حديث: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في حقوق المال

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ». قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ.

صحيح: رواه مسلم في كتاب اللّقطة (١٧٢٨) عن شيبان بن فرُّوخ، حَدَّثَنَا أبو الأشهب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.

عن أبي سعيد الخدريّ، قال: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ». قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:

الحديث:


عن أبي سعيد الخدريّ، قال: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ». قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ المَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ.


1. شرح المفردات:


● سَفَرٍ: رحلة أو انتقال من مكان إلى آخر.
● رَاحِلَةٍ: دابة يُرتحَل عليها كالجمل أو الحصان.
● يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا: يلتفت وينظر حوله بحالة تظهر احتياجه أو حيرته.
● فَضْلُ ظَهْرٍ: زيادة في الدابة أو المركبة التي يمكن أن يحمل عليها شخص آخر.
● فَلْيَعُدْ بِهِ: فليعطه أو فليمنحه إياه.
● زَادٍ: الطعام والمؤن التي تُتزود بها في السفر.
● أَصْنَافِ المَالِ: أنواع الممتلكات والأموال.
● لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ: أي أن الفضل الزائد ليس ملكًا خاصًا لصاحبه بل يجب أن يبذله لغيره.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنهم كانوا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل على راحلته (دابته) وهو يلتفت يمنة ويسرة، وكأنه يبحث عن شيء أو يحتاج إلى مساعدة. فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم هذا المنظر، قام بتوجيه الصحابة إلى أهمية التعاون والتكافل في السفر خاصة، وفي الحياة عامة، فقال: من كان عنده فضل في الدابة (مكان إضافي يمكن أن يركبه أحد) فليعطه لمن لا دابة له، ومن كان عنده فضل زاد (طعام أو شراب) فليشارك به من لا زاد له. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنواع الأموال والممتلكات التي يمكن أن يشاركها المرء مع المحتاج، حتى إن الصحابة شعروا أن ما عندهم من فضول ليس ملكًا خالصًا لهم، بل يجب أن يبذلوه لغيرهم.


3. الدروس المستفادة منه:


● التكافل الاجتماعي: الحديث يدعو إلى تعاون المسلمين وتآزرهم، خاصة في أوقات الحاجة كالسفر.
● بذل الفضل: المسلم مطالب بأن يشارك إخوانه ما عنده من فضول الأموال والمركبات والطعام، ولا يبخل بها.
● التضامن في السفر: السفر مظنة المشقة والحاجة، فيجب على المسافرين أن يكونوا كالجسد الواحد يتعاون بعضهم مع بعض.
● أنواع المشاركة: لا تقتصر المشاركة على الطعام والشراب فقط، بل تشمل كل ما يمكن أن ينفع الآخرين، كالمركوب والمال والسكن وغيرها.
● نفي الملكية المطلقة للفضل: النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الفضل الزائد عن الحاجة ليس ملكًا خالصًا لصاحبه، بل يجب أن يبذله لمن يحتاجه، وهذا من كمال الإيمان وحسن الإسلام.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب التعاون والمواساة، وفيه حث على التخلص من الأنانية والبخل.
- يستفاد منه أن السفر من المواطن التي يظهر فيها معادن الناس، فيجب على المسلم أن يكون عونًا لأخيه.
- بعض العلماء استدل بهذا الحديث على وجوب المواساة في الأمور الأساسية كالطعام والشراب والمركوب عند الضرورة.
- الحديث يدل على سماحة الإسلام وحرصه على بناء مجتمع متكافل متعاون، يخفف بعضه عن بعض هموم الحياة ومشاقها.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى، وأن يرزقنا حسن الخلق والبذل والعطاء. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في كتاب اللّقطة (١٧٢٨) عن شيبان بن فرُّوخ، حَدَّثَنَا أبو الأشهب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 231 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له

  • 📜 حديث: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب