حديث: إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا كان الثوب ضيقًا يتزر به، ولا يشتمل اشتمال اليهود

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ، أو قال: قال عمر: «إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما، فإن لم يكن إِلَّا ثوب واحد فليتزر به، ولا يشتمل اشتمال اليهود».

صحيح: رواه أبو داود (٦٣٥) عن سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن
نافع، عن ابن عمر به فذكر مثله.

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ، أو قال: قال عمر: «إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما، فإن لم يكن إِلَّا ثوب واحد فليتزر به، ولا يشتمل اشتمال اليهود».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
الحديث:
عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ، أو قال: قال عمر: «إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما، فإن لم يكن إِلَّا ثوب واحد فليتزر به، ولا يشتمل اشتمال اليهود».


الشرح:



# 1. شرح المفردات:


● ثوبان: أي إزار ورداء، أو أي لباسين يغطيان العورة بشكل كامل.
● فليصل فيهما: أي فليؤدِّ الصلاة مرتدياً هذين الثوبين.
● فليتزر به: أي يلف الثوب الواحد على نصفه الأسفل من الجسد (كالإزار) ليستر العورة.
● لا يشتمل اشتمال اليهود: النهي عن طريقة لباس كانت معروفة عند اليهود، وسيأتي بيانها.

# 2. شرح الحديث:


يوجه النبي ﷺ في هذا الحديث إلى آداب اللباس في الصلاة، ويضع ضوابط لستر العورة، وهي شرط من شروط صحة الصلاة.
● "إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما": هذا أمر ندب واستحباب، فإذا توفر للمصلي لباسان (كإزار ورداء، أو قميص وسروال) يستران بدنه بالكامل، فهذا هو الأكمل والأفضل في الصلاة، لأنه أبلغ في الستر وأحسن هيئةً في الوقوف بين يدي الله تعالى.
● "فإن لم يكن إلا ثوب واحد فليتزر به": هنا بيان للحالة التي لا يجد فيها المصلي سوى ثوب واحد لا يكفي لستر جميع بدنه. في هذه الحالة، يأمره النبي ﷺ أن يتَّزر به، أي يلفه على أسفل جسده ليستر عورته على أقل تقدير، لأن ستر العورة فرض لا تصح الصلاة بدونه. وهذا من يسر الإسلام ورفعه للحرج، حيث لم يوجب على من لا يجد إلا ثوباً واحداً أن يترك الصلاة أو يبحث عن ما لا يقدر عليه.
● "ولا يشتمل اشتمال اليهود": هذا نهي عن هيئة معينة في اللباس. و(الاشتمال) في اللغة: الالتفاف بالثوب. وقد فسره العلماء بعدة صور محرمة، أشهرها:
● الاشتمال الصماء: وهو أن يلف الثوب على جسده كله، ويجمع طرفيه على كتفيه، فلا يبقى له يدان يخرجها، فيصبح كالمحنط في كفنه، وقد يسبق ذلك إلى ذهن المصلي صورة الكبر أو الاختيال.
● أن يرفع ثوبه في الصلاة فيجمع بين طرفيه على كتفيه، فيصلي وعورته مكشوفة لأن الثوب لا يغطي أسفله.
- وكانت هذه الهيئة معروفة عند اليهود، فنهاهم النبي ﷺ عن التشبه بهم، والقاعدة الشرعية تحرم التشبه بالكفار في خصائص عباداتهم وعاداتهم.
فالنهي هنا يجمع بين معنيين:
● سد الذريعة: فمثل هذه الهيئة قد تؤدي إلى كشف العورة أثناء السجود أو الحركة.
● عدم التشبه بأعداء الله من اليهود وغيرهم.

# 3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب ستر العورة في الصلاة: وهي من شروط صحة الصلاة، والعورة في الرجل من السرة إلى الركبة.
2- يسر الإسلام وسماحته: حيث راعى الشرع حال الإنسان وقدرته، فلم يكلفه beyond وسعه، فأباح له الصلاة في ثوب واحد إذا لم يجد غيره، بشرط أن يستر به عورته.
3- النهي عن التشبه بالكفار: وذلك في habitsهم وملبسهم وكل ما هو من خصائصهم، خاصة إذا كان في ذلك مذمة أو مخالفة للهدي النبوي.
4- التأدب مع الله تعالى: فالصلاة هي مناجاة للخالق، فيستحب للمصلي أن يلبس أحسن ثيابه وأكملها ليظهر بمظهر اللائق بين يدي جلال الله سبحانه.
5- التوسط والاعتدال: النهي عن الاشتمال يحمل معنى النهي عن التكلف والتصنع في الملبس، والأمر بالهيئة الطبيعية المستقيمة.

# 4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وابن ماجه، وصححه الألباني.
- الحديث يحتمل أن يكون من كلام النبي ﷺ، أو من كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي بلغه عن النبي ﷺ، وفي كلا الحالتين فهو حجة، لأن قول الصحابي إذا لم يعرف له مخالف يكون في حكم المرفوع إلى النبي ﷺ، خاصة في الأمور التوقيفية التي لا مجال للاجتهاد فيها.
- يستفاد من الحديث أيضاً مشروعية الاقتصاد في اللباس وعدم التكلف، فالأمر بالثوبين للاستحباب، والثوب الواحد للجواز والضرورة.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٦٣٥) عن سليمان بن حرب، حَدَّثَنَا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن
نافع، عن ابن عمر به فذكر مثله.
وإسناده صحيح، وقد صحَّحه ابن خزيمة (٧٦٩) فرواه من طريق عبد الوهّاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب به ولفظه: «إذا صلى أحدكم في ثوب واحد فليشده على حِقوه، ولا تشتملوا كاشتمال اليهود».
ورواه أيضًا (٧٦٦) من طريق أبي بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراويّ، حَدَّثَنَا سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب، عن نافع، قال: رآني ابن عمر وأنا أصلي في ثوب واحد، فقال: ألم أكن أكسك ثوبين؟ قال: قلت: بلى، قال: أرأيت لو أرسلتك في حاجة أكنت منطلقًا في ثوب واحد؟ قلت: لا قال: فالله أحق أن تزين له، ثمّ قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إذا لم يكن لأحدكم إِلَّا ثوب واحد فليشُدَّ به حِقْوَه، ولا يشتمِل به اشتمال اليهود». انتهى.
ولم يتردد نافع في هذه الروايات كما تردد في رواية أبي داود بين رفيه إلى النَّبِيّ ﷺ وبين وقفه على عمر بن الخطّاب، والأخذ باليقين أولى من الأخذ بالشك، وقد أكد بأنه مرفوع في رواية أخرى أخرجها الإمام أحمد (٩٦) عن يعقوب، حَدَّثَنَا أبيّ، عن ابن إسحاق، كما حَدَّثَنِي عنه نافع مولاه قال: كان عبد الله بن عمر يقول: إذا لم يكن للرجل إِلَّا ثوب واحد فليأتزر به، ثمّ ليصلِّ فإني سمعت عمر بن الخطّاب يقول ذلك. ويقول: لا تلتحفوا بالثوب إذا كان وحده كما تفعل اليهود.
قال نافع: «ولو قلت لك: إنه أسند ذلك إلى رسول الله ﷺ لرجوت أن لا أكون كذبتُ».
ورواه البيهقيّ (٢/ ٢٣٦) من طريق حمّاد بن زيد، عن أيوب عن نافع، قال: احتسبت له في علف الركاب. وذكر الحديث فقال: قال رسول الله ﷺ، أو قال عمر، وأكثر ظني أنه قال: قال رسول الله ﷺ فذكر الحديث.
قال البيهقيّ: ورواه اللّيث بن سعد، عن نافع هكذا بالشك.
قال الأعظمي: وقوله: أكثر ظني ... هذا يكفي لثبوت الرفع إلى النَّبِيّ ﷺ؛ لأنه لولا غلب عليه جانب الرفع لما قال مثل هذا.
وقوله: «اشتمال اليهود» وهو أن يجلل بدنَه الثوبَ ويَسْدِله من غير أن يُشيل طرفَه. كذا قاله الخطابي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 789 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما

  • 📜 حديث: إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب