احتج آدم وموسى عند ربهما فحج آدم موسى

حديث: احتج آدم وموسى عند ربهما فحج آدم موسى

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «احتجّ آدمُ وموسى عليهما السلام عند ربّهما، فحجّ آدمُ موسى. قال موسى: أنت آدم الذي خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك في جنته، ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض. . . .».

صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٥٢: ١٥) عن إسحاق بن موسى، حدثنا أنس بن عياض، حدثني الحارث بن أبي ذباب، عن يزيد بن هرمز، وعبد الرحمن بن الأعرج، قالا: سمعنا أبا هريرة، فذكر الحديث بطوله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «احتجّ آدمُ وموسى ﵉ عند ربّهما، فحجّ آدمُ موسى. قال موسى: أنت آدم الذي خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك في جنته، ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض. . . .».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وإليك شرحه الوافي على النحو التالي:

أولاً. نص الحديث كاملاً كما ورد في الصحيحين:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ عِنْدَ رَبِّهِمَا، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى. فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ، ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إِلَى الْأَرْضِ؟ فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ، وَأَعْطَاكَ الْأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، فَبِكَمْ وَجَدْتَ اللَّهَ كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ مُوسَى: بِأَرْبَعِينَ عَامًا. قَالَ آدَمُ: فَبِكَمْ وَجَدْتَ فِيهَا: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}؟ قَالَ مُوسَى: بِأَرْبَعِينَ عَامًا. قَالَ آدَمُ: أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى».

ثانيًا. شرح المفردات:

● احْتَجَّ: أي تناظر وتجادل وترافع كل منهما بحجته.
● عِنْدَ رَبِّهِمَا: أي في محضره سبحانه وتعالى، أو أن الحوار كان بإذنه تعالى.
● فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى: أي غلبه آدم في الحجة وانتصر عليه.
● خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ: هذه من صفات الله تعالى التي يجب إثباتها على ما يليق بجلاله دون تشبيه أو تعطيل.
● نَجِيًّا: أي مناجياً، كلمه الله تعالى بدون واسطة.
● وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى: هي الآية 121 من سورة طه، والتي ذكرت معصية آدم في القرآن الكريم.

ثالثًا. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي ﷺ عن حوار دار بين نبيين كريمين من أولي العزم من الرسل، هما آدم وموسى عليهما السلام، وكان الحوار في محضر الله تعالى (أي بحضوره أو بإذنه). بدأ موسى عليه السلام بالاعتراض على آدم عليه السلام، مُلْقِيًا عليه باللوم في أنه بسبب معصيته وخروجه من الجنة، أُهْبِطَ ذريته إلى الأرض ووقعوا في الشقاء والتعب. فرد عليه آدم عليه السلام ردًّا حاسمًا بحجة دامغة، وهي أن الله تعالى قد كتب وقدر هذه المعصية قبل خلق آدم بأربعين عاماً، وسجلها في اللوح المحفوظ وفي التوراة، فكيف يلومه على أمر قدّره الله وقضاه؟ فبهذه الحجة انتصر آدم على موسى في المناظرة.

رابعًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- إثبات القضاء والقدر: الحديث من أعظم الأدلة على إثبات قدرة الله تعالى السابقة، وأن كل ما يحدث في الكون هو بعلمه وكتابته وإرادته سبحانه. وهذا أصل من أصول الإيمان الستة.
2- الحكمة من وقوع المعصية من الأنبياء: يوضح الحديث أن معصية آدم كانت لحكمة عظيمة يعلمها الله، وهي إخراج الذرية إلى الأرض لعبادة الله وعمارتها، والابتلاء والامتحان، وليس مجرد عقاب.
3- الرد على المشككين في عصمة الأنبياء: الأنبياء معصومون من الكبائر والذنوب التي تدل على خسة النفس، ولكن قد يصدر منهم الصغائر أو ما يسمى "الزلات" التي يُبَادِرون منها بالتوبة النصوح، كما فعل آدم عليه السلام، فتاب الله عليه وهداه.
4- أدب الحوار والمناظرة: الحوار بين النبيين كان بأدب جمّ، فلم يصل إلى مرحلة التخاصم أو التنقص، بل كان مناظرة للوصول إلى الحق، وانتهى باعتراف موسى عليه السلام بحجة آدم.
5- علو منزلة آدم عليه السلام: رغم أنه صاحب المعصية، إلا أن منزلته عظيمة عند الله، فهو أبو البشر، الذي خُلق بيد الله ونفخ فيه من روحه، وسجد له الملائكة.
6- التسليم لحكمة الله: يعلّمنا ألا نشكّ في حكمة الله فيما يقضيه، حتى لو لم نتفهمها تمامًا، لأن علمه يحيط بكل شيء.

خامسًا. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحوار حدث في عالم البرزخ أو في المحشر، مما يدل على أن الأنبياء أحياء في قبورهم.
- قول موسى: "أهبطت الناس بخطيئتك" يحتمل أن يكون على سبيل اللوم والتق

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في القدر (٢٦٥٢: ١٥) عن إسحاق بن موسى، حدثنا أنس بن عياض، حدثني الحارث بن أبي ذباب، عن يزيد بن هرمز، وعبد الرحمن بن الأعرج، قالا: سمعنا أبا هريرة، فذكر الحديث بطوله.
هذا اللفظ وهو: «خلقك اللَّه بيده» تفرد به مسلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 306 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: احتج آدم وموسى عند ربهما فحج آدم موسى

📜 حديث: احتج آدم وموسى عند ربهما فحج آدم موسى

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: احتج آدم وموسى عند ربهما فحج آدم موسى

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: احتج آدم وموسى عند ربهما فحج آدم موسى

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: احتج آدم وموسى عند ربهما فحج آدم موسى

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية