حديث: إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب استعمال خراج الصَّدقات لأبناء السبيل ومن تجوز لهم الصَّدقات
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣١٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو حديث عظيم يُظهر جانباً من جوانب عظمة النبي ﷺ وسخائه، وأثر ذلك في هداية الناس.
1. شرح المفردات:
● غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ: أي قطيعاً كبيراً من الغنم يملأ ما بين جبلين، وهذا يدل على كثرته وعظم العطاء.
● يُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ: يعطي عطاءً عظيماً وكريماً، وكأنه لا يخاف أن ينفد ما عنده أو يصيبه الفقر من كرمه.
● مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا: أي أن نيته الأولى ودافعه للإسلام weren't purely for الآخرة، بل كان طمعاً في عطاء الدنيا.
● حَتَّى يَكُونَ الإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ: أي أن حقيقة الإيمان تدخل قلبه، فيصير الدين هو أغلى ما عنده.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ فسأله أن يعطيه غنماً كثيرة، فلم يبخل عليه النبي ﷺ وأعطاه هذا العطاء الجزيل. فانطلق هذا الرجل إلى قومه وهو مندهش من هذا الكرم غير المسبوق، فقال لهم مغتبطاً: "يا قومي أسلموا، فوالله إن محمداً ليعطي عطاء من لا يخاف الفقر!" أي يعطي كأنه واثق أن عطاءه لن ينفد، ولا يخشى أن يصيبه нужда بعده.
ثم يعلق أنس رضي الله عنه بحكمة بالغة فيقول: إن كان الرجل ليدخل في الإسلام بدافع دنيوي بحت (كطلب المال أو الجاه)، ولكن ما يلبث أن يستمر في الإسلام ويذوق حلاوة الإيمان، حتى يصير الإسلام نفسه أحب إليه من كل متاع الدنيا وزينتها.
3. الدروس المستفادة منه:
1- سخاء النبي ﷺ وكرمه: كان النبي ﷺ أجود الناس بالخير، وكان كرمه وسخاؤه من أعظم أسباب دخول الناس في الإسلام، حيث كان يعطي الوافد عليه مما يملك، حتى إنه ﷺ كان يعطي العطاء الواحد الذي يغنم صاحبه.
2- الحكمة في الدعوة إلى الله: كان النبي ﷺ حكيماً في استغلال المواقف لجذب الناس إلى الإسلام، فلم يكن بخيلاً بالمال إذا كان ذلك سبيلاً إلى هداية قلب.
3- قبول التوبة وإن تغيرت النوايا: الحديث يبشر بأن الله يقبل من جاء إليه ولو كان قصده في البداية دنيوياً، فإذا صدق في إسلامه وآمن، فإن الله يزكي قلبه ويجعل الإيمان أحب إليه من الدنيا بأكملها.
4- تفاضل الناس في الإيمان: الناس يتفاوتون في دخولهم الإسلام، فمنهم من يدخله خالصاً لله، ومنهم من تدفعه دوافع دنيوية، ولكن الإسلام نفسه يهذب النفوس ويصقل القلوب.
5- عظمة الإسلام: الإسلام ليس مجرد شعارات، بل هو حقيقة تنفذ إلى القلوب فتحولها من حب الدنيا إلى حب الله ورسوله والدار الآخرة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها على جواز إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة والغنائم، وهم الذين يُعطون لترغيبهم في الإسلام أو تثبيتهم عليه أو لجذب قلوبهم.
- فيه دليل على أن حب الدنيا قد يكون أولاً، ولكن الإيمان الصادق يغلب ذلك ويصير هو المحبوب.
- يُستفاد منه أيضاً أن القدوة الحسنة وأخلاق الداعية لها أثر بالغ في قبول الدعوة، فكرم النبي ﷺ كان سبباً في إسلام هذا الرجل وقومه.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يحبون الإسلام وأهله، وأن يثبت قلوبنا على دينه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ورواه أيضًا من وجه آخر عن حميد، عن موسى بن أنس، عن أبيه، قال: «ما سئل رسول الله ﷺ على الإسلام شيئًا إِلَّا أعطاه. قال: فجاء رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين». فذكره.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 210 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 185 يَا أَبَا ذَرٍّ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ أَدْرَكْتَ مَنْ...
- 186 ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ
- 187 في كل يوم طلعت فيه الشمس على ابن آدم صدقة
- 188 كل معروف صدقة
- 189 معنى كل معروف صدقة
- 190 كُلُّ مَعْروفٍ صَدَقَةٌ
- 191 كل عمل معروف يعد صدقة في الاسلام
- 192 السَّلَامُ عَلَيْكَ تَحِيَّةُ الأَحْيَاءِ
- 193 عن كل مفصل صدقة والنخاعة في المسجد تدفنها
- 194 كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا في غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلا مَخِيلَةٍ
- 195 مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ
- 196 ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة
- 197 أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ
- 198 التصدق عن الميت ينفعه
- 199 هل يكفر عن الميت أن أتصدق عنه؟
- 200 هل ينفعها أن أتصدق عنها؟
- 201 أعْتِقُوا أَوْ تَصَدَّقُوا أَوْ حُجُّوا عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلُغُهُ ذَلِكَ
- 202 التصدق عن الميت ينفعه وعليك بالماء
- 203 دعاء النبي لال المتصدقين
- 204 بَعَثْنَا مُصَدِّقَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنَّ فُلَانًا أَعْطَاهُ فَصِيلًا مَخْلُولًا
- 205 إخراج الزكاة طهرة تطهرك وتصل أرحامك
- 206 انطلق نفر إلى خَيْبَرَ فوجدوا أحدهم قتيلًا
- 207 قَدِمَ نَاسٌ مِنْ عُرَيْنَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ فَاجْتَوَوُا المَدِينَةَ
- 208 أعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكَبَّ في النار
- 209 ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء
- 210 إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
- 211 من أسلم لا يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من...
- 212 إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي
- 213 ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
- 214 يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من...
- 215 لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
- 216 قسم النبي الغنائم يوم حنين ولم يعط الأنصار شيئًا
- 217 إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
- 218 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة...
- 219 رسول الله يعطي صفوان بن أمية مائة نعمة ثلاث مرات
- 220 والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى ما لنا...
- 221 لأتصدقن بصدقة فوضعها في يد سارق
- 222 بايَعتُ رسولَ اللهِ أنا وأبي وجدِّي
- 223 تصدقت على أمي بجارية ثم ماتت
- 224 إعطيت أمي حديقة لي وماتت ولم تترك وارثًا غيري
- 225 مثل الذي يرجع في صدقته كالكلب يعود في قيئه
- 226 لا تبتعه ولا تعد في صدقتك
- 227 لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد
- 228 كنا نعد الماعون على عهد رسول الله عارية الدلو والقدر
- 229 من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد
- 230 من كل حائط بقنو للمساكين
- 231 من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا...
- 232 تحلب الإبل على الماء
- 233 نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
- 234 تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
معلومات عن حديث: إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
📜 حديث: إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








