حديث: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في مؤلفة القلوب

عن أنس، قال: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْأَنْصَارَ فَقَالَ: «أَفِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟» قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنَ أُخْتٍ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ». فَقَالَ: «إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ، وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ وَأَتَأَلَّفَهُمْ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ».

متفق عليه: رواه مسلم في الزّكاة (١٠٥٩: ١٣٣) عن محمد بن المثنى وابن بشار - قال ابن
المثنى: حَدَّثَنَا محمد بن جعفر (غندر)، أخبرنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس، قال: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْأَنْصَارَ فَقَالَ: «أَفِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟» قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنَ أُخْتٍ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ». فَقَالَ: «إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ، وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ وَأَتَأَلَّفَهُمْ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْأَنْصَارَ فَقَالَ: «أَفِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟» قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنَ أُخْتٍ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ». فَقَالَ: «إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ، وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ وَأَتَأَلَّفَهُمْ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ».
رواه البخاري في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● جمع: دعاهم وضمهم.
● أفيكم أحد من غيركم: هل يوجد بينكم شخص ليس منكم (ليس من الأنصار)؟
● ابن أخت لنا: قريب لنا من جهة الأم، وهو من غير قبيلة الأنصار.
● ابن أخت القوم منهم: ابن الأخت يعتبر جزءًا من القوم وينسب إليهم، فهو منهم بحكم القرابة والمصاهرة.
● حديث عهد بجاهلية: لا يزالون قريبين من زمن الجاهلية، ولم يمضِ وقت طويل على إسلامهم.
● مصيبة: يشير إلى ما أصابهم من جهد وفقر بعد الهجرة، أو إلى المصيبة التي لحقت بهم في الجاهلية من حرب وغيرها.
● أجبرهم: أساعدهم وأعوضهم عما فقدوه.
● أتألفهم: أجذب قلوبهم إلى الإسلام وأؤلف بينهم.
● يرجع الناس بالدنيا: يعود الآخرون بالمال والغنائم المادية.
● شعبًا: طريقًا ضيقًا في الجبل، وهو比喻 عن الطريق المنفرد والمختلف.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


جمع النبي ﷺ الأنصار بعد فتح مكة أو بعد غزوة حنين، حيث وزع الغنائم على حديثي العهد بالإسلام من قريش وغيرهم، ولم يعطِ الأنصار منها شيئًا، فوجد بعض الأنصار في أنفسهم من ذلك. فدعاهم النبي ﷺ ليطمئن على مشاعرهم ويبين لهم حكمته في التصرف.
سألهم إن كان بينهم أحد من غيرهم ليستمع للكلام، فأخبروه بأن بينهم ابن أخت لهم (أي من نسب آخر)، فأكد النبي ﷺ أن ابن الأخت يعتبر منهم، مما يدل على حرصه على أن يكون الكلام خاصًا بالأنصار فقط.
ثم شرع ﷺ في توضيح سبب إعطاء الغنائم للمؤلفة قلوبهم من قريش، مبينًا أنهم ما زالوا حديثي عهد بالإسلام، وأنه يريد تأليف قلوبهم وجبر خواطرهم وتقويتهم في الدين.
ثم ختم ﷺ كلامه بأعظم تعزية وتكريم للأنصار، بأنهم لن يعودوا بالمال والغنائم الدنيوية، ولكنهم سيعودون برسول الله ﷺ إلى بيوتهم في المدينة، فهو غنيمتهم وكرامتهم. ثم أكد بمشهد بلاغي مؤثر على تمسكه بهم واختياره لهم على غيرهم، حتى لو اختار الناس كلهم طريقًا واختار الأنصار طريقًا آخر، لاختار هو طريق الأنصار.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة القيادة ورعاية المشاعر: النبي ﷺ هو القائد الحكيم الذي ينظر إلى البعيد، ويوزع المهام والعطاء حسب المصلحة العامة للإسلام والمسلمين، مع الحرص على عدم إيذاء مشاعر أصحابه المخلصين.
2- فضل الأنصار ومكانتهم: يظهر الحديث المكانة السامية للأنصار في قلب النبي ﷺ، وثنائه العظيم عليهم، واعترافه بفضلهم وسابقتهم في الإسلام.
3- تأليف قلوب المسلمين الجدد: سياسة "التألف" أو "تأليف القلوب" مشروعة في الإسلام لصالح الدعوة، وذلك ببذل المال أو الاهتمام لمن دخل الإسلام حديثًا أو من يرجى إسلامه، لتثبيتهم وجذب قلوبهم إلى الدين.
4- تفضيل الآخرة على الدنيا: تذكير النبي ﷺ للأنصار بأنهم سيعودون به ﷺ إلى بيوتهم هو أعظم درس في تقديم القربى من الله ورسوله على任何 متاع دنيوي زائل.
5- الوفاء والعهد: قول النبي ﷺ "لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ" هو أبلغ تعبير عن الوفاء والحب والارتباط الوثيق بين النبي وأصحابه الأنصار، وهو نموذج يجب أن يحتذى به في العلاقات بين المسلمين.
6- الأناة وعدم الاستعجال في الحكم: علم النبي ﷺ ما في نفوس بعض الأنصار، فلم يعنفهم، بل بين وشرح، مما يدعونا إلى عدم الاستعجال في الحكم على تصرفات الآخرين قبل معرفة حكمتهم وغايتهم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- ورد هذا الحديث في صحيح البخاري في كتاب "المناقب"، باب "مناق
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزّكاة (١٠٥٩: ١٣٣) عن محمد بن المثنى وابن بشار - قال ابن
المثنى: حَدَّثَنَا محمد بن جعفر (غندر)، أخبرنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك، فذكره.
ورواه البخاريّ في المغازي (٤٣٣٤) عن محمد بن بشار، به نحوه مختصرًا.
ورواه في مواضع أخرى بإسناد آخر نحو رواية مسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 215 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ

  • 📜 حديث: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب