حديث: تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في حقّ الإبل
حسن: رواه الطبرانيّ في الأوسط - مجمع البحرين (١٤٠٤) - عن الحسن بن المثني بن معاذ العنبريّ، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن أبي الزُّبير، عن جابر بن عبد الله، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
أولاً. شرح المفردات:
● حقُّ الإبل: أي الواجب على مالكها تجاهها، أو ما تستحقه من الرعاية والاهتمام.
● تنحر سمينها: أي تذبح السَّمينة منها للضيفان والأكل، والاستفادة من لحمها، وليس إهمالها أو حبسها.
● وتطرق فحلها: (تطرق) من الطَّرْق، أي أن تجعله يطرق النوق للتناسل والتكاثر، وليس منعه أو إهمال ذلك.
● وتحلبها يوم وردها: (الوِرْد) هو الماء، أي تحلبها في اليوم الذي ترد فيه الماء، فتشرب هي وتُحلب للانتفاع بلبنها.
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يسأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن الحق الواجب أداؤه تجاه الإبل، وهي من أهم أموال العرب وأنفسها، فيبين النبي صلى الله عليه وسلم أن حقها على صاحبها ألا يبخل بها أو يهملها، بل يستفيد من خيراتها التي سخرها الله له على الوجه الأمثل، وذلك من ثلاثة أوجه:
1. الانتفاع بلحمها بذبح السَّمينة منها للقرى والضيافة والأكل، فهي خُلقت لهذا.
2. الانتفاع بفحلها (ذكرها) بوضعه على الإناث للتلقيح والتكاثر، ليحفظ نسلها وتستمر الخيرية.
3. الانتفاع بلبنها بحلبها عند ورودها الماء لترتوي، فيكون لبنها كثيراً ونقياً، فيسقيها ويسقي أهله.
ثالثاً. الدروس المستفادة منه:
1- الرفق بالحيوان والإحسان إليه: الحديث يأتي في سياق سلسلة أحاديث تبين حقوق الحيوانات على أصحابها، مما يؤكد على مبدأ الرحمة والرفق في الإسلام حتى بالبهائم.
2- تحريم البخل والإضاعة للمال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كنز الأموال وإهمالها دون الانتفاع بها على الوجه المشروع، وهو ما يعرف بإضاعة المال.
3- الحكمة في الانتفاع بالنعم: الإسلام يدعو إلى التوازن في الانتفاع بالنعم، فلا تبخل بها فتضيعها، ولا تسرف فيها فتتلفها. فالانتفاع باللحم واللبن والنسل هو غاية من غايات إباحة امتلاك الحيوانات.
4- تشجيع الكرم وإطعام الطعام: من حق الإبل أن تُنحر لإطعام الطعام، وهو عمل يحبه الله ورسوله، ويقرب العبد إلى ربه.
5- التنمية المستدامة للموارد: الأمر بإطراق الفحل (التناسل) يدل على الحث على تنمية الثروة الحيوانية والمحافظة عليها وتكثيرها، وهو نوع من التفكير المستقبلي.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث جزء من منظومة كاملة في الإسلام لحقوق الحيوان، والتي تشمل أيضاً: إطعامها إذا جاعت، وعلاجها إذا مرضت، وعدم تحميلها ما لا تطيق، وعدم إيذائها أو التمثيل بها.
- الانتفاع بالإبل وغيرها من الأنعام هو من نعم الله العظيمة على الإنسان، قال تعالى: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} (النحل: 5).
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على ذبح أفضل المال للضيف والقرى، وعلى وجوب إنفاق المال في وجوه الخير والبر.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه، والاستفادة من هدي نبيه صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
تخريج الحديث
قال الطبرانيّ: لم يروه عن سفيان إِلَّا أبو حذيفة والأشجعيّ.
وإسناده حسن من أجل أبي الزبير.
وأصله في صحيح مسلم (٩٨٨) من طريق عبد الرزّاق - وهو في المصنف (٦٨٦٦) - أخبرنا ابن جريرج، أخبرني أبو الزُّبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، فذكر حديثًا طويلًا فيمن يمنع زكاة الأنعام كما سبق في باب التشديد في منع الزّكاة، ثمّ قال: قال أبو الزُّبير: سمعت عبيد بن عمير يقول هذا القول، ثمّ سألنا عن جابر بن عبد الله عن ذلك فقال مثل قول عبيد بن عمير.
وقال أبو الزُّبير: سمعت عبيد بن عمير يقول: قال رجل: يا رسول الله ما حقّ الإبل؟ قال: «حلبُها على الماء، وإعارة دلوها، وإعارة فحلها، ومنيحتها، وحملٌ عليها في سبيل الله».
هكذا في مصنف عبد الرزّاق أيضًا.
وعبيد بن عمير ولد في عهد النَّبِيّ، ولذا أعدوه من كبار التابعين، فلعله سمعه عن جابر بن عبد الله كما في الطبرانيّ، وإسناده صحيح.
وفي أبي حذيفة وهو موسي بن مسعود النهدي كلام ولكن لا يضر لمتابعة الأشجعيّ له، وهو عبيد الله بن عبد الرحمن. قال الحافظ: «ثقة مأمون، أثبت الناس كتابًا في الثوريّ من رجال الشيخين».
وروي نحوه أيضًا عن الشريد قال: جاء رجل إلى النَّبِيّ لا يسأل عن شيء من أمر الإبل، فقال رسول الله ﷺ: «انحر سمينها، واحمل على نجيبها، واحلب يوم الماء، وادخل الجنّة بسلام».
رواه الطبرانيّ في الكبير (٧/ ٣٨١) من طريق حاتم بن إسماعيل، ثنا عبد الله بن هرمز، عن يزيد ابن أبي الفتيان، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، فذكره.
ومن هذ الوجه هو عند البخاريّ في التاريخ الكبير (٨/ ٣٥٢).
وعبد الله بن هرمز اليماني الفدكيّ، ذكره البخاريّ في التاريخ الكير (٥/ ٢٢٢)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٥/ ١٩٥) ولم يذكرًا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكرا أن حاتم بن إسماعيل وابن
عجلان رويا عنه، فيكون على درجة «مقبول»، وقد أدخله ابن حبَّان في ثقاته (٧/ ٥٩) على قاعدته في توثيق من لم يُعرف فيه جرحٌ.
وفيه أيضًا يزيد بن أبي الفتيان، ذكره البخاريّ في التاريخ الكبير (٨/ ٣٥٢) ولم يقل فيه شيئًا، وبقية رجاله ثقات.
وأمّا الهيثميّ فقال في «المجمع» (٣/ ١٠٧): إسناده حسّنه معتمدًا على توثيق ابن حبَّان.
وفي الباب أيضًا عن سلمة بن الأكوع، عن النَّبِيّ ﷺ، قال: «نعم الإبل ثلاثون، يخرج منها في زكاتها واحدة، ويرحل منها في سبيل الله واحدة، ويمنح منها واحدة، وهي خير من الأربعين والخمسين والستين والسبعين والثمانين والتسعين والمائة، وويل لصاحب المائة من المائة».
رواه الطبرانيّ في الكبير (٧/ ٣٠) من طريق عمرو بن خالد الحرانيّ، ثنا ابن لهيعة، عن معاذ بن محمد الأنصاريّ، أن عمرو بن يحيي بن سعيد بن زرارة أخبره عن ابن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، فذكره.
وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام معروف، وبه أعلّه أيضًا الهيثميّ في «مجمع الزوائد» (٣/ ٧٤).
وفي الباب أيضًا عن قيس بن عاصم المنقريّ، قال: قدمت على رسول الله ﷺ فلمّا رآني سمعته يقول: «هذا سيّد أهل الوبر» قال: فلمّا نزلنا أتيته فجعلت أحدثه. قال: قلت: يا رسول الله! ما المال الذي لا يكون عليَّ فيه تبعة من ضيف ضافني وعيال كثروا؟ قال: «نعم المال الأربعون، والأكثر الستون» فذكر الحديث بطوله، وذكر فيه أشياء أخرى.
رواه الطبرانيّ في الكبير (١٨/ ٣٣٩ - ٣٤٠)، والحاكم (٣/ ٦١٢) كلاهما من حديث محمد بن زياد الواسطيّ، ثنا زياد الجصّاص، عن الحسن، قال: حَدَّثَنِي قيس بن عاصم، فذكره.
وفيه زياد الجصاص وهو ابن أبي زياد الواسطيّ، قال فيه ابن معين، وابن المديني: ليس بشيء. وقال النسائيّ والدارقطني: متروك، وترجمة العقيلي في الضّعفاء (٥٢٨) ونقل عن يحيى بن معين أنه قال: الواسطيّ ليس بشيء، وذكر له حديثين وقال: كلاهما غير محفوظين، وبه أعلّه الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١٠٨).
ورواه البخاريّ في الأدب المفرد (٩٥٣) من وجه آخر عن القاسم بن مطيب، عن الحسن، به.
والقاسم بن مطيب العجليّ، ذكره ابن حبَّان في المجروحين (٨٧٦) وقال: «كان ممن يخطئ عمن يروي على قلّة روايته، فاستحقّ الترك لما كثر ذلك منه».
وبه أعلّه الهيثميّ في «المجمع» (٩/ ٤٠٤).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 234 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 209 ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء
- 210 إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
- 211 من أسلم لا يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من...
- 212 إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي
- 213 ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
- 214 يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من...
- 215 لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
- 216 قسم النبي الغنائم يوم حنين ولم يعط الأنصار شيئًا
- 217 إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
- 218 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة...
- 219 رسول الله يعطي صفوان بن أمية مائة نعمة ثلاث مرات
- 220 والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى ما لنا...
- 221 لأتصدقن بصدقة فوضعها في يد سارق
- 222 بايَعتُ رسولَ اللهِ أنا وأبي وجدِّي
- 223 تصدقت على أمي بجارية ثم ماتت
- 224 إعطيت أمي حديقة لي وماتت ولم تترك وارثًا غيري
- 225 مثل الذي يرجع في صدقته كالكلب يعود في قيئه
- 226 لا تبتعه ولا تعد في صدقتك
- 227 لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد
- 228 كنا نعد الماعون على عهد رسول الله عارية الدلو والقدر
- 229 من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد
- 230 من كل حائط بقنو للمساكين
- 231 من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا...
- 232 تحلب الإبل على الماء
- 233 نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
- 234 تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
- 235 نِعْمَ المَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ
- 236 مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً غَدَتْ بِصَدَقَةٍ وَرَاحَتْ بِصَدَقَةٍ
- 237 أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز
- 238 مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
- 239 من منح منحة ورق أو ذهب فهو كعدل رقبة
- 240 الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله
- 241 النبي ﷺ يهدي مائة بدنة ويأمر عليا بتقسيم لحومها وجلالها...
- 242 كُلُوا وَتَزَوَّدُوا مِنْ لُحُومِ البُدْنِ
- 243 اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ
- 244 ما من مسلم يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان...
- 245 من غرس هذا النخل أمسلم أم كافر
- 246 من غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو طير كان له...
- 247 من كل حائط بقنو للمسجد
- 248 بقي كلها غير كتفها
- 249 أمر النبي بذبح شاة وقسمتها بين الجيران
- 250 ابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى
- 251 يا ابن آدم! إن تعط الفضل فهو خير لك، وإن...
- 252 المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له...
- 253 إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ...
- 254 أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد...
- 255 أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك
- 256 إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك
- 257 أفضل دينار ينفقه الرجل على عياله ودابته وأصحابه في سبيل...
- 258 كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته
معلومات عن حديث: تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
📜 حديث: تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








