حديث: إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الجمع بين الصلاتين في السَّفر

عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ إذا ارتحل قبل أن تزيغَ الشمسُ أخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثم يجمع بينهما. وإذا زاغ صلى الظهر ثم ركب.

متفق عليه: رواه البخاري في تقصير الصلاة (١١١٢)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٠٤) كلاهما عن قتيبة بن سعيد عن المفضَّل بن فَضالة، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ إذا ارتحل قبل أن تزيغَ الشمسُ أخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثم يجمع بينهما. وإذا زاغ صلى الظهر ثم ركب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ إذا ارتحل قبل أن تزيغَ الشمسُ أخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثم يجمع بينهما. وإذا زاغ صلى الظهر ثم ركب.

شرح المفردات:


● ارتحل: يعني سافر وترك المكان.
● تزيغ الشمس: أي تميل عن وسط السماء (وقت الزوال)، وهو بداية وقت صلاة الظهر.
● أخَّر الظهر: أي لم يصلها في أول وقتها.
● يجمع بينهما: أي يصلي صلاة الظهر والعصر معًا في وقت إحداهما (جمع تقديم أو جمع تأخير).
● زاغت الشمس: أي مالت عن كبد السماء، ودخل وقت الظهر.
● ركب: يعني استمر في السفر.

المعنى الإجمالي للحديث:


يصف أنس بن مالك رضي الله عنه هدي النبي ﷺ في السفر، حيث كان إذا بدأ سفره قبل دخول وقت الظهر (أي قبل ميلان الشمس)، فإنه يؤخر صلاة الظهر حتى يدخل وقت العصر، فيجمع بين صلاتي الظهر والعصر جمع تأخير. أما إذا كان سفره بعد دخول وقت الظهر (أي بعد زوال الشمس)، فإنه يصلي الظهر أولاً ثم يركب ويستمر في السفر.

الدروس المستفادة منه:


1- مشروعية الجمع بين الصلاتين في السفر: وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على المسلمين، حيث رخص لهم الجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في حال السفر.
2- مراعاة الظروف في العبادة: الإسلام دين يسر، ويراعي أحوال الناس وظروفهم، خاصة في السفر الذي فيه مشقة.
3- التفصيل في وقت الجمع: الحديث يبين أن الجمع يكون بحسب توقيت السفر؛ فإن كان السفر قبل الزوال جمع جمع تأخير، وإن كان بعده صلى في الوقت ثم واصل السفر.
4- الاقتداء بالنبي ﷺ: في هديه وأفعاله، خاصة في العبادات التي تتعلق بالرخص الشرعية.

معلومات إضافية مفيدة:


- الجمع في السفر جائز باتفاق العلماء، سواء كان جمع تقديم (أي تقديم الصلاة الثانية إلى وقت الأولى) أو جمع تأخير (تأخير الصلاة الأولى إلى وقت الثانية)، كما في هذا الحديث.
- هذا الجمع خاص بالسفر الطويل الذي تقصر فيه الصلاة (حوالي 81 كم فما فوق عند معظم العلماء).
- الحكمة من الجمع التيسير على المسافر وتخفيف المشقة عليه.
- ينبغي للمسلم أن يحافظ على الصلوات في أوقاتها، ولكن إذا دعت الحاجة للجمع في السفر فإنه سنة عن النبي ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في تقصير الصلاة (١١١٢)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٠٤) كلاهما عن قتيبة بن سعيد عن المفضَّل بن فَضالة، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن أنس فذكره.
وفي رواية عند مسلم من وجه آخر عن عقيل بن خالد: إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر، أخَّر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر، ثم يجمع بينهما.
وعنده من وجه آخر عن عُقيل: إذا عجل عليه السفر يؤخر الظهر إلى أوَّل وقت العصر، فيجمع بينهما، ويؤخِّر المغرب حتَّى يجمع بينها وبين العشاء حين يغيبُ الشفَقُ.
ورواه إسحاق بن راهويه بإسناده عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ إذا كان في سفر فزالت الشمس، صلَّى الظهر والعصر جميعًا ثم ارتحل. رواه البيهقي (٣/ ١٦٢) من طريق إسحاق بن راهويه قال النووي في «المجموع» (٤/ ٣٧٢): «إسناده صحيح».
وأقره الحافظ في «التلخيص» (٢/ ٤٩) وأطال الكلام في التخريج.
وفيه جواز جمع التقديم.
وأما ما رواه البزار «كشف الأستار» (٦٨٨) من طريق محمد بن إسحاق، عن حفص قال: كان أن إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر أخر الظهر إلى آخر وقتها وصلاها، وصلَّى العصر في أوَّل وقتها، ويصلي المغرب في آخر وقتها، ويصلي العشاء في أوَّل وقتها، ويقول: هكذا كان رسول الله ﷺ يجمع بين الصلاتين في السفر.
قال البزار: «لا نعلم أحدًا تابع حفص بن عبيد الله على هذه الرواية، ورواه الزّهريّ بخلاف ما رواه حفص» انتهى.
وقال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ١٦٠): «رواه البزار وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنَّه مدلس» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1096 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر

  • 📜 حديث: إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب