حديث: أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة من الإبل
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في مؤلفة القلوب
الإِبِلِ، وَأَعْطَى عَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ دُونَ ذَلِكَ«، فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ:
أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ العُبَيْـ ... ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ
فَمَا كَانَ بَدْرٌ وَلَا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي المَجْمَعِ
وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَخْفِضِ اليَوْمَ لَا يُرْفَعِ
قَالَ: «فَأَتَمَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِائَةً».
صحيح: رواه مسلم في الزّكاة (١٠٦٠) عن محمد بن أبي عمر المكيّ، ثنا سفيان، عن عمر بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، عن رافع بن خديج، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة.
نص الحديث:
عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: أَعْطَى رَسُولُ اللهِ ﷺ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَصَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ، وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ، وَالأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ دُونَ ذَلِكَ، فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ:
أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ العُبَيْـ ... ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ
فَمَا كَانَ بَدْرٌ وَلَا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي المَجْمَعِ
وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَخْفِضِ اليَوْمَ لَا يُرْفَعِ
قَالَ: «فَأَتَمَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِائَةً».
١. شرح المفردات:
● أَعْطَى: وهب وأعان.
● دُونَ ذَلِكَ: أقل من مائة، وقيل كان أربعين بعيرًا.
● نَهْبِي: حظي ونصيبي من الغنيمة.
● نَهْبَ العُبَيْدِ: يقصد به نصيب من معه من قومه أو أتباعه.
● بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ: أي يعطى لهذين الرجلين.
● بَدْرٌ: يقصد الأقرع بن حابس، حيث كان يُكنى بأبي بَدْر.
● حَابِسٌ: هو الأقرع بن حابس أيضًا.
● يَفُوقَانِ: يسبقان ويتفوقان.
● مِرْدَاسَ: هو والد عباس، ويشير به إلى نفسه ونسبه.
● فِي المَجْمَعِ: في مجامع الناس ومحافلهم، أي في الشرف والمكانة.
● دُونَ امْرِئٍ: أقل من رجلٍ منهم.
● تَخْفِضِ: تُذل وتُهين.
● لَا يُرْفَعِ: لا يعود له مكانة بعد ذلك.
٢. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي رافع بن خديج رضي الله عنه أن النبي ﷺ بعد غزوة حنين، أعطى المؤلفة قلوبهم من زعماء القبائل وأشراف العرب مائة بعير لكل واحد، منهم أبو سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس. أما عباس بن مرداس السلمي، فقد أعطاه أقل من ذلك (وقيل أربعين بعيرًا). فأنشد عباس بن مرداس هذه الأبيات معترضًا على هذا التفاوت، مُظهرًا غضبه واستياءه، ومفاخرًا بنفسه وبمكانة أبيه مرداس، ومُشيرًا إلى أن من يُهان اليوم ولا يُعطى حقه لا تُرفع له راية بعدها. فلما سمع النبي ﷺ كلامه وأنشودته، أمر بإكمال مائة له، فسُلمت له.
٣. الدروس المستفادة منه:
1- حكمة النبي ﷺ في سياسة الناس: كان إعطاء النبي ﷺ لهؤلاء الزعماء من المؤلفة قلوبهم جزءًا من سياسته الحكيمة في تأليف قلوب من دخل في الإسلام حديثًا، أو من يُرجى إسلامه، لتقوية شوكة المسلمين وجذب الآخرين إلى الإسلام.
2- مراعاة المشاعر وعدم إيذاء النفوس: استجاب النبي ﷺ لشكوى عباس بن مرداس وأنصفه، مما يدل على أهمية مراعاة مشاعر الأفراد وعدم إهانتهم أو التقليل من شأنهم، خاصة من لهم سابقة في الإسلام وفضل.
3- جواز إنشاد الشعر أمام الولاة والمسؤولين: بيان جواز إنشاد الشعر الذي فيه حق ومظلمة أمام الحكام، إذا كان القصد منه طلب الإنصاف دون تجريح أو خروج عن الأدب.
4- الشجاعة في طلب الحق: يُستفاد من موقف عباس بن مرداس الشجاعة في المطالبة بالحق، والاعتراض على ما يراه ظلمًا أو تقصيرًا، ولكن بأدب وبدون تجريح.
5- الاعتراف بالفضل والسابقة: التفريق في العطاء قد يكون لاعتبارات خاصة يعلمها القائد، ولكن يجب الاعتراف بفضل من لهم سابقة في الإسلام وجهاد.
6- العدل والإنصاف من صفات القيادة: سرعة استجابة النبي ﷺ لمطلب الحق تدل على عدله وإنصافه ﷺ، ورغبته في إزالة أي ظلم أو شعور بالغبن.
٤. معلومات إضافية مفيدة:
● السياق التاريخي: حدث هذا بعد غزوة حنين، حيث وزع النبي ﷺ غنائم الغزوة، فأعطى المؤلفة قلوبهم من سادة العرب وزعمائهم ليتألفهم على الإسلام.
● عباس بن مرداس: هو شاعر وفارس من بني سليم، أسلم قبل الفتح وكان من المؤلفة قلوبهم، لكن له سابقة في الإسلام ومكانة.
● الحكمة من التفاوت: قد يكون النبي ﷺ أعطى أولئك المائة لكونهم أشرافًا في قومهم وذوي نفوذ، فرأى أن تأليفهم أولى في ذلك الظرف، لكنه لما رأى تأثير ذلك
تخريج الحديث
قال بعض أهل العلم: إن النَّبِيّ ﷺ أعطى المؤلفة من خمس الخمس.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 218 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 193 عن كل مفصل صدقة والنخاعة في المسجد تدفنها
- 194 كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا في غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلا مَخِيلَةٍ
- 195 مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ
- 196 ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة
- 197 أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ
- 198 التصدق عن الميت ينفعه
- 199 هل يكفر عن الميت أن أتصدق عنه؟
- 200 هل ينفعها أن أتصدق عنها؟
- 201 أعْتِقُوا أَوْ تَصَدَّقُوا أَوْ حُجُّوا عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلُغُهُ ذَلِكَ
- 202 التصدق عن الميت ينفعه وعليك بالماء
- 203 دعاء النبي لال المتصدقين
- 204 بَعَثْنَا مُصَدِّقَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنَّ فُلَانًا أَعْطَاهُ فَصِيلًا مَخْلُولًا
- 205 إخراج الزكاة طهرة تطهرك وتصل أرحامك
- 206 انطلق نفر إلى خَيْبَرَ فوجدوا أحدهم قتيلًا
- 207 قَدِمَ نَاسٌ مِنْ عُرَيْنَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ فَاجْتَوَوُا المَدِينَةَ
- 208 أعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكَبَّ في النار
- 209 ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء
- 210 إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
- 211 من أسلم لا يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من...
- 212 إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي
- 213 ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
- 214 يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من...
- 215 لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
- 216 قسم النبي الغنائم يوم حنين ولم يعط الأنصار شيئًا
- 217 إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
- 218 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة...
- 219 رسول الله يعطي صفوان بن أمية مائة نعمة ثلاث مرات
- 220 والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى ما لنا...
- 221 لأتصدقن بصدقة فوضعها في يد سارق
- 222 بايَعتُ رسولَ اللهِ أنا وأبي وجدِّي
- 223 تصدقت على أمي بجارية ثم ماتت
- 224 إعطيت أمي حديقة لي وماتت ولم تترك وارثًا غيري
- 225 مثل الذي يرجع في صدقته كالكلب يعود في قيئه
- 226 لا تبتعه ولا تعد في صدقتك
- 227 لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد
- 228 كنا نعد الماعون على عهد رسول الله عارية الدلو والقدر
- 229 من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد
- 230 من كل حائط بقنو للمساكين
- 231 من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا...
- 232 تحلب الإبل على الماء
- 233 نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
- 234 تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
- 235 نِعْمَ المَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ
- 236 مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً غَدَتْ بِصَدَقَةٍ وَرَاحَتْ بِصَدَقَةٍ
- 237 أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز
- 238 مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
- 239 من منح منحة ورق أو ذهب فهو كعدل رقبة
- 240 الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله
- 241 النبي ﷺ يهدي مائة بدنة ويأمر عليا بتقسيم لحومها وجلالها...
- 242 كُلُوا وَتَزَوَّدُوا مِنْ لُحُومِ البُدْنِ
معلومات عن حديث: أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة من الإبل
📜 حديث: أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة من الإبل
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة من الإبل
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة من الإبل
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة من الإبل
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








