لا تبتعه ولا تعد في صدقتك

حديث: لا تبتعه ولا تعد في صدقتك

عن عبد الله بن عمر، أنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّاب حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيل اللهِ، فَأَرَادَ أَنْ يَبْتَاعَهُ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقَالَ: «لَا تَبْتَعْهُ، وَلَا تَعُدْ فِي صَدَقِيَتكَ».

متفق عليه: رواه مالك في الزّكاة (٥٠) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فقد ورد هذا الحديث الشريف في صحيح البخاري ومسلم، وهو من الأحاديث التي تُبيّن دقّة الأحكام الشرعية المتعلقة بالصدقات والعطايا في سبيل الله. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● حمل على فرس: أعطى أو تبرع بفرس (حصان) للجهاد في سبيل الله.
● في سبيل الله: للمقاتلة في الجهاد لنصرة دين الله.
● أن يبتاعه: أن يشتريه مرة أخرى.
● لا تعد في صدقتك: لا ترجع فيها أو تستردها بعد أن تبرعت بها.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الحديث أن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه تبرع بفرس (حصان) للجهاد في سبيل الله، ثم بدا له بعد ذلك أن يشتريه مرة أخرى من بيت المال (أو من الجهة التي أهداها لها)، فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فنهاه النبي عن شرائه وعن الرجوع في صدقته.

3. الدروس المستفادة منه:

● تحريم الرجوع في الصدقة: إذا تبرع الشخص بشيء في سبيل الله، فإنه لا يجوز له شراؤه مرة أخرى أو استرداده بأي شكل، لأن الصدقة تصبح ملكًا لله تعالى أو للجهة المتبرع لها، والرجوع فيها يُعتبر نقضًا للعطية واستردادًا لما قدّمه لله.
● التثبت في أمور العبادات: حرص عمر رضي الله عنه على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم يدل على وجوب التأكد من الأحكام الشرعية وعدم الاعتماد على الرأي الشخصي في أمور الدين.
● النيات الخالصة لله: الصدقة يجب أن تكون خالصة لوجه الله، والرغبة في استردادها أو شرائها قد تنم عن نية غير خالصة أو ندم على الإنفاق.
● الحكمة من النهي: شراء المتصدق لصدقته قد يفتح بابًا للمساومة أو الاستغلال، أو قد يُضعف معنى التبرع الخالص.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أصل في باب الصدقات والهبات، ويُستدل به على أن الهبة إذا خرجت من ملك الواهب لا يجوز له الرجوع فيها إلا في حالات استثنائية (كهدية الوالد لولده).
- الفقهاء استنبطوا من الحديث أن الصدقة إذا خرجت لا تعود ملكًا للشخص، بل تصبح ملكًا لله أو للمستحقين.
- العبرة هنا ليست في الفرس فقط، بل تشمل كل صدقة أو هبة في سبيل الله.
- الحديث يربي المؤمن على الإخلاص والاستمرار في فعل الخير دون تردد أو ندم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن ينفقون في سبيله ابتغاء مرضاته، ولا يرجعون في عطاياهم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الزّكاة (٥٠) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠٠٢) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم في الهبات (١٦٢١) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك.
ورواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٨٩) من وجه آخر عن ابن عمر، وزاد: «فبذلك كان ابن عمر لا يترك أن يبتاع شيئًا تصدَّق به إِلَّا جعله صدقة».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 226 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تبتعه ولا تعد في صدقتك

📜 حديث: لا تبتعه ولا تعد في صدقتك

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تبتعه ولا تعد في صدقتك

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تبتعه ولا تعد في صدقتك

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تبتعه ولا تعد في صدقتك

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية