حديث: ما يختصم فيه الملأ الأعلى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رؤية النّبيّ ﷺ ربّه في المنام

عن معاذ بن جبل، قال: احتُبس عنّا رسول اللَّه ﷺ ذات غداة عن صلاة الصُّبح حتى كدنا نتراءى قرن الشّمس، فخرج سريعًا فثوَّب بالصَّلاة، فصلَّى رسول اللَّه ﷺ وتجوَّز في صلاته، فلمّا سلّم دعا بسوطه قال لنا: «على مصافِّكُم كما أنتم». ثم انفتل إلينا ثم قال: «أما إني سأحدِّثكم ما حبسني عنكم الغداة، إنِّي قمتُ
من اللّيل فتوضأت وصليت ما قُدِّر لي فنعستُ في صلاتي حتى استثقلتُ، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صُورة، فقال: يا محمّد، قلتُ: لبَّيك ربِّ. قال: فيم يختص الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري، قالها ثلاثا. قال: فرأيته وضع كفَّه بين كتفيَّ حتى وجتُ بَرْد أنامله بين ثدييَّ، فتجلّى لي كلُّ شيءٍ وعرفتُ، فقال: يا محمّد، قلت: لبيك ربّ، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفّارات. قال: ما هُنَّ؟ قلت: مشيُ الأقدام إلى الحسنات، والجلوس في المساجد بعد الصّلوات، وإسباغُ الوضوء حين الكَرِيهات، قال: فيمَ؟ قلتُ: إطعامُ الطعام، ولين الكلام، والصّلاة بالليل والناس نيام. قال: سَلْ، قُلْ: اللَّهُمَّ إني أسألك فعلَ الخيرات وترك المنكرات وحبَّ المساكين، وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، وأسألُك حُبَّك وحُبَّ من يُحبُّك، وحُبَّ عملٍ يُقرِّبُ إلى حُبِّك. قال رسول اللَّه ﷺ: إنَّها حقٌّ، فادْرسُوها ثم تَعلّمُوها».

حسن: رواه الترمذيّ (٣٢٣٥) عن محمّد بن بشّار، حدثنا معاذ بن هانئ، حدثنا أبو هانئ اليشكريّ، حدثنا جهضم بن عبد اللَّه، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلّام، عن أبي سلّام، عن عبد الرحمن بن عائش الحضرميّ، أنّه حدّثه عن مالك بن يُخامر السّكسكيّ، عن معاذ بن جبل، فذكره.

عن معاذ بن جبل، قال: احتُبس عنّا رسول اللَّه ﷺ ذات غداة عن صلاة الصُّبح حتى كدنا نتراءى قرن الشّمس، فخرج سريعًا فثوَّب بالصَّلاة، فصلَّى رسول اللَّه ﷺ وتجوَّز في صلاته، فلمّا سلّم دعا بسوطه قال لنا: «على مصافِّكُم كما أنتم». ثم انفتل إلينا ثم قال: «أما إني سأحدِّثكم ما حبسني عنكم الغداة، إنِّي قمتُ
من اللّيل فتوضأت وصليت ما قُدِّر لي فنعستُ في صلاتي حتى استثقلتُ، فإذا أنا بربي ﵎ في أحسن صُورة، فقال: يا محمّد، قلتُ: لبَّيك ربِّ. قال: فيم يختص الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري، قالها ثلاثا. قال: فرأيته وضع كفَّه بين كتفيَّ حتى وجتُ بَرْد أنامله بين ثدييَّ، فتجلّى لي كلُّ شيءٍ وعرفتُ، فقال: يا محمّد، قلت: لبيك ربّ، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفّارات. قال: ما هُنَّ؟ قلت: مشيُ الأقدام إلى الحسنات، والجلوس في المساجد بعد الصّلوات، وإسباغُ الوضوء حين الكَرِيهات، قال: فيمَ؟ قلتُ: إطعامُ الطعام، ولين الكلام، والصّلاة بالليل والناس نيام. قال: سَلْ، قُلْ: اللَّهُمَّ إني أسألك فعلَ الخيرات وترك المنكرات وحبَّ المساكين، وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، وأسألُك حُبَّك وحُبَّ من يُحبُّك، وحُبَّ عملٍ يُقرِّبُ إلى حُبِّك. قال رسول اللَّه ﷺ: إنَّها حقٌّ، فادْرسُوها ثم تَعلّمُوها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني سأشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة، معتمدًا على كتب الحديث المعتمدة لديهم.

الحديث:


عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: احتُبس عنّا رسول اللَّه ﷺ ذات غداة عن صلاة الصُّبح حتى كدنا نتراءى قرن الشّمس، فخرج سريعًا فثوَّب بالصَّلاة، فصلَّى رسول اللَّه ﷺ وتجوَّز في صلاته، فلمّا سلّم دعا بسوطه قال لنا: «على مصافِّكُم كما أنتم». ثم انفتل إلينا ثم قال: «أما إني سأحدِّثكم ما حبسني عنكم الغداة، إنِّي قمتُ من اللّيل فتوضأت وصليت ما قُدِّر لي فنعستُ في صلاتي حتى استثقلتُ، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صُورة، فقال: يا محمّد، قلتُ: لبَّيك ربِّ. قال: فيم يختص الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري، قالها ثلاثا. قال: فرأيته وضع كفَّه بين كتفيَّ حتى وجتُ بَرْد أنامله بين ثدييَّ، فتجلّى لي كلُّ شيءٍ وعرفتُ، فقال: يا محمّد، قلت: لبيك ربّ، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفّارات. قال: ما هُنَّ؟ قلت: مشيُ الأقدام إلى الحسنات، والجلوس في المساجد بعد الصّلوات، وإسباغُ الوضوء حين الكَرِيهات، قال: فيمَ؟ قلتُ: إطعامُ الطعام، ولين الكلام، والصّلاة بالليل والناس نيام. قال: سَلْ، قُلْ: اللَّهُمَّ إني أسألك فعلَ الخيرات وترك المنكرات وحبَّ المساكين، وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، وأسألُك حُبَّك وحُبَّ من يُحبُّك، وحُبَّ عملٍ يُقرِّبُ إلى حُبِّك. قال رسول اللَّه ﷺ: إنَّها حقٌّ، فادْرسُوها ثم تَعلّمُوها».


1. شرح المفردات:


● احتـُبس: تأخر وحُبس عن الحضور.
● ذات غداة: في أحد الأيام وقت الصباح.
● نتراءى قرن الشمس: كنا نكاد نرى أول ظهور الشمس (أي طلوعها).
● ثوَّب بالصلاة: نادى للصلاة بالإقامة.
● تجوَّز في صلاته: أسرع فيها وأخفها مع الإتيان بأركانها.
● دعا بسوطه: طلب عصاه.
● على مصافكم كما أنتم: اثبتوا على صفوفكم ولا تتحركوا.
● انفتل: التفت واتجه.
● الملأ الأعلى: جماعة الملائكة المقربين في السماء.
● يختصم: يتحاور ويتناقش.
● الكفارات: الأعمال التي تكفر الذنوب وتمحوها.
● إسباغ الوضوء: إتمامه وإكماله بإيصال الماء إلى جميع الأعضاء.
● حين الكريهات: في الأوقات الشاقة مثل البرد.
● لين الكلام: الكلام الطيب الرقيق.
● فتنة قوم: إذا أراد الله اختبار قوم بالمعاصي أو الشرك.
● غير مفتون: غير واقع في الفتنة، أي متوفى على الإيمان.
● فادرسوها ثم تعلموها: تداولوها بينكم وافهموها جيدًا ثم علموها غيركم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم تأخر عن صلاة الفجر في يوم من الأيام حتى كادت الشمس تطلع، فخرج مسرعًا وأقام الصلاة وصلى بهم صلاة خفيفة، ثم بعد السلام طلب عصاه وأمرهم بالبقاء في أماكنهم، ثم أخبرهم عن سبب تأخيره: أنه قام من الليل وصلى ما كتب له ثم غلبه النعاس حتى استثقل، فرأى ربه في أحسن صورة (وهذه رؤية في المنام كما هو مذهب أهل السنة)، فسأله ربه عن موضوع اختصام الملأ الأعلى (الملائكة)، ولم يعرف النبي الجواب أولاً، ثم وضع الله يده بين كتفيه فانكشف له كل شيء وعرف، فأخبر أنهم يختصمون في الكفارات (أي الأعمال التي تكفر الذنوب)، وذكر هذه الكفارات وهي: المشي إلى الصلوات والحسنات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإتمام الوضوء في الأوقات الشاقة، ثم ذكر أمورًا أخرى هي: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام. ثم أمره الله أن يسأل بهذا الدعاء العظيم الذي يجمع طلب فعل الخير وترك الشر وحب المساكين والمغفرة والرحمة والسلامة من الفتن وحب الله وحب من يحبه وحب العمل الصالح. وأكد النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا حق، وأمرهم بحفظه وتعلمه وتعليمه.


3. الدروس المستفادة منه:


● فضل الصلاة بالليل: وإن كان النبي قد غلبه النعاس، لكنه قام أول الليل وصلى، وهذا يدل على اجتهاده في العبادة.
● رؤية النبي لربه في المنام: وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم، وهو مما أجمع عليه أهل السنة، وأن رؤية الله في الدنيا ممكنة في المنام، أما في اليقظة فلا يراه أحد إلا في الآخرة.
● تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: حيث اعترف بعدم العلم أولاً بقوله "لا أدري"، وهذا من أدبه مع ربه.
- **فضل
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٢٣٥) عن محمّد بن بشّار، حدثنا معاذ بن هانئ، حدثنا أبو هانئ اليشكريّ، حدثنا جهضم بن عبد اللَّه، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلّام، عن أبي سلّام، عن عبد الرحمن بن عائش الحضرميّ، أنّه حدّثه عن مالك بن يُخامر السّكسكيّ، عن معاذ بن جبل، فذكره.
ورواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٤٤١)، وأحمد (٢٢١٠٩)، وابن عدي (٦/ ٢٣٤٤) كلَّهم من طريق يحيى بن أبي كثير به نحوه، واختصره ابن عديّ.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث. فقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال: هذا أصحّ من حديث الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر، قال: حدثنا خالد بن اللّجلاج، حدثني عبد الرحمن بن عائش الحضرميّ قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ (فذكر الحديث)، وهذا غير محفوظ: هكذا ذكر الوليد في حديثه عن عبد الرحمن بن عائش قال سمعت رسول اللَّه ﷺ.
وروى بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر هذا الحديث بهذا الإسناد عن عبد الرحمن ابن عائش عن النّبيّ ﷺ وهذا أصحّ، وعبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبيّ ﷺ». انتهى.
وأخرجه الحاكم (١/ ٥٢٠ - ٥٢١) من وجه آخر عن محمد بن شعيب بن شابور، عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر مثل حديث بشر بن بكر كما أشار إليه الترمذيّ، وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». ثم قال الحاكم: «وقد روي عن معاذ بن جبل، عن النبيّ ﷺ مثله».
فكان أولى أن يخرّج حديث يحيى بن أبي كثير؛ لأنّه صحّحه أهل العلم منهم البخاريّ وأحمد كما سيأتي. وأمّا عبد الرحمن بن عائش فلم يسمع من النبيّ ﷺ كما قال الترمذيّ، وقال أبو حاتم:
»هو تابعيّ».
وقال ابن عدي: وهذا له طرق، قوله: «رأيتُ ربّي في أحسن صورة«واختلفوا في أسانيدها فرأيتُ أحمد بن حنبل صحّح هذه الرّواية التي رواها موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي كثير حديث معاذ بن جبل، قال: هذا أصحُّها».
وقال الحافظ في «تهذيبه» (٦/ ٢٠٥): «وكذا قوَّاه ابن خزيمة من رواية يحيى، عن زيد، عن جدّه، عنه، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 413 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما يختصم فيه الملأ الأعلى

  • 📜 حديث: ما يختصم فيه الملأ الأعلى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما يختصم فيه الملأ الأعلى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما يختصم فيه الملأ الأعلى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما يختصم فيه الملأ الأعلى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب