حديث: إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في مؤلفة القلوب

عن عبد اللَّه، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، آثَرَ رسول الله ﷺ نَاسًا فِي القِسْمَةِ فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ وآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي القِسْمَةِ. قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ! إِنَّ هَذِهِ لقِسْمَةٌ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ! قال: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ! لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ حَتَّى كَانَ كَالصِّرْفِ، ثُمَّ قَالَ «فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ». قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» قَالَ: قُلْتُ: لَا جَرَمَ لَا أَرْفَعُ إِلَيْهِ بَعْدَهَا حَدِيثًا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٥٠)، ومسلم في الزّكاة (١٠٦٢) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكر الحديث، واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.

عن عبد اللَّه، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، آثَرَ رسول الله ﷺ نَاسًا فِي القِسْمَةِ فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ وآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي القِسْمَةِ. قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ! إِنَّ هَذِهِ لقِسْمَةٌ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ! قال: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ! لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ حَتَّى كَانَ كَالصِّرْفِ، ثُمَّ قَالَ «فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ». قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» قَالَ: قُلْتُ: لَا جَرَمَ لَا أَرْفَعُ إِلَيْهِ بَعْدَهَا حَدِيثًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، ومنهم الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" وابن حجر العسقلاني في "فتح الباري".

نص الحديث:


عن عبد اللَّه (وهو ابن مسعود رضي الله عنه)، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، آثَرَ رسول الله ﷺ نَاسًا فِي القِسْمَةِ فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ وآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي القِسْمَةِ. قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ! إِنَّ هَذِهِ لقِسْمَةٌ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ! قال: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ! لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ حَتَّى كَانَ كَالصِّرْفِ، ثُمَّ قَالَ «فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ». قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» قَالَ: قُلْتُ: لَا جَرَمَ لَا أَرْفَعُ إِلَيْهِ بَعْدَهَا حَدِيثًا».

1. شرح المفردات:


● يَوْمُ حُنَيْنٍ: هي غزوة حنين التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة، وكان النصر فيها للمسلمين بعد أن كادوا ينهزموا.
● آثَرَ: أي فضل وأنعم عليهم بإعطائهم عطاءً أكثر من غيرهم.
● الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ وعُيَيْنَةَ: هما من أشراف العرب وزعمائهم الذين أسلموا حديثًا، وأعطاهم النبي ﷺ لترغيبهم في الإسلام وتثبيت إيمانهم.
● كالصرف: الصرف هو صبغ أحمر، وشبه وجهه الشريف ﷺ به لشدة احمراره من الغضب لله.
● لا جرم: أي لا بد ولا محالة، تعبير عن العزم والتصميم.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن حادثة وقعت بعد غزوة حنين، حيث قسم النبي ﷺ غنائم الغزوة، ففضل أن يعطي أشراف العرب ومَن دخل في الإسلام حديثًا (مثل الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن) عطاءً أكثر من غيرهم، وذلك لحكمة عظيمة وهي تأليف قلوبهم وتثبيتهم على الإسلام. فاعترض رجل (وهو ذو الخويصرة التميمي، كما في روايات أخرى) على هذه القسمة واتهم النبي ﷺ بعدم العدل وعدم إرادة وجه الله! فغضب النبي ﷺ غضبًا شديدًا لهذه التهمة الباطلة، ورد عليه ردًا بليغًا، ثم ضرب مثلاً بصبر النبي موسى عليه السلام على أذى قومه، مما جعل ابن مسعود يعاهد نفسه على ألا ينقل مثل هذا الكلام إليه مرة أخرى.

3. الدروس المستفادة منه:


● حكمة القيادة والنظر في المصالح: بيان حكمة النبي ﷺ في تقسيم الغنائم، حيث أعطى المؤلفة قلوبهم (الذين أسلموا حديثًا أو ضعيف إيمانهم) ليجذبهم إلى الإسلام ويقوي إيمانهم، وهذا من السياسة الشرعية الحكيمة.
● تحريم التطاول على الله ورسوله: الحديث يحذر من الاعتراض على أحكام الله ورسوله ﷺ، وأن ذلك من كبائر الذنوب.
● العدل المطلق لله ورسوله: رد النبي ﷺ «فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» تأكيد على أن عدل الله ورسوله هو المطلق الذي لا يشوبه شك، وأن طاعتهما واجبة.
● القدوة في الصبر: قوله ﷺ «يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» توجيه للأمة بالصبر على الأذى والاعتراضات الجاهلة، والاقتداء بالأنبياء.
● غضب النبي ﷺ لله: تغير وجهه الشريف حتى كان كالصرف يدل على شدة غضبه عندما تنتهك حرمات الله، وهذا من كمال غيرته لله تعالى.
● التأدب مع النبي ﷺ: موقف ابن مسعود رضي الله عنه يعلمنا أدب الصحابة مع النبي ﷺ وخوفهم من إزعاجه أو إيذائه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- الحكمة من إعطاء المؤلفة قلوبهم مذكورة في القرآن الكريم في سورة التوبة: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٥٠)، ومسلم في الزّكاة (١٠٦٢) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكر الحديث، واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 217 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين

  • 📜 حديث: إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب