حديث: إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استعمال خراج الصَّدقات لأبناء السبيل ومن تجوز لهم الصَّدقات

عن عمرو بن تغلب، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أُتِيَ بِمَالٍ أَوْ سَبْيٍ فَقَسَمَهُ، فَأَعْطَى رِجَالًا وَتَرَكَ رِجَالًا، فَبَلَغَهُ أَنَّ الَّذِينَ تَرَكَ عَتَبُوا، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي، وَلَكِنْ أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا أَرَى فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الجَزَعِ وَالهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الغِنَى وَالخَيْرِ فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ». فَوَاللَّهِ! مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حُمْرَ النَّعَمِ!

صحيح: رواه البخاريّ في الجمعة (٩٢٣) عن محمد بن معمر، ثنا أبو عاصم، عن جرير بن حازم، قال: سمعت الحسن (هو البصري) يقول: حَدَّثَنَا عمرو بن تغلب، فذكره.

عن عمرو بن تغلب، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أُتِيَ بِمَالٍ أَوْ سَبْيٍ فَقَسَمَهُ، فَأَعْطَى رِجَالًا وَتَرَكَ رِجَالًا، فَبَلَغَهُ أَنَّ الَّذِينَ تَرَكَ عَتَبُوا، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي، وَلَكِنْ أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا أَرَى فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الجَزَعِ وَالهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الغِنَى وَالخَيْرِ فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ». فَوَاللَّهِ! مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حُمْرَ النَّعَمِ!

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث عمرو بن تغلب رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أُتِيَ بِمَالٍ أَوْ سَبْيٍ فَقَسَمَهُ، فَأَعْطَى رِجَالًا وَتَرَكَ رِجَالًا، فَبَلَغَهُ أَنَّ الَّذِينَ تَرَكَ عَتَبُوا، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي، وَلَكِنْ أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا أَرَى فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الجَزَعِ وَالهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الغِنَى وَالخَيْرِ فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ». فَوَاللَّهِ! مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حُمْرَ النَّعَمِ!"
رواه البخاري في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● أُتِيَ بِمَالٍ أَوْ سَبْيٍ: جيء إليه بمال من غنيمة أو صدقة، أو بأسرى (سبي).
● عَتَبُوا: غضبوا وعابوا ولاموا على تركهم دون عطاء.
● الجَزَعِ: الضجر وعدم الصبر على الشدة والفاقة.
● الهَلَعِ: شدة الحرص والشره على الدنيا وعدم القناعة.
● أَكِلُ أَقْوَامًا: أتركهم وأوكل أمرهم إلى ما في قلوبهم من غنى وقناعة.
● حُمْرَ النَّعَمِ: هي الإبل الحمراء، التي كانت أنفس أموال العرب وأغلاها قيمة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عمرو بن تغلب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قسم مالًا أو سبيًا (أسرى) بين الناس، فأعطى بعض الرجال وترك آخرين دون عطاء. فلما بلغه أن الذين تركهم قد غضبوا وعابوا عليه، قام خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه، ثم بين حكمته في ذلك القسم غير المتكافئ.
فأقسم ﷺ أنه يعطي رجالًا ويترك آخرين، وأن الذي يتركه ويحرمه من العطاء هو أحب إليه ممن أعطاه. وبيَّن السبب: أنه يعطي أناسًا لما يرى في قلوبهم من ضعف الإيمان واليقين، وخوف الفقر وجزعهم من فقدان الدنيا (الجَزَع والهَلَع). فهو يعطيهم ليطمئن قلوبهم ويدفع عنهم شر وساوس الشيطان، ويربط قلوبهم بالإسلام.
أما الذين يتركهم ولا يعطيهم، فذلك لما يراه في قلوبهم من قوة الإيمان والغنى النفسي، والثقة بالله والرضا بقضائه. فهم أغنياء في قلوبهم، لا يحتاجون إلى عطاء دنيوي ليثبتوا على دينهم. ثم خصَّ ﷺ عمرو بن تغلب بالذكر كمثال على هؤلاء الأغنياء في قلوبهم، فجعله قدوة في الصبر والغنى بالله.
فكان رد فعل عمرو بن تغلب على هذه الكلمة العظيمة من النبي ﷺ أن قال: "فوالله! ما أحب أن لي بكلمة رسول الله ﷺ حمر النعم"، أي أنه فضَّل هذا الثناء العظيم والإشادة بقوة إيمانه على كل متاع الدنيا وزخرفها.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة القائد في التعامل مع الناس: يبين الحديث أن القائد الحكيم يعامل الناس ليس على قدم المساواة الظاهرة، بل على حسب حاجاتهم النفسية والإيمانية. فالتسوية أحيانًا تكون ظلمًا، والتفاضل قد يكون هو العدل الحقيقي.
2- تفاضل الناس في الإيمان واليقين: الناس ليسوا سواء في قوة إيمانهم ويقينهم. فمنهم الضعيف الذي يحتاج إلى دعم مادي ليثبت، ومنهم القوي الذي يستحق الإشادة لغناه بالله.
3- الغنى الحقيقي هو غنى القلب: الغنى ليس بكثرة المال، بل بغنى النفس وقناعتها وثقتها برزق الله تعالى. وهذا هو الغنى الذي مدحه النبي ﷺ.
4- الرضا بقضاء الله وقسمته: على المسلم أن يرضى بقسمة الله وقسمة رسوله، ويطمئن إلى حكمتهما، ولا يعترض على القسم الذي حرمه منه، فلعل الخير كامن في هذا الحرمان.
5- قيمة الثناء الإيماني: إن ثناء النبي ﷺ على عبد ومدحه لإيمانه أعظم وأجل عند المؤمن من كل كنوز الدنيا، كما فعل عمرو بن تغلب حين فضل كلمة النبي ﷺ على "حمر النعم".
6- النظر إلى البواطن: لا ينبغي الحكم على الأمور من ظاهرها فقط، فربما كان الحرمان نعمة والعطاء نقمة، وربما كان الذي حُرم أفضل عند الله ممن أُعطي.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم في باب **العدل وال
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجمعة (٩٢٣) عن محمد بن معمر، ثنا أبو عاصم، عن جرير بن حازم، قال: سمعت الحسن (هو البصري) يقول: حَدَّثَنَا عمرو بن تغلب، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 212 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي

  • 📜 حديث: إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب