حديث: أرضوا مصدقيكم إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في رضا المصدِّق

عن جرير بن عبد الله، قال: جاء ناسٌ من الأعراب إلى رسول الله ﷺ فقالوا: إنّ ناسًا من المصدّقين يأتوننا فيظلموننا. قال: فقال رسول الله ﷺ: «أرضوا مصدِّقيكم».
وفي رواية: «إذا أتاكم المصدِّق فليصدر عنكم وهو عنكم راضٍ».

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (٩٨٩) من طرق، عن محمد بن أبي إسماعيل، ثنا عبد الرحمن ابن هلال العبْسيّ، عن جرير بن عبد الله، فذكره.

عن جرير بن عبد الله، قال: جاء ناسٌ من الأعراب إلى رسول الله ﷺ فقالوا: إنّ ناسًا من المصدّقين يأتوننا فيظلموننا. قال: فقال رسول الله ﷺ: «أرضوا مصدِّقيكم».
وفي رواية: «إذا أتاكم المصدِّق فليصدر عنكم وهو عنكم راضٍ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من جوامع كلم النبي ﷺ، وحَلِيه بالحكمة والعدل. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● الأعراب: هم سكان البادية من العرب، وكانوا يأتون النبي ﷺ للاستفتاء والتعلم.
● المصدقين: هم عُمَّال الزكاة الذين كان النبي ﷺ يبعثهم لجمع الزكاة من القبائل. وسُمُّوا بذلك لأنهم يأخذون الصدقات (الزكوات).
● يظلموننا: أي يتجاوزون الحد في الأخذ، أو يطلبون أكثر من الواجب.
● أرضوا مصدقيكم: أي اجعلوهم يَرْضَوْنَ عنكم بإعطائكم الحق الواجب من الزكاة بسخاء ونفس راضية.
● فليصدر عنكم: أي ليرجع من عندكم.
● وهو عنكم راضٍ: أي راضيًا عن تعاملكم معه وإعطائكم الزكاة كاملة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يشكو هؤلاء الأعراب إلى النبي ﷺ أن عُمَّال الزكاة (المصدقين) الذين يأتونهم يأخذون أكثر من حق الزكاة الواجب، فيظلمونهم بذلك.
فلم يأمر النبي ﷺ بتغيير العمال أو معاقبتهم فورًا، بل وجه الخطاب إلى أصحاب الأموال (أهل الزكاة) themselves، وأمرهم بإرضاء المصدق بإعطائه الحق الكامل من الزكاة بسخاء وطيب نفس، حتى لا يكون لهم حجة في المطالبة بأكثر من الواجب أو الشك في نقصان المال.
وفي الرواية الأخرى توجيهٌ للمصدق نفسه أيضًا: "إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راضٍ"، أي اجعلوا من شأنكم أن يترككم عامل الزكاة وهو راضٍ عن تعاونكم وإخلاصكم في أداء الفريضة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على إخراج الزكاة كاملة وبطيب نفس: فالزكاة حق لله تعالى وفيها تطهير للمال ونماء له.
2- إزالة أسباب الشحناء والاتهام: بتعامل حسن مع العاملين في مصالح المسلمين، حتى لا يظنوا أن هناك تقصيرًا أو concealment.
3- الحكمة في حل المشكلات: instead of إثارة الصراع، قدم النبي ﷺ حلاً عمليًا يركز على تحسين سلوك الطرفين (المعطي والعامل).
4- التعاون مع ولاة الأمور: في تنفيذ أحكام الشرع، وإعانتهم على الخير بالطاعة والصدق.
5- حسن الخلق في المعاملة: حتى مع من قد يخطئ في حقك، فالرد بالإحسان هو الحل الأمثل.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "إعطاء الزكاة طيبة بها النفس".
- فيه توجيه للمسلم أن يكون متعاونًا مع النظام والقانون الشرعي، لا متخفياً أو مماطلاً.
- يستفاد منه أيضًا في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وأن على المحكوم أن يؤدي الحقوق كاملة حتى لا يظلمه الحاكم أو عُمَّاله.
أسأل الله أن يرزقنا حسن الأداء والخلق، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (٩٨٩) من طرق، عن محمد بن أبي إسماعيل، ثنا عبد الرحمن ابن هلال العبْسيّ، عن جرير بن عبد الله، فذكره.
والرواية الثانية: رواها في آخر كتاب الزكاة من طرق، عن إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا داود، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله، فذكره.
قال جرير: «ما صدر عنّي مصدِّق منذ سمعتُ هذا من رسول الله ﷺ إلّا وهو عنّي راضٍ».
وأمّا ما روي عنه مرفوعًا: «إذا أتاكم المصدِّق فلا تكتموه شيئًا، فإن عدل عليكم فهو خير له، وإن جار عليكم فهو خير لكم وشرّ عليها. فالصّحيح وقفه. برويه الشيباني، واختلفوا عليه: فرواه أبو معاوية الضّرير، عن الشيبانيّ، عن الشّعبيّ، عن جرير، عن النبيّ ﷺ، قاله مهدي بن حفص عنه.
وعن غيره لا يرفعه، والموقوف أصح، قاله الدّارقطنيّ في: العلل (١٣/ ٤٤٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 109 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أرضوا مصدقيكم إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض

  • 📜 حديث: أرضوا مصدقيكم إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أرضوا مصدقيكم إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أرضوا مصدقيكم إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أرضوا مصدقيكم إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب