حديث: يدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن يد اللَّه فوق أيديهم جميعًا

عن حكيم بن حزام، قال: سألت رسول اللَّه ﷺ من المال، فألْتحفُتُ، فقال: «يا حكيم ما أنكرَ مسألتَك! يا حكيم إنّ هذا المال خضرة حُلوة، وإنَّما هو مع ذلك أوساخ أيدي الناس، ويدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى، وأسفل الأيدي يد المعطَى».

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٥٣٢١)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢١٦ - ٢١٧) كلاهما من حديث ابن أبي ذئب، عن مسلم بن جندب، عن حكيم بن حزام، فذكره، ولفظهما سواء.

عن حكيم بن حزام، قال: سألت رسول اللَّه ﷺ من المال، فألْتحفُتُ، فقال: «يا حكيم ما أنكرَ مسألتَك! يا حكيم إنّ هذا المال خضرة حُلوة، وإنَّما هو مع ذلك أوساخ أيدي الناس، ويدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى، وأسفل الأيدي يد المعطَى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل حكيم بن حزام رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن حكيم بن حزام، قال: سألت رسول اللَّه ﷺ من المال، فألْتحفُتُ، فقال: «يا حكيم ما أنكرَ مسألتَك! يا حكيم إنّ هذا المال خضرة حُلوة، وإنَّما هو مع ذلك أوساخ أيدي الناس، ويدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى، وأسفل الأيدي يد المعطَى».


1. شرح المفردات:


● فألْتَحَفْتُ: أي طلبت منه مالًا لأتغطى به، أو لأشتري ثوبًا أتلفَّع به، والالتحاف هنا كناية عن طلب المال للإنفاق على الحاجات الأساسية.
● ما أنكرَ مسألتَك: أي ما استقبح سؤالك، فسؤالك ليس بمذموم في هذه الحالة.
● خُضْرَةٌ حُلْوَةٌ: الخضرة كناية عن النضارة والجمال والاشتهاء، والحلوة تعني أنه محبب للنفوس، فيه متعة ولذة.
● أوساخ أيدي الناس: أي أن المال قد يكون متسخًا بسبب طرق كسبه غير المشروعة، أو لأنه يمر بأيدي كثيرة، وفيه إشارة إلى أنه قد يكون سببًا للتنازع والفساد.
● يدُ اللَّه فوق يد المعطيّ: أي أن الله تعالى هو المعطي الحقيقي، وعطاؤه فوق عطاء أي معطٍ من البشر.
● يدُ المُعطِي فوق يد المعطَى: أي أن الذي يعطي أفضل من الذي يأخذ.
● أسفل الأيدي يد المعطَى: أي أن يد الآخذ هي الأدنى مرتبة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم مالًا، فلم ينكر عليه سؤاله، لكنه نصحه ونبهه إلى حقيقة المال، وأنه وإن كان محبوبًا للنفس إلا أنه قد يكون سببًا للفتنة والشر، ثم بين له فضيلة العطاء وفضل المتصدق على المتسول، وحثه على الاستغناء عن السؤال.


3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز سؤال المال عند الحاجة: فقد سأل حكيم النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه، مما يدل على أن السؤال جائز عند الضرورة.
2- تحذير من فتنة المال: المال جميل في الظاهر، لكنه قد يكون سببًا للهلاك إذا لم يُحسن استخدامه.
3- فضل الصدقة والعطاء: بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المعطي أفضل من الآخذ، وحث على التعفف عن السؤال.
4- التذكير بأن الله هو الرزاق: فاليد العليا هي يد الله تعالى، ثم يد المعطي، ثم يد الآخذ.
5- الحث على الكرامة والعفة: فاليد السفلى هي يد السائل، والأفضل للمسلم أن يعف نفسه عن السؤال.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- حكيم بن حزام رضي الله عنه كان من أكابر الصحابة، وهو ابن أخ خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
- يستفاد من الحديث أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على تربية أصحابه على القيم الإسلامية، وتعليمهم فضيلة العطاء والاستغناء عن الناس.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في الكسب الحلال، ويعتمد على الله تعالى في الرزق، ويبتعد عن السؤال إلا عند الضرورة القصوى.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المعطين لا من الآخذين، ومن المتعففين لا من المتسولين، وأن يرزقنا القناعة والكرامة، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٥٣٢١)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢١٦ - ٢١٧) كلاهما من حديث ابن أبي ذئب، عن مسلم بن جندب، عن حكيم بن حزام، فذكره، ولفظهما سواء.
وصحّحه ابن خزيمة، وأخرجه في كتاب التوحيد (١٠٣، ١٠٤)، والحاكم (٣/ ٤٨٤) كلاهما من هذا الوجه.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وقال ابن خزيمة: «مسلم بن جندب قد سمع من ابن عمر غير شيء، وقال: أمرني ابن عمر أن أشتري له بدنة، فلست أنكر أن يكون قد سمع من حكيم بن حزام» انتهى.
وصحّح الحافظ إسناده في «الفتح» (٣/ ٢٩٣) بعد أن عزاه للطبراني وحده.
ثم إنّ مسلم بن جندب قد توبع، فقد رواه الطبرانيّ في الكبير (٣/ ٢١٢) من وجه آخر عن فليح ابن سليمان، عن الزهريّ، عن سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبر، عن حكيم بن حزام، فذكر مثله، وزاد في أول الحديث: «ما أنكر مسألتَك يا حكيم! إنّ هذا المال خضرة حلوة، وأنَّها أوساخ أيدي الناس فمن أخذها بسخاوة بورك له فيها، ومن أخذها بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالآكل ولا يشبع». ثم ذكر: «يد اللَّه فوق يد المعطِي. . .».
وفيه فليح بن سليمان الخزاعيّ، أكثر أهل العلم على تضعيفه ولكن لا بأس به في المتابعات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 328 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى

  • 📜 حديث: يدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يدُ اللَّه فوق يد المعطيّ، ويدُ المُعطِي فوق يد المعطَى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب