حديث: نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في حقّ الإبل
صحيح: رواه الإمام أحمد (٩٧٦٦) عن وكيع، عن محمد بن شريك، قال: حَدَّثَنَا عطاء (هو ابن أبي رباح)، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
الحديث:
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا وَتُعِيرُ أَدَاتَهَا، وَتُمْنَحُ غَزِيرَتُهَا، وَتحْلُبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا فِي أَعْطَانِهَا».
1. شرح المفردات:
● نِعْمَ: كلمة مدح وثناء، تفيد التعظيم والاستحسان، أي: "ما أحمده وأفضله".
● الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ: المقصود بها القطيع الصغير من الإبل الذي عدده ثلاثون رأسًا. وهذا العدد كان يعتبر في ذلك الوقت ثروة متوسطة تكفي لحاجات الأسرة وتسمح بالعطاء.
● يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا: "يُحمَل" أي يُركب. و"نَجِيبِهَا": النجيب هي الناقة القوية السريعة الصالحة للركوب والسفر.
● وَتُعِيرُ أَدَاتَهَا: "أَدَاتَهَا" هي القِرَب والأوعية التي تُحلب فيها. والمعنى: أن صاحبها يعير جيرانه وأقاربه هذه الأدوات (القرب) عندما يحتاجونها، فيكون فيها خير للغير.
● وَتَمْنَحُ غَزِيرَتُهَا: "تَمْنَحُ" أي تعطي. و"غَزِيرَتُهَا" هي الناقة كثيرة اللبن. والمعنى: أن صاحبها يتصدق بلبنها أو يعطيه لمن يحتاجه من الضيوف والفقراء.
● وَتَحْلُبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا: "وِرْدِهَا" هو وقت ورودها الماء وشربها. والإبل إذا شربت الماء كثر لبنها. والمعنى: أنها تُحلب في وقت إدرار اللبن (بعد شربها) فيكون لبنها كثيرًا.
● فِي أَعْطَانِهَا: "الأَعْطَان" (مفردها: عَطَن) هي أماكن إقامة الإبل ومرابضها عند البيوت.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يمدح النبي صلى الله عليه وسلم قطيع الإبل الصغير الذي عدده ثلاثون، ويبين أنه نعمة عظيمة وخير كثير لصاحبه، وذلك إذا استُخدِم في وجوه البر والخير، ولم يكن كنزًا يمنع حق الله فيه.
فصاحب هذه الإبل:
- يركب أفضل ناقة فيها (النجيب) لحاجته في الأسفار والتنقل.
- يعير جيرانه الأدوات (القرَب) التي يحتاجونها لحلب أغنامهم أو إبلهم، فيقضي حاجتهم ويؤلف قلوبهم.
- يتصدق بلبن الناقة الغزيرة (كثيرة اللبن) على المحتاجين والضيوف، فيجري فيه الصدقة الجارية.
- يحلبها في وقت إدرار اللبن (بعد شربها) فيكون اللبن كثيرًا، ويكون الحلب في مرابضها (أعطانها) دون أن يتعبها بالسفر أو التنقل، فيكون ذلك رفقًا بها.
فالحديث يصور نعمة متوسطة، لكنها شاملة للخير كله: نفع للصاحب، ونفع للجيران والمحتاجين، مع الرفق بالحيوان.
3. الدروس المستفادة منه:
1- بيان نعمة الله وفضله: الحديث يذكرنا بنعم الله علينا، ويدعونا إلى الاعتراف بها وشكرها، فالمال والأنعام نعمة من الله تعالى.
2- الحث على الانتفاع بالنعم في الطاعة: النعمة تكون نعمة حقيقية إذا استخدمت في طاعة الله ونفع الناس، لا أن تكنز أو تستخدم في المعاصي.
3- فضل القناعة: الثلاثون من الإبل عدد ليس بكبير، لكن النبي صلى الله عليه وسلم امتدحه ليعلمنا القناعة بالكفاف، وأن الخير ليس في كثرة المال، بل في بركته وحسن التصرف فيه.
4- الحث على الإيثار والبذل: من الدروس العظيمة: تعليم الأدوات، والتصدق باللبن، وهذا يدل على خلق الكرم والسخاء ونفع الناس، وعدم البخل بالخير.
5- الرفق بالحيوان: من الحكمة في الحديث الأمر بالرفق بالحيوان، حيث أمر بحلبها في وقت ورودها (بعد شربها) وفي مرابضها (أعطانها) حتى لا تتعب، وهذا من كمال الشريعة الإسلامية التي أمرت بالرفق بالبهائم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- الحديث يدخل في باب "فضل القليل الذي يبارك فيه"، فهو دعوة للمسلم ألا يحتقر ما في يده من القليل، بل يستثمره في الخير لينمو ويبارك له فيه.
- يمكن تطبيق روح هذا الحديث على جميع النعم في عصرنا، فسيارة الشخص نعمة، فيستخدمها في الحلال وينفع بها غيره، وبيته نعمة، فيضيف فيه الضيف، وهكذا.
- الحديث يربي في المسلم شعور المسؤولية تجاه نعم الله، وأنها أمانة يجب أن يستعملها وفق مراد الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده صحيح، محمد بن شريك هو المكي أبو عثمان من رجال أبي داود، وثَّقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وغيرهم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 233 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 208 أعطي الرجل وغيره أحب إلي خشية أن يكَبَّ في النار
- 209 ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء
- 210 إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الفَقْرَ
- 211 من أسلم لا يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من...
- 212 إني لأعطى الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي
- 213 ما من بعير إلا في ذروته شيطان فاذكروا اسم الله
- 214 يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من...
- 215 لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ
- 216 قسم النبي الغنائم يوم حنين ولم يعط الأنصار شيئًا
- 217 إعطاء النبي الأقرع بن حابس مائة من الإبل يوم حنين
- 218 أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان وصفوان وعيينة والأقرع مئة...
- 219 رسول الله يعطي صفوان بن أمية مائة نعمة ثلاث مرات
- 220 والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى ما لنا...
- 221 لأتصدقن بصدقة فوضعها في يد سارق
- 222 بايَعتُ رسولَ اللهِ أنا وأبي وجدِّي
- 223 تصدقت على أمي بجارية ثم ماتت
- 224 إعطيت أمي حديقة لي وماتت ولم تترك وارثًا غيري
- 225 مثل الذي يرجع في صدقته كالكلب يعود في قيئه
- 226 لا تبتعه ولا تعد في صدقتك
- 227 لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد
- 228 كنا نعد الماعون على عهد رسول الله عارية الدلو والقدر
- 229 من كل جاد عشرة أوسق بقنو يعلق في المسجد
- 230 من كل حائط بقنو للمساكين
- 231 من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا...
- 232 تحلب الإبل على الماء
- 233 نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
- 234 تنحير سمين الإبل وإطراق فحلها وحلبها يوم وردها
- 235 نِعْمَ المَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ
- 236 مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً غَدَتْ بِصَدَقَةٍ وَرَاحَتْ بِصَدَقَةٍ
- 237 أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز
- 238 مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
- 239 من منح منحة ورق أو ذهب فهو كعدل رقبة
- 240 الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله
- 241 النبي ﷺ يهدي مائة بدنة ويأمر عليا بتقسيم لحومها وجلالها...
- 242 كُلُوا وَتَزَوَّدُوا مِنْ لُحُومِ البُدْنِ
- 243 اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ
- 244 ما من مسلم يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان...
- 245 من غرس هذا النخل أمسلم أم كافر
- 246 من غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو طير كان له...
- 247 من كل حائط بقنو للمسجد
- 248 بقي كلها غير كتفها
- 249 أمر النبي بذبح شاة وقسمتها بين الجيران
- 250 ابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى
- 251 يا ابن آدم! إن تعط الفضل فهو خير لك، وإن...
- 252 المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له...
- 253 إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ...
- 254 أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد...
- 255 أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك
- 256 إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك
- 257 أفضل دينار ينفقه الرجل على عياله ودابته وأصحابه في سبيل...
معلومات عن حديث: نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
📜 حديث: نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلَاثُونَ يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








