حديث: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في مؤلفة القلوب
متفق عليه: رواه مسلم في الزّكاة (١٠٥٩: ١٣٣) عن محمد بن المثنى وابن بشار - قال ابن
المثنى: حَدَّثَنَا محمد بن جعفر (غندر)، أخبرنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْأَنْصَارَ فَقَالَ: «أَفِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟» قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْنَ أُخْتٍ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ». فَقَالَ: «إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ، وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ وَأَتَأَلَّفَهُمْ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ».
رواه البخاري في صحيحه.
1. شرح المفردات:
● جمع: دعاهم وضمهم.
● أفيكم أحد من غيركم: هل يوجد بينكم شخص ليس منكم (ليس من الأنصار)؟
● ابن أخت لنا: قريب لنا من جهة الأم، وهو من غير قبيلة الأنصار.
● ابن أخت القوم منهم: ابن الأخت يعتبر جزءًا من القوم وينسب إليهم، فهو منهم بحكم القرابة والمصاهرة.
● حديث عهد بجاهلية: لا يزالون قريبين من زمن الجاهلية، ولم يمضِ وقت طويل على إسلامهم.
● مصيبة: يشير إلى ما أصابهم من جهد وفقر بعد الهجرة، أو إلى المصيبة التي لحقت بهم في الجاهلية من حرب وغيرها.
● أجبرهم: أساعدهم وأعوضهم عما فقدوه.
● أتألفهم: أجذب قلوبهم إلى الإسلام وأؤلف بينهم.
● يرجع الناس بالدنيا: يعود الآخرون بالمال والغنائم المادية.
● شعبًا: طريقًا ضيقًا في الجبل، وهو比喻 عن الطريق المنفرد والمختلف.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
جمع النبي ﷺ الأنصار بعد فتح مكة أو بعد غزوة حنين، حيث وزع الغنائم على حديثي العهد بالإسلام من قريش وغيرهم، ولم يعطِ الأنصار منها شيئًا، فوجد بعض الأنصار في أنفسهم من ذلك. فدعاهم النبي ﷺ ليطمئن على مشاعرهم ويبين لهم حكمته في التصرف.
سألهم إن كان بينهم أحد من غيرهم ليستمع للكلام، فأخبروه بأن بينهم ابن أخت لهم (أي من نسب آخر)، فأكد النبي ﷺ أن ابن الأخت يعتبر منهم، مما يدل على حرصه على أن يكون الكلام خاصًا بالأنصار فقط.
ثم شرع ﷺ في توضيح سبب إعطاء الغنائم للمؤلفة قلوبهم من قريش، مبينًا أنهم ما زالوا حديثي عهد بالإسلام، وأنه يريد تأليف قلوبهم وجبر خواطرهم وتقويتهم في الدين.
ثم ختم ﷺ كلامه بأعظم تعزية وتكريم للأنصار، بأنهم لن يعودوا بالمال والغنائم الدنيوية، ولكنهم سيعودون برسول الله ﷺ إلى بيوتهم في المدينة، فهو غنيمتهم وكرامتهم. ثم أكد بمشهد بلاغي مؤثر على تمسكه بهم واختياره لهم على غيرهم، حتى لو اختار الناس كلهم طريقًا واختار الأنصار طريقًا آخر، لاختار هو طريق الأنصار.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- حكمة القيادة ورعاية المشاعر: النبي ﷺ هو القائد الحكيم الذي ينظر إلى البعيد، ويوزع المهام والعطاء حسب المصلحة العامة للإسلام والمسلمين، مع الحرص على عدم إيذاء مشاعر أصحابه المخلصين.
2- فضل الأنصار ومكانتهم: يظهر الحديث المكانة السامية للأنصار في قلب النبي ﷺ، وثنائه العظيم عليهم، واعترافه بفضلهم وسابقتهم في الإسلام.
3- تأليف قلوب المسلمين الجدد: سياسة "التألف" أو "تأليف القلوب" مشروعة في الإسلام لصالح الدعوة، وذلك ببذل المال أو الاهتمام لمن دخل الإسلام حديثًا أو من يرجى إسلامه، لتثبيتهم وجذب قلوبهم إلى الدين.
4- تفضيل الآخرة على الدنيا: تذكير النبي ﷺ للأنصار بأنهم سيعودون به ﷺ إلى بيوتهم هو أعظم درس في تقديم القربى من الله ورسوله على任何 متاع دنيوي زائل.
5- الوفاء والعهد: قول النبي ﷺ "لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ" هو أبلغ تعبير عن الوفاء والحب والارتباط الوثيق بين النبي وأصحابه الأنصار، وهو نموذج يجب أن يحتذى به في العلاقات بين المسلمين.
6- الأناة وعدم الاستعجال في الحكم: علم النبي ﷺ ما في نفوس بعض الأنصار، فلم يعنفهم، بل بين وشرح، مما يدعونا إلى عدم الاستعجال في الحكم على تصرفات الآخرين قبل معرفة حكمتهم وغايتهم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- ورد هذا الحديث في صحيح البخاري في كتاب "المناقب"، باب "مناق
تخريج الحديث
المثنى: حَدَّثَنَا محمد بن جعفر (غندر)، أخبرنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك، فذكره.
ورواه البخاريّ في المغازي (٤٣٣٤) عن محمد بن بشار، به نحوه مختصرًا.
ورواه في مواضع أخرى بإسناد آخر نحو رواية مسلم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 215 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 190 كُلُّ مَعْروفٍ صَدَقَةٌ
- 191 كل عمل معروف يعد صدقة في الاسلام
- 192 السَّلَامُ عَلَيْكَ تَحِيَّةُ الأَحْيَاءِ
- 193 عن كل مفصل صدقة والنخاعة في المسجد تدفنها
- 194 كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا في غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلا مَخِيلَةٍ
- 195 مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ
- 196 ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة
- 197 أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ
- 198 التصدق عن الميت ينفعه
- 199 هل يكفر عن الميت أن أتصدق عنه؟
- 200 هل ينفعها أن أتصدق عنها؟
- 201 أعْتِقُوا أَوْ تَصَدَّقُوا أَوْ حُجُّوا عَنِ الْمَيِّتِ يَبْلُغُهُ ذَلِكَ
- 202 التصدق عن الميت ينفعه وعليك بالماء
- 203 دعاء النبي لال المتصدقين
- 204 بَعَثْنَا مُصَدِّقَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنَّ فُلَانًا أَعْطَاهُ فَصِيلًا مَخْلُولًا
- 205 إخراج الزكاة طهرة تطهرك وتصل أرحامك
- 206 انطلق نفر إلى خَيْبَرَ فوجدوا أحدهم قتيلًا
- 207 قَدِمَ نَاسٌ مِنْ عُرَيْنَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ فَاجْتَوَوُا المَدِينَةَ
- 208 أعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكَبَّ في النار
- 209 ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء
- 210 إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
- 211 من أسلم لا يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من...
- 212 إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي
- 213 ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
- 214 يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من...
- 215 لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
- 216 قسم النبي الغنائم يوم حنين ولم يعط الأنصار شيئًا
- 217 إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
- 218 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة...
- 219 رسول الله يعطي صفوان بن أمية مائة نعمة ثلاث مرات
- 220 والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى ما لنا...
- 221 لأتصدقن بصدقة فوضعها في يد سارق
- 222 بايَعتُ رسولَ اللهِ أنا وأبي وجدِّي
- 223 تصدقت على أمي بجارية ثم ماتت
- 224 إعطيت أمي حديقة لي وماتت ولم تترك وارثًا غيري
- 225 مثل الذي يرجع في صدقته كالكلب يعود في قيئه
- 226 لا تبتعه ولا تعد في صدقتك
- 227 لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد
- 228 كنا نعد الماعون على عهد رسول الله عارية الدلو والقدر
- 229 من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد
- 230 من كل حائط بقنو للمساكين
- 231 من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا...
- 232 تحلب الإبل على الماء
- 233 نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
- 234 تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
- 235 نِعْمَ المَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ
- 236 مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً غَدَتْ بِصَدَقَةٍ وَرَاحَتْ بِصَدَقَةٍ
- 237 أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز
- 238 مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
- 239 من منح منحة ورق أو ذهب فهو كعدل رقبة
معلومات عن حديث: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
📜 حديث: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








