حديث: لا تسدل في الصلاة ولا تُغطِّ فاك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن السدل في الصّلاة

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ نهى عن السدل في الصّلاة، وأن يُغطي الرّجل فاه.

حسن: رواه أبو داود (٦٤٣) عن محمد بن العلاء وإبراهيم بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، عن الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول، عن عطاء.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ نهى عن السدل في الصّلاة، وأن يُغطي الرّجل فاه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ نهى عن السدل في الصلاة، وأن يغطي الرجل فاه.

1. شرح المفردات:


● السدل: هو إسدال الثوب وإرخاؤه على الجسم دون أن يرفعه أو يشمره، والمقصود هنا أن يلتحف المصلي بثوبه ويجعل طرفيه على كتفيه أو يرخي ثوبه حتى يصل إلى الأرض دون أن يرفعه أو يجمعه.
● يغطي الرجل فاه: أي أن يضع المصلي شيئًا على فمه أو لحيته أو أن يلف ثوبه على وجهه بحيث يخفي فمه أو أنفه.

2. شرح الحديث:


نهى النبي ﷺ عن فعلين في الصلاة:
- الأول: السدل في الصلاة، وهو أن يرخي المصلي ثوبه حتى يسحب على الأرض أو يلتحف به دون أن يرفعه أو يشمره. وهذا النهي يدل على كراهة هذا الفعل لأنه قد يؤدي إلى التكبر أو الرياء، أو لأنه يشبه فعل المجوس أو غير المسلمين في لباسهم، أو لأنه قد يؤدي إلى عدم الخشوع أو يشغل المصلي عن الصلاة. وقد فسره بعض العلماء بأنه يشمل أيضًا أن يغطي المصلي يديه في ثوبه أثناء الصلاة بحيث لا يظهرها.
- الثاني: أن يغطي الرجل فاه، أي أن يضع المصلي يده أو ثوبه على فمه أو وجهه أثناء الصلاة. وهذا النهي لأن covering الفم قد يمنع الخشوع أو يشغل المصلي، أو لأنه قد يكون مشابهًا لبعض العادات غير المحمودة، أو لأنه قد يعيق القراءة في الصلاة أو التنفس بشكل طبيعي.

3. الدروس المستفادة منه:


- ينبغي للمصلي أن يتجنب كل ما يشغله عن الخشوع في الصلاة أو يجعله متشبهًا بغير المسلمين.
- الصلاة لها هيئة وآداب خاصة ينبغي للمسلم أن يلتزم بها كما علمنا النبي ﷺ.
- النهي عن السدل وتغطية الفم يدل على أهمية التواضع في الصلاة وعدم التكلف أو التصنع.
- هذا الحديث يذكرنا بأن الصلاة هي مناجاة بين العبد وربه، فيجب أن تكون خالية من المظاهر الدنيوية أو العادات التي لا تليق بها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وحسنه بعض العلماء.
- بعض العلماء حمل النهي على الكراهة التنزيهية وليس التحريم، خاصة إذا كان هناك عذر مثل البرد أو غير ذلك.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على أن يكون ثوبه في الصلاة معتدلاً، لا слишком قصيرًا ولا слишком طويلاً يسحب على الأرض، وأن لا يغطي فمه أو وجهه إلا لحاجة.
- من الحكم من النهي عن covering الفم: أن فيه تشبهًا باليهود أو المجوس، أو أنه قد يؤدي إلى عدم وضوح القراءة في الصلاة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقبلين على صلاتهم الخاشعين فيها، وأن يتقبل منا صالح الأعمال. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٦٤٣) عن محمد بن العلاء وإبراهيم بن موسى، عن عبد الله بن المبارك، عن الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول، عن عطاء. قال إبراهيم: عن أبي هريرةَ فذكر الحديث.
وإسناده حسن للكلام في الحسن بن ذكوان غير أنه حسن الحديث قال ابن عدي: يروي أحاديث لا يرويها غيره وأرجو أنه لا بأس به». وذكره ابن حبان في الثّقات.
وصحَّح هذا الحديث شيخه ابن خزيمة (٧٧٢) فأخرجه من طريق عبد الله بن المبارك به مثله.
قال أبو داود: «رواه عِسْل عن عطاء، عن أبي هريرة أن النَّبِيّ ﷺ نهى عن السدل في الصّلاة». قلت: هذه متابعة لما سبق، ووصله الترمذيّ (٣٧٧٨) فقال: حَدَّثَنَا هنَّاد، حَدَّثَنَا قبيصة، عن حمّاد بن سلمة، عن عِسْل بن سفيان، عن عطاء (هو ابن أبي رباح) به مثله.
قال الترمذيّ: «حديث أبي هريرة لا نعرفه من حديث عطاء، عن أبي هريرة مرفوعًا إِلَّا من حديث عِسْل بن سفيان».
قال الأعظمي: والأمر ليس كما قال، بل يرده ما سبق، غير أن عِسْل بن سفيان ضعيف ولكن متابعة الحسن بن ذكوان له ترفع الحديث إلى درجة الحسن.
وأمّا الحاكم (١/ ٢٥٣) فرواه من طريق الحسين بن ذكوان، عن الأحول، وصحّحه على شرطهما.
والحسين بن ذكوان هو: المعلم وهو ثقة معروف من رجال الجماعة وهو غير الحسن بن ذكوان أبو سلمة مختلف فيه، فلعله التبس على الحاكم فصحّحه على شرط الشّيخين، وأصاب البيهقيّ (٢/ ٢٤٢) فرواه عن عبد الله بن المبارك، عن الحسن بن ذكوان به مثله.
ورواه ابن ماجة (٩٦٦) على الصواب ولكن الشطر الثاني فقط.
والسَّدْل هو: إرسال الثوب حتَّى يُصيب الأرض، وهو بمعنى الإسبال، هكذا فَسَّره الخطّابي.
وفي «النهاية»: السَّدل أنه يلتحف بثوبه، ويدخل يديه من داخل، فيركع ويسجد وهو كذلك، وكانت اليهود تفعله.
وأمّا قوله: «وأن يُغَطّي الرّجل فاه» قال الخطّابي: كان من عادة العرب التلثُّم بالعمائم على الأفواه، فنُهوا عن ذلك إِلَّا أن يعرض للمصلي التثاؤبُ فيُعَطِّي فمه عند ذلك للحديث الذي جاء فيه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 793 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تسدل في الصلاة ولا تُغطِّ فاك

  • 📜 حديث: لا تسدل في الصلاة ولا تُغطِّ فاك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تسدل في الصلاة ولا تُغطِّ فاك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تسدل في الصلاة ولا تُغطِّ فاك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تسدل في الصلاة ولا تُغطِّ فاك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب