حديث: من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في حقوق المال

عن جابر بن عبد الله، أنَّ النَّبِيّ ﷺ أمر من كل جادٍّ عشرةَ أوسق من التمر بقنو يعلّق في المسجد للمساكين.

حسن: رواه أبو داود (١٦٦٢) عن عبد العزيز بن يحيى الحرانيّ، حَدَّثَنِي محمد بن سلمة، عن محمد ابن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبَّان، عن عمه واسع بن حبَّان، عن جابر بن عبد الله، فذكره.

عن جابر بن عبد الله، أنَّ النَّبِيّ ﷺ أمر من كل جادٍّ عشرةَ أوسق من التمر بقنو يعلّق في المسجد للمساكين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يُؤخذ من كل جادّ (أي: من كل زرع أو نخيل بلغت غلته) عشرة أوسق من التمر، قِنْوٌ (أي: عذق أو كباسة من التمر) يُعلَّق في المسجد للمساكين.


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● جادّ: هو الزرع أو النخيل الذي بلغت غلته (محصوله) الحد الذي تجب فيه الزكاة، وهو خمسة أوسق.
● عشرة أوسق: الوسق: مكيال قدره ستون صاعاً بصاع النبي صلى الله عليه وسلم. وعشرة أوسق تساوي ست مئة صاع. والصاع النبوي يعادل تقريباً (2.176) كيلوغراماً من القمح تقريباً، فيكون مقدار العشرة أوسق كبيراً جداً.
● قنو: جمعها قِنَان، وهو العذق أو الكبَّاسة أو الفرع الذي عليه التمر، قبل أن يُجذَّ (يُقطف) ويُجفف.
● يُعلَّق في المسجد: يُرجَّى في سقف المسجد أو في مكان مرتفع فيه.
● للمساكين: هم الفقراء المحتاجون الذين لا يجدون ما يكفيهم.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع طريقة من طرق الصدقة والتكافل الاجتماعي، حيث أمر أن يُؤخذ من محصول التمر الذي بلغ النصاب (عشرة أوسق) قنوٌ (عذق كامل من التمر) لا يُقطف، بل يُترك معلقاً في المسجد بشكل ظاهر، ليكون صدقة للمساكين، فيأتي المسكين فيأخذ منه حاجته مباشرة بسهولة ويسر، دون حاجة إلى إذن أو طلب.

# 3. الدروس المستفادة والفقه فيه:


● حكمة التشريع: في هذا الأمر حكمة عظيمة، حيث جعل الصدقة ظاهرة يراها الناس في مكان عام (المسجد)، مما يحث الآخرين على فعل الخير والتصدق، ويشعر الفقير بالعزة والكرامة، فهو يأخذ بنفسه دون أن يسأل أحداً.
● التيسير على الفقراء: تعليق القنو في المسجد يسهل على المساكين الوصول إلى الطعام الطازج مباشرة، خاصة في موسم الحصاد.
● أنواع الصدقة: الصدقة ليست مقصورة على المال فقط، بل تشمل الطعام والثمار وغيرها، ويمكن أن تكون بأشكال مبتكرة تحقق أقصى استفادة للفقراء.
● مكانة المسجد: المسجد ليس مكاناً للصلاة فقط، بل هو مركز للlife الاجتماعية، والتعليم، والتكافل، وإغاثة المحتاجين.
● هل هذا الحكم خاص بالتمر؟: ذهب بعض العلماء إلى أن هذا من خصائص التمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كنوع من الصدقة المستحبة، وليس حكماً عاماً لزكاة الفطر أو الزكاة الواجبة. فزكاة الفطر تخرج طعاماً من الأقوات الأساسية، وزكاة الزرع لها نصابها ومقاديرها المعروفة.
● الاستحباب وليس الوجوب: الأمر هنا على سبيل الاستحباب والندب، لإظهار الصدقة والتكافل، وليس إلزامياً، بدليل أنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك في كل محصول، ولا أن الصحابة استمروا عليه كواجب.

# 4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث حسن.
- هذه الصورة من الصدقة تذكرنا بمبدأ "الوقف" في الإسلام، حيث يترك الإنسان شيئاً ينتفع به الناس بشكل مستمر.
- يمكن تطبيق روح هذا الحديث اليوم بطرق عصرية، مثل تخصيص ثلاجات أو رفوف للطعام في المساجد أو الأماكن العامة، يضع فيها المحسنون الطعام والفواكه ليأخذها المحتاجون بحرية وكرامة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٦٦٢) عن عبد العزيز بن يحيى الحرانيّ، حَدَّثَنِي محمد بن سلمة، عن محمد ابن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبَّان، عن عمه واسع بن حبَّان، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
وصحّحه ابن خزيمة (٢٤٦٩)، وابن حبَّان (٣٢٨٩)، والحاكم (١/ ٤١٧) كلّهم من طريق ابن إسحاق بهذا الإسناد.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل الكلام في محمد بن إسحاق فإنه مدلِّس، ولكنَّه صرَّح بالتحديث في رواية عند أحمد (١٤٨٦٦).
وقوله: «جاد عشرة أوسق» قال إبراهيم الحربي: يريد قدرًا من النخل يُجد منه عشرة أوسق، وتقديره تقدير مجذوذ فاعل بمعني مفعول.
وأراد بالقنو: العذق بما عليه من الرطب والبر يعلّق للمساكين يأكلونه. وهذا من صدقة المعروف دون الصّدقة التي هي فرض واجب. أفاده الخطّابي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 229 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد

  • 📜 حديث: من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب