصل العام، فلا يتقدّم المأموم على إمامه ولا يتأخر عنه بشكل ملحوظ، بل يكون تابِعاً لا متبوعاً.
2- الحكمة من الإمامة: وهي تحقيق الاتباع والائتلاف في الصلاة، وعدم التفرق في الحركات، مما يعكس صورة الجماعة الواحدة المتآلفة.
3- التساوي في الهيئة عند العذر: إذا صلى الإمام جالساً لعذر (كمرض)، فإن المأمومين يصلون جلوساً معه، حتى لو كانوا قادرين على القيام، تحقيقاً للمتابعة الكاملة ودرءاً للاختلاف في الهيئة. وهذا رأي جمهور العلماء.
4- الرد على الإمام: يستحب للمأموم أن يقول بعد رفع الإمام من الركوع: "ربنا ولك الحمد"، وهذا من الذكر المشروع في الصلاة.
5- التنظيم والطاعة في العبادة: الصلاة جماعة تعلّم المسلمين النظام والطاعة لله ولرسوله ولولي الأمر في المعروف.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب "باب إمامة العاجز والمرضى" كما ذكره البخاري، وفيه تيسير من الله تعالى على عباده.
- إذا كان عذر الإمام بالقعود معلوماً للمأمومين، فيجب عليهم متابعته بالجلوس. أما إذا لم يعلموا بعذره حتى شرعوا في الصلاة قياماً، فإنهم يتمون صلاتهم قياماً، ولا يلزمهم الجلود لمجرد جلوس الإمام إذا كانوا لم يعلموا بعذره beforehand.
- يستثنى من متابعة الإمام في الجلوس من كان له عذر خاص به يمنعه من الجلوس، أو من دخل في الصلاة بعد أن رفع الإمام من الركوع الأول مثلاً، فالأمر فيه سعة.
- المتابعة تكون في الأفعال الظاهرة، أما الأقوال والذكر الذي لا يسمعه الإمام فيؤديه كلٌ على حدة.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصلاة والأعمال، وأن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٧٣٤)، ومسلم في الصلاة (٤١٤) كلاهما عن طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكر مثله.
ورواه أيضًا الشيخان - البخاري (٧٢٢)، ومسلم من طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة وفيه: «إنما جعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه ...» وزاد في آخر الحديث: «وأقيموا الصفَّ في الصلاة، فإن إقامة الصف من حُسْنِ الصلاة» ولم يسق مسلم لفظ الحديث، وإنما أحال على اللفظ السابق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 524 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الإمام جُعل ليؤتم به فإذا كبَّر فكبِّروا

  • 📜 حديث: الإمام جُعل ليؤتم به فإذا كبَّر فكبِّروا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الإمام جُعل ليؤتم به فإذا كبَّر فكبِّروا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الإمام جُعل ليؤتم به فإذا كبَّر فكبِّروا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الإمام جُعل ليؤتم به فإذا كبَّر فكبِّروا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب