حديث: إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استعمال خراج الصَّدقات لأبناء السبيل ومن تجوز لهم الصَّدقات

عن أنس: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ أَسْلِمُوا فَوَاللهِ إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ. فَقَالَ أَنَسٌ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا، فَمَا يُسْلِمُ حَتَّى يَكُونَ الإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا.

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣١٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.

عن أنس: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ أَسْلِمُوا فَوَاللهِ إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ. فَقَالَ أَنَسٌ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا، فَمَا يُسْلِمُ حَتَّى يَكُونَ الإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو حديث عظيم يُظهر جانباً من جوانب عظمة النبي ﷺ وسخائه، وأثر ذلك في هداية الناس.


1. شرح المفردات:


● غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ: أي قطيعاً كبيراً من الغنم يملأ ما بين جبلين، وهذا يدل على كثرته وعظم العطاء.
● يُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ: يعطي عطاءً عظيماً وكريماً، وكأنه لا يخاف أن ينفد ما عنده أو يصيبه الفقر من كرمه.
● مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا: أي أن نيته الأولى ودافعه للإسلام weren't purely for الآخرة، بل كان طمعاً في عطاء الدنيا.
● حَتَّى يَكُونَ الإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ: أي أن حقيقة الإيمان تدخل قلبه، فيصير الدين هو أغلى ما عنده.


2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ فسأله أن يعطيه غنماً كثيرة، فلم يبخل عليه النبي ﷺ وأعطاه هذا العطاء الجزيل. فانطلق هذا الرجل إلى قومه وهو مندهش من هذا الكرم غير المسبوق، فقال لهم مغتبطاً: "يا قومي أسلموا، فوالله إن محمداً ليعطي عطاء من لا يخاف الفقر!" أي يعطي كأنه واثق أن عطاءه لن ينفد، ولا يخشى أن يصيبه нужда بعده.
ثم يعلق أنس رضي الله عنه بحكمة بالغة فيقول: إن كان الرجل ليدخل في الإسلام بدافع دنيوي بحت (كطلب المال أو الجاه)، ولكن ما يلبث أن يستمر في الإسلام ويذوق حلاوة الإيمان، حتى يصير الإسلام نفسه أحب إليه من كل متاع الدنيا وزينتها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- سخاء النبي ﷺ وكرمه: كان النبي ﷺ أجود الناس بالخير، وكان كرمه وسخاؤه من أعظم أسباب دخول الناس في الإسلام، حيث كان يعطي الوافد عليه مما يملك، حتى إنه ﷺ كان يعطي العطاء الواحد الذي يغنم صاحبه.
2- الحكمة في الدعوة إلى الله: كان النبي ﷺ حكيماً في استغلال المواقف لجذب الناس إلى الإسلام، فلم يكن بخيلاً بالمال إذا كان ذلك سبيلاً إلى هداية قلب.
3- قبول التوبة وإن تغيرت النوايا: الحديث يبشر بأن الله يقبل من جاء إليه ولو كان قصده في البداية دنيوياً، فإذا صدق في إسلامه وآمن، فإن الله يزكي قلبه ويجعل الإيمان أحب إليه من الدنيا بأكملها.
4- تفاضل الناس في الإيمان: الناس يتفاوتون في دخولهم الإسلام، فمنهم من يدخله خالصاً لله، ومنهم من تدفعه دوافع دنيوية، ولكن الإسلام نفسه يهذب النفوس ويصقل القلوب.
5- عظمة الإسلام: الإسلام ليس مجرد شعارات، بل هو حقيقة تنفذ إلى القلوب فتحولها من حب الدنيا إلى حب الله ورسوله والدار الآخرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها على جواز إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة والغنائم، وهم الذين يُعطون لترغيبهم في الإسلام أو تثبيتهم عليه أو لجذب قلوبهم.
- فيه دليل على أن حب الدنيا قد يكون أولاً، ولكن الإيمان الصادق يغلب ذلك ويصير هو المحبوب.
- يُستفاد منه أيضاً أن القدوة الحسنة وأخلاق الداعية لها أثر بالغ في قبول الدعوة، فكرم النبي ﷺ كان سبباً في إسلام هذا الرجل وقومه.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يحبون الإسلام وأهله، وأن يثبت قلوبنا على دينه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (٢٣١٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
ورواه أيضًا من وجه آخر عن حميد، عن موسى بن أنس، عن أبيه، قال: «ما سئل رسول الله ﷺ على الإسلام شيئًا إِلَّا أعطاه. قال: فجاء رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين». فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 210 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ

  • 📜 حديث: إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب