حديث: صاحب المكس في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التغليظ على الساعي الماكس

عن أبي الخير قال: عرض مسلمه بن مخلد -وكان أميرا على مصر- على رُويفع بن ثابت أنْ يوليه العشور فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنَّ صاحب المكس في النار».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٧٠٠١) عن قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبة، عن أبي الخير، قال (فذكره).

عن أبي الخير قال: عرض مسلمه بن مخلد -وكان أميرا على مصر- على رُويفع بن ثابت أنْ يوليه العشور فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنَّ صاحب المكس في النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أبي الخير قال: عرض مسلمة بن مخلد -وكان أميرًا على مصر- على رُويفع بن ثابت أنْ يوليه العشور، فقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إِنَّ صَاحِبَ المَكْسِ فِي النَّارِ».
(رواه أبو داود في سننه، والطبراني في المعجم الكبير، وهو حسن)


١. شرح المفردات:


● العشور: جمع عُشْر، وهو الضريبة أو المال الذي يؤخذ من التجار على بضائعهم عند المرور بمعبر أو حدود البلاد، وهو نوع من المكوس.
● المكس: لغةً: النقص. واصطلاحًا: هو ما يُأخذ من أموال الناس بغير حق، سواءً كان على البضائع عند الحدود (الجمرك الظالم)، أو على الطرقات، أو أي نوع من الضرائب غير الشرعية التي تُفرض على الناس بغير وجه حق.
● صاحب المكس: هو الذي يتولى جباية هذه الأموال المحرمة، سواءً كان آمرًا بها، أو جابيًا لها، أو مساعدًا في ذلك.


٢. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل رُويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه أن الأمير مسلمة بن مخلد (والذي كان واليًا على مصر في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه) عرض عليه أن يتولى منصب جابي العشور (الضرائب غير الشرعية).
فرفض رُويفع هذا العرض رفضًا قاطعًا، واستدل على تحريم هذا العمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ صَاحِبَ المَكْسِ فِي النَّارِ».
وهذا الرفض من رُويفع هو من باب الورع والخشية من الله تعالى، وحرصه على عدم التعرض للإثم العظيم الذي توعد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار.
معنى الوعيد في الحديث:
الحديث فيه وعيد شديد، حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من يتولى جباية المكوس المحرمة -وهي أموال تؤخذ من الناس ظلمًا بغير حق- مصيره النار. وهذا الوعيد يشمل:
● الآمر بجباية هذا المال الظالم (كالحاكم أو الأمير).
● الجابي الذي يجمعها من الناس.
● المساعد لهم على ذلك.
وهذا من باب المشاركة في الإثم والعدوان على أموال الناس وحرماتهم.


٣. الدروس المستفادة والعبر:


١- تحريم أكل أموال الناس بالباطل: يندرج تحت هذا التحريم كل شكل من أشكال أخذ المال بغير حق، سواءً سمي ضريبة أو جمركًا أو رسومًا إذا لم يكن لها أصل شرعي، وكانت ظلمًا على الناس.
٢- الوعيد الشديد على المتعامل بالربا والضرائب الظالمة: الحديث دليل على عظم إثم من يتعاطى جباية المكوس أو يأكل أموال الناس بالباطل، وأنه من الكبائر التي توعّد فاعلها بالنار.
٣- الورع وترك الشبهات: موقف رُويفع بن ثابت رضي الله عنه درس عظيم في الورع، حيث предفر السلامة لدينه، ورفض منصبًا دنيويًا قد يعرضه لغضب الله وسخطه، حتى لو كان يعرض عليه من قبل أمير.
٤- التسليم لنصوص الوعيد: يؤكد الحديث وجوب الإيمان بنصوص الوعيد كما جاءت، وأنه لا يجوز تكذيبها أو تأويلها تأويلاً يفضي إلى تعطيل معناها، مع الاعتقاد أن الله تعالى هو الذي يتولى حساب عباده وهو أرحم الراحمين.
٥- مسؤولية الحكام والولاة: الحديث تذكير للولاة والحكام بمسؤوليتهم العظيمة في عدم تحميل الرعية ما لا طاقة لهم به، وعدم فرض الضرائب المجحفة التي تؤدي إلى إثم عظيم.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


● رُويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه هو صحابي جليل، شهد بيعة العقبة، وغزوة بدرًا وغيرها من المشاهد.
- الحديث يدخل في باب الزجر عن كبائر الذنوب، ويُعد تحذيرًا لكل من يتعاطى وظائف أو أعمالاً فيها اعتداء على أموال الناس.
- الفقهاء يستثنون من هذا الوعيد إذا كان أخذ المال بحق شرعي، كالزكاة المفروضة، أو الرسوم التي تقابل خدمة حقيقية بدون ظلم أو جور، وبضوابط شرعية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ملاحظة: هذا الشرخ مبني على فهم أهل السنة والجماعة للنصوص، مع التأكيد على أن مغفرة الذنوب بيد الله تعالى، وهو أرحم الراحمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٧٠٠١) عن قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبة، عن أبي الخير، قال (فذكره).
وابن لهيعة فيه كلام معروف من أجل اختلاطه، ولكن رواه عنه قتيبة بن سعيد قبل اختلاطه، ورواه الطبرانيّ في الكبير (٤٤٩٣) من وجه آخر عن ابن لهيعة. وزاد فيه: يعني العاشر، وبه أعلّه الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٨٨) فإنه لا يفرّق بين ما روى عنه قبل الاختلاط وبين من روى عنه بعد الاختلاط، فتنبّه لذلك فإن معرفة ذلك مهمّ جدًّا؛ لأن الحكم على الحديث يختلف بحسب ذلك.
والماكس: هو العشّار الذي يجمع الصدقات وينتقص من حقوق المساكين، ولا يعطيهم إياها بالتمام، فهو حينئذ صاحب مكس يخاف عليه الإثم والعقوبة، قاله البيهقي في السنن (٧/ ١٦).
فرويفع بن ثابت لم يقبل العمل على الصدقات تورعا وإلا فقد جاء في فضل العامل على الصّدقة بالحق كالغازي في سبيل الله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 113 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صاحب المكس في النار

  • 📜 حديث: صاحب المكس في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صاحب المكس في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صاحب المكس في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صاحب المكس في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب