حديث: لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن ورجل آتاه الله مالا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الغبطة في إكثار المال للإنفاق

عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا حسد إلّا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجلٌ آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٥٢٩)، ومسلم في صلاة المسافرين (٨١٥) كلاهما من حديث سفيان، حدّثنا الزهري، عن سالم، عن أبيه، فذكره.

عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا حسد إلّا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجلٌ آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● لا حسد إلّا: الحسد هنا بمعنى الغبطة، وهي أن يتمنى الإنسان أن يكون له مثل ما لأخيه من نعمة دون أن يتمنى زوالها عنه. وهذا استثناء من الحسد المذموم الذي هو تمني زوال النعمة عن المحسود.
● آناء الليل وآناء النهار: "آناء" جمع "إِناء" بمعنى الوقت والحين، أي أوقات الليل وأوقات النهار، والمعنى: أنه دائم التلاوة والإنفاق، يداوم على هذا العمل في الليل والنهار.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الحسد – بمعنى الغبطة المحمودة – لا يكون إلا في موطنين اثنين، لا ثالث لهما:
1- رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار: وهو رجل منَّ الله عليه بحفظ القرآن الكريم وفهمه، فلم يكتف بمجرد الحفظ، بل جعله دليله ورفيقه، فهو يتلوه بتدبر وخشوع، ليلاً ونهاراً، ملتزماً بأحكامه، عاملاً بتعاليمه. فهذا الحال هو ما يُغبَط عليه.
2- رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار: وهو رجل رزقه الله مالاً حلالاً طيباً، فلم يجعله له ولشهواته فقط، بل جعله أمانة بين يديه، يسارع في إنفاقه في وجوه الخير خالصاً لله تعالى، في سبيل العلم، والجهاد، وإغاثة الملهوف، وإعانة المحتاج، وإطعام الجائع، وبناء المساجد والمدارس. فهو ينفق بسهولة وسخاء، ليلاً ونهاراً، لا يمنُّ ولا يؤذي.
فالحديث يشير إلى أن الغبطة الحقيقية ليست في امتلاك الشيء نفسها، بل في استخدامه في طاعة الله. فالنعمة (القرآن أو المال) هي أداة، والثمين هو كيف تستخدم هذه الأداة لتقربك إلى الله عز وجل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تمييز الغبطة عن الحسد: علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نصحح مفاهيمنا، فالحسد المذموم هو تمني زوال النعمة عن الآخرين، أما الغبطة فهي محمودة وهي أن تتمنى أن يكون لك مثل ما لهم من الخير دون أن تزول عنهم.
2- قيمة العمل الدائم: اشترط في المحطوط عليه أن يكون دائم العبادة (آناء الليل وآناء النهار)، مما يدل على فضل المداومة على الطاعة ولو كان العمل قليلاً، فالله تعالى يحب العمل الدائم.
3- نعمة القرآن أعظم من نعمة المال: بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بمن أوتي القرآن، مما يدل على علو شأنه وفضله على المال، لأن القرآن هو كلام الله وهو نور وهدى للعبد في الدنيا والآخرة، بينما المال ينفد.
4- كيفية الاستفادة من النعم: الحديث إرشاد لنا لكيفية استثمار نعم الله علينا. فمن أعطاه الله مالاً فليستثمره في الخير، ومن أعطاه الله علماً أو حفظاً للقرآن فليستثمره في التعليم والعمل.
5- الحث على المنافسة في الخيرات: الحديث يحفز المسلم على أن ينافس إخوانه في هذه الأمور الجليلة، فيغبط صاحب القرآن على تلاوته والعمل به، ويغبط صاحب المال على إنفاقه في سبيل الله، ويسعى لأن يكون هو نفسه من هؤلاء المغبوطين.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعرف بـ "حديث الحسد" أو "حديث الغبطة".
- بعض العلماء يستدل به على فضل التاجر الذي ينفق ماله في الخير، وأنه قد يبلغ منزلة القانت العابد.
- فيه توجيه لطيف للشباب أن يتسابقوا إلى حفظ كتاب الله والعمل به، فهي غبطة حقيقية.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يرزقنا الإنفاق في سبيله، وأن يحسن استخدامنا لكل نعمه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٥٢٩)، ومسلم في صلاة المسافرين (٨١٥) كلاهما من حديث سفيان، حدّثنا الزهري، عن سالم، عن أبيه، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 116 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن ورجل آتاه الله مالا

  • 📜 حديث: لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن ورجل آتاه الله مالا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن ورجل آتاه الله مالا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن ورجل آتاه الله مالا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن ورجل آتاه الله مالا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب