حديث: لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية شراء ما تصدّق به المتصدِّق

عن عمر بن الخطّاب، قال: حَمَلْتُ عَلَى فَرَسٍ عَتِيقٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكَانَ الرَّجُلُ الَّذِي هُوَ عِنْدَهُ قَدْ أَضَاعَه فَأَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ وَظَنَنْتُ أَنَّهُ بَائِعُهُ بِرُخْصٍ فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقَالَ: «لَا تَشْتَرِهِ وَإِنْ أَعْطَاكَهُ بِدِرْهَمٍ وَاحِدٍ؛ فَإِنَّ العَائِدَ فِي صَدَقَتهِ كَالكلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ».

متفق عليه: رواه مالك في الزّكاة (٤٩)، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطّاب، فذكر الحديث.

عن عمر بن الخطّاب، قال: حَمَلْتُ عَلَى فَرَسٍ عَتِيقٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكَانَ الرَّجُلُ الَّذِي هُوَ عِنْدَهُ قَدْ أَضَاعَه فَأَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ وَظَنَنْتُ أَنَّهُ بَائِعُهُ بِرُخْصٍ فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقَالَ: «لَا تَشْتَرِهِ وَإِنْ أَعْطَاكَهُ بِدِرْهَمٍ وَاحِدٍ؛ فَإِنَّ العَائِدَ فِي صَدَقَتهِ كَالكلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "حملت على فرس عتيق في سبيل الله، وكان الرجل الذي هو عنده قد أضاعه، فأردت أن أشتريه، وظننت أنه بائعه برخص، فسألت عن ذلك رسول الله ﷺ فقال: «لا تشتره، وإن أعطاكه بدرهم واحد؛ فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه»".

1. شرح المفردات:


● عتيق: نفيس وجيد، وقيل: أصيل الأصل.
● في سبيل الله: للجهاد في سبيل الله.
● أضاعه: أهمله ولم يعتن به.
● برخص: بسعر زهيد أو رخيص.
● العائد في صدقته: الذي يسترد ما تصدق به.
● القيء: ما يخرج من الجوف بعد الأكل.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه تصدق بفرس نفيس للجهاد في سبيل الله، ثم رأى أن المتصدق عليه (الذي أعطاه الفرس) قد أهمله وأضاعه، فخطر ببال عمر أن يشتريه منه مرة أخرى، خاصة أنه ظن أن صاحبه سيبعه بسعر رخيص. فاستشار النبي ﷺ في ذلك، فنهاه النبي عن شرائه ولو بثمن زهيد (درهم واحد)، وشبه من يعود في صدقته بالكلب الذي يعود فيأكل قيئه.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● تحريم الرجوع في الصدقة: يحرم على المتصدق أن يسترد ما تصدق به بعد خروجه من ملكه، وهذا من كمال الصدقة وإخلاصها لله.
● التشبيه البليغ: شبه النبي ﷺ العائد في صدقته بالكلب الذي يعود في قيئه، وهذا تشبيه شديد للتنفير من هذا الفعل القبيح، وبيان لفظاعته عند الله.
● الحكمة من النهي: النهي عن شراء المتصدق لصدقته؛ لأنه في حكم الاسترداد، ولو كان بثمن، فكأنه أخذها بعوض.
● مراعاة شعور الفقير: إذا علم المتصدق أن الفقير يريد بيع الصدقة، فلا يشترها هو؛ لأنه قد يضطر الفقير إلى بيعها بأقل من قيمتها الحقيقية.
● الرفق بالحيوان: في الحديث إشارة إلى وجوب الرفق بالحيوان وعدم إهماله، خاصة إذا كان معدة للجهاد في سبيل الله.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على أن الصدقة إذا خرجت من ملك المتصدق، فإنه لا يجوز له شراؤها، ولو بأقل من ثمنها.
- يستثنى من ذلك إذا وهبها الأب لولده، فيجوز للولد أن يردها عليه؛ لأن النبي ﷺ قال: «أنت ومالك لأبيك».
- الحديث يدل على عظمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث كان يستشير النبي ﷺ في أموره، ويحرص على تطبيق شرع الله.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من المتصدقين الذين لا يمنون ولا يؤذون، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الزّكاة (٤٩)، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطّاب، فذكر الحديث.
ورواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٩٠)، ومسلم في الهبات (١٦٢٠) كلاهما من طريق مالك، به.
وأمّا ما رُوي عن الزُّبير بن العوَّام «أَنَّهُ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ غَمْرٌ أَوْ غَمْرَةٌ، فَرَأَى مُهْرًا أَوْ مُهْرَةً
مِنْ أَفْلَائِهَا يُبَاعُ، يُنْسَبُ إِلَى فَرَسِهِ فَنُهِيَ عَنْهَا».
رواه ابن ماجه (٢٣٩٣) عن يحيى بن حكم، قال: حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، حَدَّثَنَا سليمان التيميّ، عن أبي عثمان النّهديّ، عن عبد الله بن عامر، عن الزُّبير بن العوّام، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (١٤١٠) عن يزيد بن هارون، بإسناده، مثله.
وفيه عبد الله بن عامر لا يُعرف من هو.
قال المزّي في ترجمة عبد الله بن عامر، عن الزُّبير، «أنه حمل على فرس في سبيل الله .......».
قال: قال ابن أبي حاتم: «يحتمل أن يكون عبد الله بن عامر بن ربيعة».
قال الأعظمي: عبد الله بن عامر بن ربيعة العَنْزيّ أبو محمد المدنيّ، ثقة من رجال الجماعة، ولكن لا يثبت الحديث بهذا الاحتمال، ولنا ما يغني عنه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 227 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد

  • 📜 حديث: لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب