حديث: من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن الإسبال في الصّلاة
صحيح: رواه أبو داود (٦٣٧) عن زيد بن أخزم، حَدَّثَنَا أبو داود، عن أبي عوانة، عن عاصم،
عن أبي عثمان، عن ابن مسعود فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ فِي صَلَاتِهِ خُيَلَاءَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي حِلٍّ وَلَا حَرَامٍ».
1. شرح المفردات:
● أَسْبَلَ إِزَارَهُ: الإسبال هو إطالة الثوب وجرّه على الأرض بحيث يغطي الكعبين أو يزيد. والإزار هو ما يُغطي النصف الأسفل من الجسم، ويقابله في زماننا (الإزار، الثوب، السروال، الجلباب).
● خُيَلَاءَ: الخيلاء هي التكبر والتعاظم وإظهار الزينة والفخر على الآخرين.
● فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي حِلٍّ وَلَا حَرَامٍ: هذه عبارة شديدة تدل على الهجران والبعد عن رحمة الله. فكأنه ليس من الذين حلّوا حلال الله واجتنبوا حرامه، أو أنه ليس له نصيب من رحمة الله وعفوه في الدنيا والآخرة، فهو مطرود من رحمة الله.
2. شرح الحديث:
يُحذّر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من أمرين خطيرين يجتمعان في فعل واحد:
الأول: الإسبال في الصلاة. والإسبال من الأمور المنهي عنها في الإسلام عمومًا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ» (رواه البخاري). فإطالة الثوب تحت الكعبين محرمة لكونها من الكبر وإضاعة المال ومخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني: فعل ذلك خيلاء وتكبرًا. فهنا ينضم إلى معصية الإسبال معصية أخرى أعظم وهي الخيلاء والكبر، الذي هو من صفات الله تعالى وحده لا شريك له، ومن تكبر بطَرده الله، كما في الحديث: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» (رواه مسلم).
وخصَّ النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة بالذكر في هذا الحديث -مع أن الإسبال محرم في كل حال- لشدة خطورة هذا الفعل فيها، وذلك لأن:
- الصلاة هي أعظم العبادات وأقرب ما يكون العبد فيها إلى ربه.
- ارتكاب معصية الخيلاء والكبر في حال الوقوف بين يدي الله تعالى يدل على استهانة عظيمة وجرأة كبيرة.
- الصلاة مكان للتواضع والخشوع، فإدخال الكبر عليها يناقض غايتها ويحبط أجرها.
فاجتماع هذين الأمرين (الإسبال + الخيلاء) في عبادة عظيمة كالصلاة هو الذي استحق هذا الوعيد الشديد.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- تحريم الإسبال مطلقًا: الحديث يؤكد على تحريم إطالة الثوب تحت الكعبين، وهو أمر مجمع على تحريمه بين العلماء إذا كان خيلاء، ومكروه كراهة شديدة أو محرم عند الكثيرين إذا كان لغير خيلاء.
2- خطر الكبر والخيلاء: يحذر الحديث من خصلة الكبر التي تهلك صاحبها وتقطعه عن رحمة الله، وهي من كبائر الذنوب.
3- عظمة مكانة الصلاة: يجب على المسلم أن يحافظ على holiness وقداسة الصلاة، فلا يدخل فيها ما ينقصها من أمور الدنيا والرياء والكبر.
4- شدة الوعيد: قوله صلى الله عليه وسلم: «فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي حِلٍّ وَلَا حَرَامٍ» وعيد شديد يدل على عظم هذه الجريمة، وأن فاعلها يعرض نفسه لغضب الله وطرده من رحمته.
5- التواضع في المظهر: يدعو الإسلام إلى التواضع في الهيئة والملبس، والبعد عن المظاهر التي تدل على الترفع والتكبر على الخلق.
4. معلومات إضافية:
● حكم الإسبال لغير خيلاء: ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى أن الإسبال محرم مطلقًا إذا تجاوز الكعبين، سواء كان خيلاء أو غير خيلاء، لعموم النهي عنه. وذهب المالكية إلى كراهة التنزيه إذا كان لغير خيلاء.
● الفرق بين الإسبال والتشبه بالنساء: يُمنع الرجل من الإسبال أيضًا لئلا يشبه النساء في لباسهن.
● الحديث يدل على أن النية والعمل الباطن (كالكبر) قد يغيّران حكم العمل الظاهري (كالصلاة)، فالصلاة نفسها مشروعة، لكن دخول الكبر عليها جعلها سببًا للوعيد.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من الكبر والخيلاء، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يتقبل منا صلاتنا وأعمالنا.
تخريج الحديث
عن أبي عثمان، عن ابن مسعود فذكره. وإسناده صحيح.
وأبو داود هو: الطيالسيّ، رواه في مسنده (٣٤٩) عن أبي عوانة وثابت أبي زيد. وقال: رفعه أبو عوانة، ولم يرفعه ثابت. وفيه قصة وهي: أنه رأى أعرابيًّا عليه شَمْلَةٌ قد ذيَّلَها وهو يُصَلِّي فقال له: إن الذي يجرُّ ثوبه من الخَيَلاءِ في الصّلاة ليس من الله في حِلّ ولا حرام».
وأعلّه أيضًا أبو داود صاحب السنن قائلًا: «روي هذا جماعة عن عاصم موقوفًا على ابن مسعود منهم: حمّاد بن سلمة وحمّاد بن زيد وأبو الأحوص وأبو معاوية».
قال الأعظمي: أبو عوانة هو: الوضَّاح بن عبد الله اليشكري مشهور بكنيته. انفرد برفع الحديث وهو «ثقة ثبت» كما في التقريب، اعتمده أبو داود صاحب السنن والبزّار (١٨٨٤)، والنسائي في الكبرى وغيرهم، فكلهم رووه من طريقه، فيجب قبول هذه الزيادة كما هو معروف في علل الحديث، لا سيما أن مثل هذا لا يقال بالرأيّ، ويشهد له أحاديث النهي عن إسبال الإزار مطلقًا - وستأتي هذه الأحاديث في كتاب اللباس - فكيف لمن يُسْبل إزاره وهو في الصّلاة واقف أمام الله سبحانه وتعالى، والحال هذه تقتضي الخشوعَ والخضوعَ.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 792 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 767 أَقبلْتُ راكبًا على أتانٍ وأنا يومئذ ناهزتُ الاحتلامَ
- 768 إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد...
- 769 لا تدع أحدًا يمر بين يديك وأنت تصلي فإن معه...
- 770 ساعى النبي ﷺ الشاة حتى ألزق بطنها القبلة
- 771 اتخذ الجدار قبلة وصلى وبهيمة تمر بين يديه
- 772 لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه
- 773 ممر الشاة بين مصلى النبي والجدار
- 774 إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدْنُ منها
- 775 صلاة الظهر والعصر ركعتين بالبطحاء في الهاجرة
- 776 الصلاة في ثوب واحد
- 777 لا تصل في الثوب الواحد ليس على عاتقيك شيء
- 778 من صلى في ثوب واحد فليخالف بين طرفيه
- 779 صلاة النبي ﷺ في ثوب ملتحفًا به ورداؤه موضوع
- 780 رسول الله ﷺ يصلي ثماني ركعات ملتحفًا في ثوب واحد
- 781 يصلي في ثوب واحد واضعًا طرفيه على عاتقه
- 782 كان رجال يصلون مع النبي ﷺ عاقدي أزرهم على أعناقهم...
- 783 يصلِّي في ثوبٍ واحدٍ متوشِّحًا به
- 784 الصلاة في الثوب الواحد
- 785 صلّ في القميص الواحد وازرره ولو بشوكة
- 786 آخر صلاة صلَّاها النَّبِيّ ﷺ مع القوم
- 787 نهى رسول الله عن الصلاة في لحاف لا يتوشح به.
- 788 الصلاة في الثوب الواحد: إن كان واسعًا فالتحف به، وإن...
- 789 إذا كان لأحدكم ثوبان فليصل فيهما
- 790 نهى رسول الله ﷺ عن لبستين: اشتمال الصماء واحتباء بثوب
- 791 نهى رسول الله عن بيعتين ولبستين وصلاتين واشتمال الصماء
- 792 من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في...
- 793 لا تسدل في الصلاة ولا تُغطِّ فاك
- 794 خرج النبي في حلة حمراء مشمرًا صلى بالناس ركعتين
- 795 لا ينبغي هذا للمتقين
- 796 ذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم
- 797 كان النبي ﷺ يصلي في نعليه.
- 798 خلع النبي نعليه في الصلاة مرة واحدة.
- 799 إذا رأى في نعليه قذرًا فليمسحه وليصل فيهما
- 800 خالفوا اليهود لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم
- 801 صلى رسول الله حافيًا ومنتعلاً
- 802 ليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه
- 803 كان رسول الله يصلِّي قائمًا وقاعدًا وحافيًا ومنتعلًا
- 804 يُصَلِّي في نعليه
- 805 يشرب قائمًا وقاعدًا ويصلي منتعلاً وحافيًا
- 806 وضع النبي نعليه عن يساره يوم الفتح.
- 807 الحائض مفترشة بحذاء المسجد والنبي يصلي
- 808 صلى رسول الله ﷺ باليتيم والعجوز
- 809 ما رأيته صلى الضحى إلا يومئذ
- 810 يصلي على حصير يسجد عليه
- 811 يُصَلِّي على الخُمرة
- 812 كان النبي ﷺ يأتي أم سليم فيقيل عندها
- 813 كان النبي ﷺ يصلي على الخمرة.
- 814 صلاة النبي على الخمرة ورفع الحصير خشية الفتنة.
- 815 كان النبي ﷺ يصلي على الخمرة
- 816 كان رسول الله ﷺ يصلي على الخمرة ويسجد عليها
معلومات عن حديث: من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام
📜 حديث: من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








