حديث: إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في مؤلفة القلوب
متفق عليه: رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٥٠)، ومسلم في الزّكاة (١٠٦٢) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكر الحديث، واللّفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ نحوه.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، ومنهم الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" وابن حجر العسقلاني في "فتح الباري".
نص الحديث:
عن عبد اللَّه (وهو ابن مسعود رضي الله عنه)، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، آثَرَ رسول الله ﷺ نَاسًا فِي القِسْمَةِ فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ وآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي القِسْمَةِ. قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ! إِنَّ هَذِهِ لقِسْمَةٌ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ! قال: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ! لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ حَتَّى كَانَ كَالصِّرْفِ، ثُمَّ قَالَ «فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ». قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» قَالَ: قُلْتُ: لَا جَرَمَ لَا أَرْفَعُ إِلَيْهِ بَعْدَهَا حَدِيثًا».
1. شرح المفردات:
● يَوْمُ حُنَيْنٍ: هي غزوة حنين التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة، وكان النصر فيها للمسلمين بعد أن كادوا ينهزموا.
● آثَرَ: أي فضل وأنعم عليهم بإعطائهم عطاءً أكثر من غيرهم.
● الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ وعُيَيْنَةَ: هما من أشراف العرب وزعمائهم الذين أسلموا حديثًا، وأعطاهم النبي ﷺ لترغيبهم في الإسلام وتثبيت إيمانهم.
● كالصرف: الصرف هو صبغ أحمر، وشبه وجهه الشريف ﷺ به لشدة احمراره من الغضب لله.
● لا جرم: أي لا بد ولا محالة، تعبير عن العزم والتصميم.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن حادثة وقعت بعد غزوة حنين، حيث قسم النبي ﷺ غنائم الغزوة، ففضل أن يعطي أشراف العرب ومَن دخل في الإسلام حديثًا (مثل الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن) عطاءً أكثر من غيرهم، وذلك لحكمة عظيمة وهي تأليف قلوبهم وتثبيتهم على الإسلام. فاعترض رجل (وهو ذو الخويصرة التميمي، كما في روايات أخرى) على هذه القسمة واتهم النبي ﷺ بعدم العدل وعدم إرادة وجه الله! فغضب النبي ﷺ غضبًا شديدًا لهذه التهمة الباطلة، ورد عليه ردًا بليغًا، ثم ضرب مثلاً بصبر النبي موسى عليه السلام على أذى قومه، مما جعل ابن مسعود يعاهد نفسه على ألا ينقل مثل هذا الكلام إليه مرة أخرى.
3. الدروس المستفادة منه:
● حكمة القيادة والنظر في المصالح: بيان حكمة النبي ﷺ في تقسيم الغنائم، حيث أعطى المؤلفة قلوبهم (الذين أسلموا حديثًا أو ضعيف إيمانهم) ليجذبهم إلى الإسلام ويقوي إيمانهم، وهذا من السياسة الشرعية الحكيمة.
● تحريم التطاول على الله ورسوله: الحديث يحذر من الاعتراض على أحكام الله ورسوله ﷺ، وأن ذلك من كبائر الذنوب.
● العدل المطلق لله ورسوله: رد النبي ﷺ «فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» تأكيد على أن عدل الله ورسوله هو المطلق الذي لا يشوبه شك، وأن طاعتهما واجبة.
● القدوة في الصبر: قوله ﷺ «يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» توجيه للأمة بالصبر على الأذى والاعتراضات الجاهلة، والاقتداء بالأنبياء.
● غضب النبي ﷺ لله: تغير وجهه الشريف حتى كان كالصرف يدل على شدة غضبه عندما تنتهك حرمات الله، وهذا من كمال غيرته لله تعالى.
● التأدب مع النبي ﷺ: موقف ابن مسعود رضي الله عنه يعلمنا أدب الصحابة مع النبي ﷺ وخوفهم من إزعاجه أو إيذائه.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- الحكمة من إعطاء المؤلفة قلوبهم مذكورة في القرآن الكريم في سورة التوبة: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَ
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 217 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 192 السَّلَامُ عَلَيْكَ تَحِيَّةُ الأَحْيَاءِ
- 193 عن كل مفصل صدقة والنخاعة في المسجد تدفنها
- 194 كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا في غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلا مَخِيلَةٍ
- 195 مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ
- 196 ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة
- 197 أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ
- 198 التصدق عن الميت ينفعه
- 199 هل يكفر عن الميت أن أتصدق عنه؟
- 200 هل ينفعها أن أتصدق عنها؟
- 201 أعْتِقُوا أَوْ تَصَدَّقُوا أَوْ حُجُّوا عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلُغُهُ ذَلِكَ
- 202 التصدق عن الميت ينفعه وعليك بالماء
- 203 دعاء النبي لال المتصدقين
- 204 بَعَثْنَا مُصَدِّقَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنَّ فُلَانًا أَعْطَاهُ فَصِيلًا مَخْلُولًا
- 205 إخراج الزكاة طهرة تطهرك وتصل أرحامك
- 206 انطلق نفر إلى خَيْبَرَ فوجدوا أحدهم قتيلًا
- 207 قَدِمَ نَاسٌ مِنْ عُرَيْنَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ فَاجْتَوَوُا المَدِينَةَ
- 208 أعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكَبَّ في النار
- 209 ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء
- 210 إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
- 211 من أسلم لا يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من...
- 212 إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي
- 213 ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
- 214 يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من...
- 215 لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
- 216 قسم النبي الغنائم يوم حنين ولم يعط الأنصار شيئًا
- 217 إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
- 218 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة...
- 219 رسول الله يعطي صفوان بن أمية مائة نعمة ثلاث مرات
- 220 والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى ما لنا...
- 221 لأتصدقن بصدقة فوضعها في يد سارق
- 222 بايَعتُ رسولَ اللهِ أنا وأبي وجدِّي
- 223 تصدقت على أمي بجارية ثم ماتت
- 224 إعطيت أمي حديقة لي وماتت ولم تترك وارثًا غيري
- 225 مثل الذي يرجع في صدقته كالكلب يعود في قيئه
- 226 لا تبتعه ولا تعد في صدقتك
- 227 لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد
- 228 كنا نعد الماعون على عهد رسول الله عارية الدلو والقدر
- 229 من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد
- 230 من كل حائط بقنو للمساكين
- 231 من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا...
- 232 تحلب الإبل على الماء
- 233 نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
- 234 تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
- 235 نِعْمَ المَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ
- 236 مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً غَدَتْ بِصَدَقَةٍ وَرَاحَتْ بِصَدَقَةٍ
- 237 أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز
- 238 مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
- 239 من منح منحة ورق أو ذهب فهو كعدل رقبة
- 240 الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله
- 241 النبي ﷺ يهدي مائة بدنة ويأمر عليا بتقسيم لحومها وجلالها...
معلومات عن حديث: إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
📜 حديث: إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








