حديث: اليد العليا هي يد الله والمعطي أوسطها والسائل آخرهن
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أن يد اللَّه فوق أيديهم جميعًا
صحيح: رواه أبو داود (١٦٤٩) عن أحمد بن حنبل، حدثنا عبيدة بن حُميد التيمي، حدثني أبو الزّعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نَضْلة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن مالك بن نضلة قال: قال رسول الله ﷺ: «الأيدي ثلاثة: فيد اللَّه العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعطِ الفضْل ولا تعجزْ عن نفسك».
شرح الحديث:
1. شرح المفردات:
● اليد: المقصود بها هنا هي اليد المعنوية، أي المنزلة والمكانة والفضل، وليس العضو الجسدي.
● العليا: العالية الشريفة، ذات المنزلة الرفيعة.
● التي تليها: التي تلي يد الله في المنزلة والفضل.
● السفلى: الدنيئة الوضيعة.
● الفضل: ما زاد عن حاجتك الأساسية.
● لا تعجز عن نفسك: لا تمنع نفسك من الإنفاق في الخير بحجة الخوف من الفقر أو العجز.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يصنف النبي ﷺ اليد (أي المنزلة في العطاء والأخذ) إلى ثلاثة أنواع:
● يد الله العليا: وهي اليد السخية المعطاءة التي لا تنفد خزائنها، وهي أعلى اليدين وأشرفها، فالله تعالى هو المنعم المتفضل على عباده.
● يد المعطي التي تليها: وهي يد الإنسان الذي ينفق ويبذل في سبيل الله، فهي تلي يد الله في الشرف والمنزلة، لأنها تحاكي وتقتدي بصفة الجود والكرم الإلهية.
● يد السائل السفلى: وهي يد الذي يسأل الناس ويتذلل لهم، فهي يد وضيعة منزلة، لأن صاحبها يعتمد على غيره ويذل نفسه لغير الله.
ثم يأتي الأمر النبوي الحكيم: «فأعطِ الفضْل» أي أنفق ما زاد عن حاجتك وحاجة من تعول، «ولا تعجزْ عن نفسك» أي لا تمنع نفسك من هذا الخير والعطاء بحجة الخوف على رزقك أو المستقبل، فالله هو الرزاق.
3. الدروس المستفادة منه:
● تفضيل العطاء على الأخذ: يحث الحديث على أن يكون المسلم معطاءً كريماً، فهذه صفة تحببه إلى الله وإلى الناس، وترفع منزلته في الدنيا والآخرة.
● التحذير من التسول: ينهى الحديث عن التسول وذل السؤال للناس ما دام الإنسان قادراً على الكسب، إلا في حالات الضرورة القصوى.
● التشبه بصفات الله: المسلم يتخلق بأخلاق الله تعالى، ومنها صفة الجود والكرم، فمن أعطى فقد تشبه بصفة من صفات الله (بلا تشبيه ولا تمثيل).
● التوكل على الله: الأمر بالإنفاق مع النهي عن العجز (أي الخوف من الفقر) يشجع على توكل المسلم على ربه، ويقينه بأن الله سيعوضه خيراً.
● تنمية المجتمع: يحث الحديث على التكافل الاجتماعي، حيث ينفق القادر على المحتاج، فيسد حاجته ويقوي روابط المحبة بين أفراد المجتمع.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● مصدر الحديث: أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وقال عنه الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
● الفضل ليس مقصوراً على المال: العطاء يشمل المال، والعلم، والوقت، والجهد، والنصيحة، وكل ما فيه نفع للآخرين.
● الاستثناء من ذل السؤال: يستثنى من ذل السؤال من اضطر إليه، أو من سأل ليقضي ديناً أو يحقق مصلحة عامة للمسلمين.
● الحديث مرتبط بآيات قرآنية: كقوله تعالى: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [الحديد: 11]، وقوله: {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [القصص: 77].
نسأل الله أن يجعلنا من المعطين المنفقين في سبيله، ولا يجعلنا من المحتاجين إلى الناس.
والله أعلم.
تخريج الحديث
ورواه الإمام أحمد (١٥٨٩٠) من هذا الوجه.
وإسناده صحيح، وأبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة، وقد صحّحه ابن خزيمة (٢٤٤٠)، وابن حبان (٣٣٦٢)، والحاكم (١/ ٤٠٨) كلّهم من طريق عبيدة بن حُميد التّيميّ بإسناده، مثله.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وأمّا ما رُوي عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا: «الأيدي ثلاثة: فيدُ اللَّه العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السَّائل السُّفلى» فهو ضعيف.
رواه الإمام أحمد (٤٢٦١) عن القاسم بن مالك، قال: أخبرنا الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد اللَّه، فذكره.
والهجريّ هو إبراهيم بن مسلم العبديّ ضعَّفه أكثر أهل العلم.
قال الحافظ في التقريب: «لين الحديث رفع موقوفات».
قال الأعظمي: هكذا فعل، فقد رواه مرفوعًا وموقوفًا، فرفعه القاسم بن مالك عنه كما هنا، وكذلك رفعه جرير وشعبة عنه، ومن طريقهما رواه ابن خزيمة في صحيحه (٢٤٣٥)، وفي التوحيد (١٠٥)، والحاكم (١/ ٤٠٨) من طريق شعبة وحده.
ورواه جعفر بن عون، عنه موقوفًا كما قال البيهقي في «الأسماء والصفات» (٧٠٠) فالظَّاهر أن
هذا يرجع إلى إبراهيم الهجري مع مخالفته في الإسناد كما سبق.
وأمّا قول الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٩٧): «رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله موثقون». فهو ليس كما قال، فإن إبراهيم بن مسلم الهجري لم يوثقه أحدٌ حتى ابن حبان لم يذكره في «الثقات»، وإنما أدخله في «المجروحين» (٧) فلعله اعتمد على تصحيح ابن خزيمة، واللَّه تعالى أعلم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 329 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 304 يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك
- 305 يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة
- 306 احتج آدم وموسى عند ربهما فحج آدم موسى
- 307 غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها
- 308 آدم الذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته
- 309 يأخذ الله سماواته وأرضيه بيديه فيقول: أنا الله
- 310 الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه
- 311 أنا الملك، أين ملوك الأرض؟
- 312 المقسطين عند الله على منابر من نور
- 313 تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة
- 314 أنفق أُنفق عليك يمين الله ملآى سخاء لا يغيضها شيء
- 315 يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه
- 316 يبسط الله يده بالليل ليتوب مسيء النهار
- 317 اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة
- 318 الصدقة من كسب طيب تربيها الرحمن حتى تعود مثل الجبل
- 319 يُمسك السماوات يوم القيامة على إصبع
- 320 النبي ﷺ يقول لليهودي: "يا يهودي! حدثنا"
- 321 قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن
- 322 ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن
- 323 يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
- 324 نسأل اللَّه ربَّنا أن لا يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا
- 325 إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يُزيغه أزاغه
- 326 قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن
- 327 يد الله ملآى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار
- 328 يدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى
- 329 اليد العليا هي يد الله والمعطي أوسطها والسائل آخرهن
- 330 حتى يضع رب العزّة فيها قدمه فتقول قط قط
- 331 لا تزال جهنم تقول هل من مزيد
- 332 أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي
- 333 احتجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين
- 334 فيمثل لصاحب الصليب صليبه، ولصاحب التصاوير تصاويره، ولصاحب النار ناره
- 335 رجل وثور تحت رجل يمينه والنّسر للأخرى وليث مرصَّد
- 336 يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة
- 337 يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون
- 338 يكشف الله عن ساقه فيخر المؤمنون سجدا
- 339 هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا: لا يا...
- 340 إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي
- 341 إذا تقرب العبد إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا
- 342 ضحك ربنا من رجلين، قتل أحدهما صاحبه، وكلاهما في الجنة
- 343 فلا يزال يدعو اللَّه حتى يضحك اللَّه منه
- 344 أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟
- 345 فيتجلى لهم يضحك
- 346 إن الله ينشئ السحاب فينطق أحسن المنطق ويضحك أحسن الضحك
- 347 أي الشهداء أفضل؟ الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون...
- 348 لن نعدم من رب يضحك خيرا
- 349 عجب الله من عبده أنه يعلم أنه لا يغفر الذنوب...
- 350 عجب اللَّه من قوم يدخلون الجنة في السلاسل
- 351 إذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفيء السراج
- 352 راعي الغنم يؤذن ويصلي في رأس الجبل فيغفر الله له
- 353 إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة
معلومات عن حديث: اليد العليا هي يد الله والمعطي أوسطها والسائل آخرهن
📜 حديث: اليد العليا هي يد الله والمعطي أوسطها والسائل آخرهن
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اليد العليا هي يد الله والمعطي أوسطها والسائل آخرهن
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اليد العليا هي يد الله والمعطي أوسطها والسائل آخرهن
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اليد العليا هي يد الله والمعطي أوسطها والسائل آخرهن
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








