حديث: يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في مؤلفة القلوب

عن أنس: أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ حِينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ﷺ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ مَا أَفَاءَ فَطَفِقَ يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ المِائَةَ مِنَ الإِبِلِ - فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَدَعُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ! قَالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِمَقَالَتِهِمْ فَأَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «مَا كَانَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟». قَالَ لَهُ فُقَهَاؤُهُمْ: أَمَّا ذَوُو آرَائِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُ الأَنْصَارَ، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ وَتَرْجِعُوا إِلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَوَاللَّهِ مَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ». قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَدْ رَضِينَا. فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً شَدِيدَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﷺ عَلَى الحَوْضِ». قَالَ أَنَسٌ فَلَمْ نَصْبِرْ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٤٧)، ومسلم في الزّكاة (١٠٥٩) كلاهما من طريق الزّهريّ، عن أنس، فذكره، واللّفظ للبخاريّ.

عن أنس: أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ حِينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ﷺ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ مَا أَفَاءَ فَطَفِقَ يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ المِائَةَ مِنَ الإِبِلِ - فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَدَعُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ! قَالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِمَقَالَتِهِمْ فَأَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «مَا كَانَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟». قَالَ لَهُ فُقَهَاؤُهُمْ: أَمَّا ذَوُو آرَائِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُ الأَنْصَارَ، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ وَتَرْجِعُوا إِلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَوَاللَّهِ مَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ». قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَدْ رَضِينَا. فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً شَدِيدَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﷺ عَلَى الحَوْضِ». قَالَ أَنَسٌ فَلَمْ نَصْبِرْ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة، وذلك وفق منهج أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● أَفَاءَ اللَّهُ: أي رد الله على رسوله أموال هوازن بعد غزوة حنين، والفيء هو المال الذي يؤخذ من الكفار بدون قتال.
● هَوَازِنَ: هي قبيلة عربية كبيرة كانت قد حاربت المسلمين في غزوة حنين.
● يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ المِائَةَ مِنَ الإِبِلِ: أي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي زعماء قريش مئة ناقة لكل واحد منهم.
● وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ: كناية عن شجاعة الأنصار في القتال ضد المشركين.
● فُقَهَاؤُهُمْ: أي عقلاؤهم وحكماؤهم.
● حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ: أي صغار السن وقليلو الخبرة.
● أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ: أي أعطي رجالاً حديثي العهد بالإسلام، وكانوا حتى وقت قريب على الكفر.
● تَرْجِعُوا إِلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ: أي ترجعون إلى بيوتكم ومعكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● أَثَرَةً شَدِيدَةً: أي استئثاراً بالمنافع والمغانم دونكم، أو تفضيلاً لغيركم عليكم في أمور الدنيا.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


بعد انتصار المسلمين في غزوة حنين، وزع النبي صلى الله عليه وسلم غنائمها على رؤوس قريش حديثي العهد بالإسلام، مثل أبي سفيان وحكيم بن حزام وغيرهم، وأعطى كلاً منهم مئة ناقة، بينما لم يعطِ الأنصار شيئاً يذكر. فتكلم بعض شباب الأنصار متسائلين متعجبين: لماذا يعطي النبي صلى الله عليه وسلم قريشاً ويتركنا، مع أن سيوفنا كانت تقطر من دماء هؤلاء المشركين سابقاً؟ فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم كلامهم، جمعهم وخاطبهم موضحاً حكمته من ذلك، وهي تأليف قلوب هؤلاء القرشيين ليدخلوا في الإسلام ويقووا، بينما الأنصار إيمانهم راسخ ولا حاجة لتأليفهم. ثم بين لهم أنهم سينالون أجراً أعظم وهو رضوان الله ورسوله، وختم بأنهم سيواجهون بعد وفاته استئثاراً شديداً من بعض الحكام، وأمرهم بالصبر حتى يلقوا الله ورسوله على الحوض.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- حكمة القيادة في توزيع المال العام: بيان حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في توزيع الغنائم، حيث فضل تأليف قلوب حديثي الإسلام على إعطاء أصحابه الثابتين في الإيمان، مما يدل على مراعاة المصالح العامة للأمة.
2- فضل الصبر والرضا بقضاء الله وقدره: أمر النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار بالصبر على ما قد يحدث من استئثار بالمنافع الدنيوية، ووعدهم بالأجر العظيم عند الله.
3- التعامل مع انتقادات الآخرين بحكمة: instead of الغضب أو التوبيخ، استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الحوار والتفهيم، مما يدل على أهمية التواصل الحكيم في حل الخلافات.
4- تفاضل الناس في الإيمان والصبر: ليس كل الناس في درجة واحدة من الصبر واليقين، فمنهم الراسخون في العلم والإيمان مثل حكماء الأنصار، ومنهم ضعاف الصبر مثل شبابهم.
5- بيان فضل الأنصار: حيث وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم الخيار الذين يرضون بالرسول صلى الله عليه وسلم بدلاً من الدنيا.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- الغنائم في الإسلام تُوزع حسبما يراه الإمام أو القائد بما يحقق المصلحة العامة، وليس بالضرورة بالتساوي.
- قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً شَدِيدَةً" هو من أعلام نبوته، حيث تحقق ذلك في بعض عهود الخلفاء والأمراء الذين استأثروا بالمال دون العامة.
- قوله: "فَلَمْ نَصْبِرْ" من أنس رضي الله عنه اعتراف بأن بعض الأنصار لم يصبروا على ما حدث بعد ذلك من استئثار، مما يدل على صدقهم وعدم كتمانهم للحقيقة.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٤٧)، ومسلم في الزّكاة (١٠٥٩) كلاهما من طريق الزّهريّ، عن أنس، فذكره، واللّفظ للبخاريّ.
ولفظ مسلم نحوه إِلَّا أنه قال بعد قوله: «فاصبروا حتّى تلقوا الله تعالى ورسوله ﷺ على الحوض» قالوا: سنصبر. ولم يقل: قال أنس: «فلم نصبر».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 214 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم

  • 📜 حديث: يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب