حديث: الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الجمع بين الصلاتين في السَّفر

عن معاذ بن جبل قال: إنّهم خرجوا مع رسول الله ﷺ عام تبوك فكان رسول الله ﷺ يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، قال: فأخَّر الصلاة يومًا. ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعًا، ثم دخل. ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعًا.

صحيح: رواه مالك في قصر الصلاة في السفر (٢) عن أبي الزبير المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن معاذ بن جبل فذكر في حديث طويل سيأتي في كتاب المعجزات وأبو الزبير مدلس، ولكنه صرَّح بالتحديث عند مسلم (٧٠٦/ ٥٣) فإنه رواه من طريق قُرَّة بن خالد، حدّثنا أبو الزبير، حدّثنا عامر بن واثلة، حدّثنا معاذ بن جبل فذكره.

عن معاذ بن جبل قال: إنّهم خرجوا مع رسول الله ﷺ عام تبوك فكان رسول الله ﷺ يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، قال: فأخَّر الصلاة يومًا. ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعًا، ثم دخل. ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، يصف فيه حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة تبوك.

أولاً. شرح المفردات:


● عام تبوك: هي الغزوة التي وقعت في السنة التاسعة للهجرة، وتسمى أيضاً "غزوة العسرة" لشدة الحر وصعوبة الظروف فيها.
● يجمع بين الصلاتين: أي يؤخر الأولى إلى وقت الثانية فيصليهما together في وقت واحد.
● أخَّر الصلاة يومًا: أي تأخر في الخروج للصلاة عن وقتها المعتاد في ذلك السفر.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر معاذ بن جبل رضي الله عنه أنهم كانوا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين صلاة الظهر والعصر في وقت واحد، وبين المغرب والعشاء في وقت واحد. وفي يوم من الأيام، تأخر النبي صلى الله عليه وسلم في الخروج للصلاة أكثر من المعتاد، فخرج فصلى الظهر والعصر معاً (جمع تأخير)، ثم دخل، ثم خرج مرة أخرى فصلى المغرب والعشاء معاً (جمع تأخير).

ثالثًا. الدروس المستفادة منه:


1- مشروعية الجمع في السفر: الحديث دليل واضح على جواز جمع الصلاتين (الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء) للمسافر، وهي رخصة من الله تعالى لتخفيف المشقة على المسلمين.
2- صورة الجمع: الحديث يبين صورة من صور الجمع، وهي جمع التأخير، حيث يؤخر الصلاة الأولى إلى وقت الثانية فيصليهما together.
3- مراعاة الظروف: فعل النبي صلى الله عليه وسلم يدل على مراعاة ظروف الصحابة ومشقة السفر، خاصة أن غزوة تبوك كانت في حر شديد وسفر طويل.
4- السنة الفعلية: النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع الجمع فقط بكلامه، بل بفعله أيضاً، مما يؤكد مشروعيته.
5- التيسير في الدين: الإسلام دين يسر وليس عسر، والجمع في السفر من التيسيرات التي شرعها الله لعباده.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- الجمع في السفر جائز باتفاق العلماء، سواء كان جمع تقديم (تقديم الصلاة الثانية إلى وقت الأولى) أو جمع تأخير (تأخير الصلاة الأولى إلى وقت الثانية).
- لا يجوز الجمع بين الصلاتين في الحضر إلا لعذر كالمطر أو المرض، بخلاف السفر فإنه رخصة عامة.
- الصلاة التي يجمع فيها تكون تامة غير مقصورة، فالمسافر يقصر الصلاة (أي يصلي الرباعية ركعتين) ولكن يجمع بين الصلاتين.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في قصر الصلاة في السفر (٢) عن أبي الزبير المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن معاذ بن جبل فذكر في حديث طويل سيأتي في كتاب المعجزات وأبو الزبير مدلس، ولكنه صرَّح بالتحديث عند مسلم (٧٠٦/ ٥٣) فإنه رواه من طريق قُرَّة بن خالد، حدّثنا أبو الزبير، حدّثنا عامر بن واثلة، حدّثنا معاذ بن جبل فذكره.
وفيه: قال: فقلت: ما حمله على ذلك؟ قال: فقال: أراد أن لا يُحرِجَ أمَّتَه.
وقد جاء تفصيل هذا الحديث عند أبي داود (١٢٠٨) فرواه عن يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موْهَب الرملي الهمداني، حدّثنا المفضل بن فضالة والليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ بن جبل: «أنّ رسول الله ﷺ كان في غزوة تبوك إذا زاغتِ الشمس قبل أن يرتحل جمع الظهر والعصر، وإن ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر حتى ينزل للعصر، وفي المغرب مثل ذلك. إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء، وإن يرتحل قبل أن تغيب الشمس أخَّر المغرب حتى ينزل للعشاء، ثم جمع بينهما».
وهذا إسناد حسن، من أجل هشام بن سعد المدني.
وأما ما رواه أبو داود (١٢٠٨)، والترمذي (٥٥٣)، والبيهقي (٣/ ١٦٣)، وابن حبان (١٤٩٨، ١٥٩٣) كلّهم من حديث قتيبة بن سعيد، أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن معاذ بن جبل، فذكره، مثله. فهو غير محفوظ.
أعله الأئمّة بأنّ قتيبة بن سعيد تفرد بهذا الإسناد وأخطأ فيه.
وقد أشار البخاري إلى أنّ بعض الضعفاء أدخله عليه، حكاه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص ١٨٣).
وقال أبو حاتم الرازي: «والذي عندي أنه دخل عليه حديثٌ في حدي؛ حدّثنا أبو صالح، حدّثنا الليث، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ».
وذكر الدارقطني حديث قتيبة في كتابه»العلل (٦/ ٤٢) وأشار إلى رواية الليث، عن هشام بن سعد ورجّحها حيث قال: «ورواه المفضل بن فضالة، عن الليث، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ بهذه القصة بعينها، وهو أشبه بالصواب».
كذا قال: «المفضل بن فضالة عن الليث» والصواب: «والليث» فإن الليث من أقرانه وليس من شيوخه، ولم يذكره المزي في شيوخه.
ويفهم من هذا أنّ إعلال هؤلاء الأئمة للحديث إنما هو متوجه إلى حديث قتيبة فقط؛ ولذا قال
البيهقي في: السنن (٣/ ١٦٣): طوإنما أنكروا من هذا رواية يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل، فأما رواية أبي الزبير عن أبي الطفيل فهي محفوظة صحيحة».
قال الأعظمي: ورواية أبي الزبير جاءت مجملة ومفضلة ولا تعارض بينهما.
وعمل أصحاب رسول الله ﷺ يقوي الرواية المفضلة.
حكى ابن المنذر عن سعد بن أبي وقاص، وأسامة بن زيد، وابن عمر، وابن عباس، وأبي موسى الأشعري.
ومن التابعين طاوس، ومجاهد، وعكرمة.
ومن الأئمة الفقهاء: مالك، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثور وهو قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن.
وحكاه البيهقي عن عمر بن الخطاب، وعثمان أيضًا. انظر: المجموع (٤/ ٣٧١).
ومن هؤلاء من كانوا مع النبيّ ﷺ في غزوة تبوك وشاهدوا منه الجمع تقديمًا وتأخيرًا؛ ولأنه لا يتصور أنّهم فعلوا ذلك اجتهادًا بتقديم الصلاة عن وقتها؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: ١٠٣].
ونقل الترمذي عن الشافعي وأحمد وإسحاق أنّهم قالوا: «لا بأس أن يجمع بين الصلاتين في السفر في وقت إحداهما».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1097 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر

  • 📜 حديث: الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب