حديث: ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب استعمال خراج الصَّدقات لأبناء السبيل ومن تجوز لهم الصَّدقات
حسن: رواه أحمد (١٧٩٣٨)، والطَّبرانيّ في الكبير (٢٢/ (٨٣٧) كلاهما من حديث محمد بن.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من حديث نبيه الكريم.
الحديث الذي طلبت شرحه رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح عن أبي لاس الخزاعي رضي الله عنه، وفيه دروس وعبر عظيمة.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● حَمَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أي أوصلنا وأركبنا.
● عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ: الإبل التي جاءت من أموال الزكاة التي جمعها النبي صلى الله عليه وسلم لبيت مال المسلمين.
● مَا نَرَى أَنْ تَحْمِلَنَا هَذِهِ: تعجب الصحابة من ركوبهم على هذه الإبل، ربما لكونها هزيلة أو غير مهيأة للحمل ظاهريًا، أو لأنها من مال الله تعالى فاستحوا من ركوبها.
● فِي ذُرْوَتِهِ شَيْطَانٌ: "ذُرْوَتِهِ" أي في أعلى سنامه. والمعنى: أن الشيطان يحضر ليركب مع الراكب ويوسوس له، أو أن المقصود مجازي، أي أن فيها طبيعة شريرة وجموحة تحتاج إلى تذكير وتسيير.
● فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا: أي قولوا: "بسم الله" عند الركوب.
● ثُمَّ امْتَهِنُوهَا: من الامتهان، أي استعملوها واستخدموها في حاجتكم من غير ترفع أو ترف، بل بإذلالها وتسييرها لما خلقت له.
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي أبو لاس الخزاعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حمّلهم (أي أركبهم) على إبل من إبل الزكاة التي جاءت إليه، فلما رأوها ربما استعظموا ركوبها لأنها مال عام للمسلمين، أو لأنها لم تكن في حالة قوية، فقالوا: "يا رسول الله، ما نرى أن تحملنا هذه!" أي نستحي أن نركبها أو نخشى ألا تطيقنا.
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يوجد بعير إلا والشيطان حاضر عليه يوسوس للراكب ويحاول إيذاءه أو إخافته، ثم أمرهم بعلاج ذلك بأمرين:
1- أن يذكروا اسم الله عند الركوب، فهذا الذكر يطرد الشيطان ويحفظهم بإذن الله.
2- أن "يمتهنوها" لأنفسهم، أي يستعملوها في حاجتهم من غير ترفع أو تكلف، بل يسيّروها ويقودوها بقوة وثقة.
ثم ختم الحديث بقوله: "فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللَّهُ"، أي أن الذي يحملهم ويوصلهم إلى目的地 هو الله تعالى بقدرته، وهذه الإبل مجرد سبب وأداة بيد الله، فليتوكلوا على الله ويستعملوا الأسباب.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لهم "اتكلوا على الله ولا تركبوا"، بل أمرهم أن يركبوا ويذكروا الله ويسيروها، فهذا جمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب المشروعة.
2- استحباب التسمية عند ركوب الدابة أو المركوبة: وهذا من السنة، لقوله: "فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِذَا رَكِبْتُمُوهَا كَمَا أَمَرْتُكُمْ".
3- أن الشيطان حريص على إيذاء ابن آدم في كل أحواله: حتى في أمور سفره ومركبته، فلا يأمن الإنسان من كيده إلا بذكر الله والتعوذ به.
4- جواز الانتفاع بمال الصدقة (الزكاة) في مصالح المسلمين العامة: كأن يحمل عليها الغزاة أو الحجاج أو من في حاجة، إذا كان ذلك لمصلحة عامة للمسلمين.
5- الاستعانة بالله وإفراده بالحول والقوة: فقوله: "فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللَّهُ" تذكير بأن القوة والسلامة من الله وحده، والأسباب لا تنفع إلا بمشيئته.
6- الابتعاد عن التكلف والترفع في أمور الحياة: فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن "يمتهنوها" لأنفسهم، أي يستخدموها بدون ترفع أو تأنق زائد.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدخل في باب الذكر عند ركوب الدابة، وفيه فضل التسمية لطرد الشيطان.
- يستفاد منه أيضًا جواز استخدام أموال الزكاة في المصالح العامة إذا رأى الإمام ذلك لمصلحة المسلمين.
- فيه توجيه نبوي إلى الثقة بالله والتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب المشروعة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وإسناده حسن؛ لأنَّ محمد بن إسحاق قد صرَّح بالتحديث في الرواية الثانية عند الإمام أحمد (١٧٩٣٨).
وصحّحه ابن خزيمة (٢٣٧٧)، والحاكم (١/ ٤٤٤) وقال: «على شرط مسلم» وزادوا بعد قوله إبل الصّدقة: «ضعاف» للحجّ.
وقوله: «كما أمركم» أي أمركم الله تعالى في قوله: ﴿لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ [سورة الزخرف: ١٣ - ١٤].
وقوله: «امتهنوها» معناه استعملوها.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 213 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 188 كل معروف صدقة
- 189 معنى كل معروف صدقة
- 190 كُلُّ مَعْروفٍ صَدَقَةٌ
- 191 كل عمل معروف يعد صدقة في الاسلام
- 192 السَّلَامُ عَلَيْكَ تَحِيَّةُ الأَحْيَاءِ
- 193 عن كل مفصل صدقة والنخاعة في المسجد تدفنها
- 194 كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا في غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلا مَخِيلَةٍ
- 195 مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ
- 196 ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة
- 197 أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ
- 198 التصدق عن الميت ينفعه
- 199 هل يكفر عن الميت أن أتصدق عنه؟
- 200 هل ينفعها أن أتصدق عنها؟
- 201 أعْتِقُوا أَوْ تَصَدَّقُوا أَوْ حُجُّوا عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلُغُهُ ذَلِكَ
- 202 التصدق عن الميت ينفعه وعليك بالماء
- 203 دعاء النبي لال المتصدقين
- 204 بَعَثْنَا مُصَدِّقَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنَّ فُلَانًا أَعْطَاهُ فَصِيلًا مَخْلُولًا
- 205 إخراج الزكاة طهرة تطهرك وتصل أرحامك
- 206 انطلق نفر إلى خَيْبَرَ فوجدوا أحدهم قتيلًا
- 207 قَدِمَ نَاسٌ مِنْ عُرَيْنَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ فَاجْتَوَوُا المَدِينَةَ
- 208 أعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكَبَّ في النار
- 209 ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء
- 210 إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
- 211 من أسلم لا يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من...
- 212 إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي
- 213 ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
- 214 يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من...
- 215 لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
- 216 قسم النبي الغنائم يوم حنين ولم يعط الأنصار شيئًا
- 217 إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
- 218 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة...
- 219 رسول الله يعطي صفوان بن أمية مائة نعمة ثلاث مرات
- 220 والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى ما لنا...
- 221 لأتصدقن بصدقة فوضعها في يد سارق
- 222 بايَعتُ رسولَ اللهِ أنا وأبي وجدِّي
- 223 تصدقت على أمي بجارية ثم ماتت
- 224 إعطيت أمي حديقة لي وماتت ولم تترك وارثًا غيري
- 225 مثل الذي يرجع في صدقته كالكلب يعود في قيئه
- 226 لا تبتعه ولا تعد في صدقتك
- 227 لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد
- 228 كنا نعد الماعون على عهد رسول الله عارية الدلو والقدر
- 229 من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد
- 230 من كل حائط بقنو للمساكين
- 231 من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا...
- 232 تحلب الإبل على الماء
- 233 نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
- 234 تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
- 235 نِعْمَ المَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ
- 236 مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً غَدَتْ بِصَدَقَةٍ وَرَاحَتْ بِصَدَقَةٍ
- 237 أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز
معلومات عن حديث: ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
📜 حديث: ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








